يختار الأمريكيون، اليوم الثلاثاء، رئيسهم ال45 بين المترشحين المتعارضين الديمقراطية هيلاري كلينتون و الجمهوري دونالد ترامب، في الإنتخابات ال58 لرئاسة البيت الأبيض خلفا لباراك أوباما، و ذلك لأربعة سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. وشرع أول الناخبين الأمريكيين في الساعة الاولى من صباح اليوم في الإدلاء بأصواتهم ببلدة "ديكسفيل نوتش" الصغيرة بولاية نيوهامبشاير أين تم إجراء قرعة تقليدية لإختبار أول من سيدلي بصوته في هذه البلدة الصغيرة التي تتميز بتقاليد إنتخابية متميزة. وتنتظر مشاركة حوالي 225 مليون ناخب أمريكي مؤهل للإقتراع من بين حوالي 320 مليون نسمة من سكان البلاد حسب إحصائيات سنة 2015 . وحسب مركز "بيو" الأمريكي للدراسات و الإحصاءات فأن الوعاء الإنتخابي الأميريكي يتكون من 69 بالمئة من البيض و 12 بالمئة من السود و 12 بالمئة من ذوي الأصول اللاتينية و4 بالمئة من ذوي الأصول الآسيوية و 3 بالمئة من أصول مختلفة. وسيكون على الأمريكيين اختيار ريئسهم و نائبه عبر التصويت طيلة نهار اليوم في منطقة شاسعة تتضمن 6 مناطق زمنية حيث افتتحت أولى مكاتب الإقتراع مند منتصف الليل بتوقيت غرينيتش على الساحل الشرقي للولايات المتحدة على أن يغلق أخر مكتب عند الساعة السادسة بنفس التوقيت في ولاية آلاسكا. نظام انتخابي على مرحلتين وبعد ساعات من إطلاق عملية التصويت ببلدة "ديكسفيل نوتش" بولاية نيو هامشاير، فازت هيلاري كلينتون على دونالد ترامب، بواقع 4 أصوات إلى صوتين في هذه البلدة التي تتميز بتقاليد إنتخابية متميزة حيث يتم إجراء قرعة لإختيار أول ناخب أمريكي يصوت في أهم إستحقاق إنتخابي بالبلاد. ويصوت الناخب الأمريكي في بطاقة الاقتراع، لمندوبي المرشح لا المرشح نفسه، أي أنه يصوت للمندوبين اللذين يشكلون "المجمع الإنتخابي"، في حين يصوت المندوبون على أحد المرشحين نيابة عن الناخبين. وبعد نتائج إنتخابات اليوم سيختار المندوبون الإنتخابيون أو ما يسمون ب"كبار الناخبين" الرئيس الجديد للولايات المتحدة في منتصف ديسمبر المقبل، إلا أنه يمكن التعرف على الرئيس الجديد بعد فرز أصوات الناخبين اليوم بالنظر إلى طبيعة النظام الإنتخابي الأمريكي. ولدخول البيت الأبيض يحتاج المرشحان للرئاسة الأمريكية إلى 270 صوتا -أي النصف زائد واحد- على الأقل من مجمل أصوات أعضاء "المجمع الانتخابي" البالغ عددهم 538 مندوبا، أي ما يوازي عدد أعضاء مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي. ولكل ولاية أمريكية عدد معين من الأصوات داخل هذا المجمع بحسب عدد سكانها وعدد النواب الذين يمثلونها في الكونغرس الأمريكي، علما أن ولاية كاليفورنيا هي أكبر الولاياتالأمريكية من حيث عدد السكان و تحظى ب 55 صوتا في المجمع في حين تبلغ عدد أصوات فلوريدا 27 صوتا، بينما تملك ولاية "داكوتا الشمالية" ثلاثة أصوات فقط، في حين لا تحتسب أصوات الناخبين المقيمين في العاصمة الأمريكيةواشنطن. وباستثناء ولايتي "نيبراسكا" و"ماين"، اللتين تطبقان نظاما نسبيا، تسري قاعدة ثابتة طبقا للنظام الانتخابي الأمريكي مفادها أن من يحصل على أغلبية أصوات الناخبين في إحدى الولايات، يحصل على جميع أصوات أعضاء المجمع الانتخابي الممثلين لهذه الولاية، فمجرد حصول أحد المرشحين على أغلبية بسيطة في ولاية كاليفورنيا على سبيل المثل يفوز المرشح الانتخابي بعدها بجميع أصوات المجمع الانتخابي للولاية البالغ عددها 55 صوتا. إنتخابات رئاسية و نيابية في نفس الوقت و تتميز إنتخابات هذه السنة، بكونها ليست إنتخابات رئاسية فقط بل انتخابات تشريعية أيضا حيث يختار الأمريكيون بالتوازي نوابهم من أعضاء مجلس النواب، الغرفة الأدنى من الكونغرس، فضلا عن أعضاء مجلس الشيوخ، الغرفة الأعلى من الكونغرس، ويتوليان وظيفة تشريع القوانين، و ذلك أن العهدة البرلمانية تزامنت مع العهدة الرئاسية هذه المرة. وتجرى الانتخابات النيابية الجارية على جميع مقاعد مجلس النواب، وعددهم 435 فضلا عن 6 أعضاء ممثلين لمناطق تابعة للولايات المتحدة لكن ليس لهم حق التصويت. وحاليا، يسيطر الجمهوريون على مجلس الشيوخ بأغلبية 54 عضوا مقابل 44 سيناتور من الديمقراطيين، واثنان مستقلان عادة ما يصوتان لصالح الديمقراطيين. وفي هذه الإنتخابات النيابية يحدم التنافس بين، جون ماكين، المرشح الرئاسي الخاسر في 2008 وأحد أبرز أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين و المرشح الديمقراطي أن كيركباتريك خاصة في ولاية أريزونا.