يتوجّه الناخبون الامريكيون اليوم الثلاثاء الى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في ما يعرف بانتخات نصف المدة التي يعتبرها المراقبون حاسمة في تحديد مدى شعبية الإدارة الامريكية الحالية، وتسمى بانتخابات نصف المدة نظرا لأنها تجرى في منتصف ولاية الرئيس الامريكي. وستتمخض هذه الانتخابات عن اختيار 35 سيناتورا جديدا من اعضاء مجلس الشيوخ «السينات»، اضافة الى انتخاب كافة اعضاء مجلس النواب المؤلف من 435 عضوا، علاوة على انتخاب عدد من حكام الولاياتالأمريكية، بينما تستغل بعض الولايات هذه الانتخابات لانتخاب المدعين العامين فيها او اعضاء المحكمة العليا في الولاية، كما تستخدم هذه الانتخابات لتنظيم بعض الاستفتاءات على انواعها. ومن ضمن هذه الاستفتاءات على سبيل المثال تواصل العمل بنظام الرعاية الصحية المعروف بتسمية «أوباما كير» الذي أقرّه الكونغرس في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وألغاه الرئيس الحالي ترامب. ومن بين الاستفتاءات التي ستنظمها بعض الولايات مثلا ستكون حول السماح للسجناء لأول مرة بممارسة حقّ التصويت في الانتخابات، أو رفع الحد الأدنى من الأجور. ويسعى الديمقراطيون الذين خسروا انتخابات الرئاسة أمام ترامب، إلى استعادة قوتهم، وتحقيق الأغلبية داخل الكونغرس الأمريكي بمجلسية الشيوخ والنواب. ومن أجل العودة بقوة للانتخابات الرئاسية القادمة في عام 2020، على الديمقراطيين أن يفوزوا بأكثرية المقاعد داخل الكونغرس على غرار الانتخابات النصفية الأخيرة التي أجريت في عام 2014، وحصل فيها الجمهوريون على غالبية المقاعد في الكونغرس بمجلسيه، الأمر الذي منح ترامب دفعة قوية للوصول الى السلطة في عام 2016. معلومات هامة ويتألف الكونغرس الأمريكي من مجلسين: النواب والشيوخ، ويبلغ عدد مقاعد مجلس النواب 435 مقعدا، فيما يبلغ عدد مجلس الشيوخ او كما يطلق عليه «السينات» 100 عضو، سيتم تجديد 35 مقعدا من المقاعد المائة، كما سيتم انتخاب 36 من أصل 50 حاكم ولاية. تجدر الاشارة الى ان مجلس الشيوخ الأمريكي يضم ممثلين اثنين عن كل ولاية بغض النظر عن حجم الولاية، فيما يوجد عدد من الممثلين عن كل ولاية في مجلس النواب وفقا لتعداد سكان الولاية. فعلى سبيل المثال، لولاية ألاسكا يوجد ممثلان اثنان في مجلس الشيوخ الأمريكي، وممثل واحد فقط في مجلس النواب الأمريكي، فيما يوجد لولاية كاليفورنيا الأمريكية ممثلان اثنان في مجلس الشيوخ و53 ممثلا في مجلس النواب الأمريكي. وأعضاء مجلس الشيوخ ينتخبون لمدة 6 سنوات من خلال اقتراع مباشر من الناخب الأمريكي، فيما يتمّ انتخاب ممثلي مجلس النواب الأمريكي كل سنتين في انتخابات حسب المنطقة التي ينتمي اليها كل مرشح. ووفق محللين سياسيين، فإنه من المتوقع ان يفوز الديمقراطيون بأغالبية المقاعد في مجلس النواب الأمريكي في هذه الانتخابات أن يحصلوا على 187 مقعدا، فيما سيحصل الجمهوريون على 153 مقعدا، بينما يتبقى نحو مائة مقعد لم يتم الحسم بشأنها حتى الآن. أما في مجلس الشيوخ الأمريكي فسيكون الصراع أشد بين الحزبين، إذ تشير استطلاعات الرأي الى تقارب كبير بين الطرفين على 13 مقعدا من أصل 35 مقعدا سيتم انتخابهم في هذه الجولة. وإذا ما صدقت التوقعات وحصل الديمقراطيون على الأغلبية في الكونغرس بمجلسيه، فإن ذلك عبارة عن ضربة لسياسات الرئيس ترامب منذ استلامه ادارة البيت الأبيض وسيؤثر بشكل سلبي على المشاريع التي يطرحها، مثل بناء السياج على الحدود مع المكسيك لمنع دخول المهاجرين عبره الى الولاياتالمتحدة.