تتوفر الجزائر على موارد هامة تمكنها من تطوير مؤسساتها الاقتصادية، غير أن المؤسسات ما تزال متباطئة في الانخراط في مسار التأهيل و المواصفات ، و هو الخيار الوحيد الذي يؤهلها لبلوغ التنافسية المطلوبة محليا و يسمح لها باقتحام الأسواق الخارجية .هذا الواقع توقف عنده المدير العام للتنافسية بوزارة الصناعة رشيد مكسن خلال عرضه لوضعية القطاع الصناعي و المؤسسات الاقتصادية في حصة «ضيف التحرير» للقناة الإذاعية الثالثة أول أمس ، وكشف مكسب عن تخصيص 8،3 مليار دولار خلال الخماسي الجاري لتأهيل المؤسسات الصغيرة و المتوسطة ، مفيدا بأن من ابرز مقومات القدرة التنافسية هي الموارد البشرية ، و هذا العامل الأساسي موجود لدى المؤسسات الجزائرية ، و المطلوب حسبه استغلاله للرفع من الأداء الاقتصادي الوطني. وذكر في سياق متصل بان الجزائر تنسق مع باقي دول شمال إفريقيا لتطوير القطاع الصناعي و حماية السوق الوطنية ، مبرزا بان التعاون مع الدول ، سيتم في إطار مخطط عمل أو خارطة طريق لترقية تنافسية الصناعات ، مشيرا إلى انه هذا ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع مجلس وزراء الصناعة الأفارقة الذي نظم من 27 إلى 31 من شهر مارس المنصرم . و أضاف المتحدث في هذا الصدد بان وصول المؤسسات التنافسية لا يكون إلا بالتأهيل للرفع من الإنتاج و تحقيق الجودة المطلوبة وفقا للمعايير و المقاييس الدولية ، مبرزا بان الدعم الحكومي للرفع من أدائها ونجاعتها و ترقية تنافسيتها موجود و قد تم رصد مبالغ مالية هامة لذلك ، و خلق المناخ المواتي للاستثمار، ويعد ذلك من أهم شروط عملية التأهيل ، وحسب المختص فإن اللقاءات التي تنظم من حين لأخر، هدفها إطلاع المتعاملين بمزايا البرنامج الوطني لتأهيل المؤسسات الذي سيسمح بتأهيل 20 ألف مؤسسة عبر الوطن سنة 2014. غير أن المبادرة و المسؤولية يقول رشيد مكسن تقع على المؤسسات نفسها التي يتعين عليها الالتزام بالبرنامج ، مؤكدا انه ليس لها خيارا آخرا لان التحولات الاقتصادية تفرض هذا، وتشترطها المنافسة الحادة على المنافسة على المستوى المحلي ، بعد دخول المنتوجات الأجنبية بفعل انفتاح السوق ، كما يتعين عليها ترقية صادرتها لولوج الأسواق الخارجية.