يشرع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة اليوم في زيارة عمل وتفقد لولاية تمنراست في اقصى الجنوب الكبير على امتداد 2000 كلم من العاصمة. وتحمل زيارة رئيس الجمهورية الى عاصمة الاهقار الكثير من الدلالة والاعتبار، سيما بالنظر الى نوعية المشاريع محل التدشين والمعاينة، في صدارتها الطريق العابر للصحراء الرابط عاصمة الاهقار بعين قزام على امتداد 420 كلم، والقطب الحضري «أدريان» المشكل من 1028 وحدة سكنية، معززة بمرافق عمرانية من مدرسة ابتدائية وتكميلية، ومكتبة وعيادة متعددة الاختصاصات العلاجية، ومقر بلدية فضلا عن محلات تجارية. وشيدت هذه المدينة المصغرة المتوفرة على مختلف المنشآت والهياكل بأبهى هندسة معمارية، تحمل خصوصية المنطقة بوابة افريقيا بامتياز. لكن اكبر الانجاز على الاطلاق كان محل اهتمام السكان واملهم، تدشين رئيس الجمهورية مشروع القرن. وهو ثاني مشروع يدشن في عهد الرئيس بوتفليقة بهذه الضخامة والتحدي، بعد الطريق السيار شرق غرب. ولم يدر حديث سكان تمنراست في هذه الآونة سوى عن هذا المشروع الذي خصص له غلاف مالي 197 مليار دينار انه مشروع تزويد تمنراست بمياه الشرب انطلاقا من عين صالح في شمال الولاية عبر مسافة 750 كلم. ويعد هذا الانجاز من المشاريع الكبرى الذي وعد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتشييدها في جزائر التقويم والتجديد التي تسابق الزمن من اجل اللحاق بالركب، اعتمادا على مدخرات وطنية واستقلالية قرار وخيار دون اتكالية على الخارج. ويكشف مشروع تزويد تمنراست بالماء الذي يحتل اولوية في سياسة الموارد المائية التي حرص عليها رئيس الجمهورية للقضاء نهائيا على ازمة الندرة لهذه الثروة، مدى نجاعة الانجازات وتشييدها في وقتها دون كلفة اضافية ودون اعادة التقييم والاغلفة المالية التكميلية. وعلى غرار ما تحقق في العاصمة التي كانت اسيرة مرحلة صعبة تميزت بشح الحنفيات، وتم تجاوزها برفع تحدي 24 / 24 ساعة من الماء، تدخل تمنراست التجربة الرائدة في جزائر تنتصر اذا كانت الاهداف واضحة، والامكانيات متوفرة، والرجال مجندين. ويتذكر سكان تمنراست ما اكده رئيس الجمهورية اثناء زيارته لها ووضع الحجر الاساسي في 3 جانفي 2008 لمشروع تزويد المدينة بماء الشرب، ويتذكرون تفاصيل مداخلاته وهو يستمع بعين صالح خلال هذه الحقبة الى ضرورة التجند من اجل طي حقبة سوداء عاشتها المنطقة جراء البحث عن الثروة المائية، والاستنجاد بالصهاريج التي تجوب الشوارع لبيع الماء لاهل المنطقة. لكن هذه الحقبة ولت بلا رجعة مع تدشين مشروع القرن خلال 3 سنوات والشروع في تزويد السكان ب 100 الف م3 من الماء يرميا وبلا انقطاع. ولدت هذه الحقبة السوداء وازيل الكابوس بفضل الانجاز الضخم المشيد على ارتفاع 1200 م، ويعبر تضاريس دون السماح بأية فجوة وهفوة. انهم فريق عمل من مهندسين واطارات الجزائرية للمياه، تجندوا في الميدان موظفين الخبرة الوطنية التي تسقط امامها كل الممنوعات والمحظورات وتتلاشى المستحيلات. كل ذلك من اجل تزويد سكان تمنراست وعددهم 200 ألف نسمة ب 100 الف متر مكعب من الماء، وهي نسبة مرتفعة بكثير عن احتياج تمنراست اليومي من هذه الثروة المقدر ب 20 ألف متر مكعب في اقصى التقدير. تمنراست التي تزينت بابهى حلة واتخذت ديكورا خاصا لاستقبال رئيس الجمهورية اليوم يحق لها التعبير عن بهجتها، والافتخار بأكبر الانجازات في مشاريع الجنوب الكبير: التزود بالماء بأيسر حال وديمومته دون السقوط في خوف الضمأ، وكابوس رحلة الالف ميل بحثا عن قطرة ماء كل الحياة.