شارك، أمس، نحو 70 رئيس دولة وحكومة في باريس، في مراسيم إحياء مئوية توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى، في تجمّع حاشد ووسط إجراءات أمنية مشدّدة، طغى عليه التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. وانضمّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وعشرات من الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات من أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط ومناطق أخرى للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإحياء لحظة توقف نيران البنادق في مختلف أرجاء أوروبا قبل مئة عام. واستقبل ماكرون ضيوفه في قصر الاليزيه، ووصل عشرات القادة نحو الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش الى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه والذي أقيم تحته قبر الجندي المجهول وشعلة لا تنطفئ للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أودى بحياة 18 مليون شخص، وبعد مراسم عسكرية، اجتمع الحشد تحت قوس النصر حيث أعد مكانا مغطّى. وتحدّث الرئيس الفرنسي في التجمع عن الماضي، لكنه انتهز الفرصة ليعلن رسالته السياسية المؤيدة للتعددية في الحكم الدولي، في وقت تعتبر الولاياتالمتحدة، تسير عكس الاتجاه. التّعددية الدّولية وعقب انتهاء المراسيم، عاد القادة مجددا الى القصر الرئاسي لمأدبة غداء قبل أن يتوجه بعضهم الى منتدى باريس للسلام بعد الظهر. وفي شرق باريس يلتقي قادة وممثلو منظمات غير حكومية ومستثمرون وأعضاء المجتمع المدني لبحث الحوكمة العالمية مع رسالة سياسية واضحة لصالح المقاربة المتعددة الطرف التي تشكل المرتكز الايديولوجي للعلاقات الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وحاول المنتدى الترويج لمشاريع و»حلول عملية للمشاكل العابرة للحدود». وتداول أكثر المدافعين عن هذا النموذج وبينهم ايمانويل ماكرون وانجيلا ميركل وجاستن ترودو وانطونيو غوتيريش على المنصة للدفاع عن المقاربة المتعددة الطرف أمام جمهور مؤيد. توتّر بين ترامب وماكرون وكتب جيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي في مقال نشر أمس، في صحيفة «جورنال دو ديمنش» أن «النظام المتعدد الأطراف أساسي لتنمية وتمويل جهود مكافحة تهديد التغير المناخي». واختار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عدم المشاركة في المنتدى الذي يستمر حتى يوم غد الثلاثاء بينما زار المقبرة الاميركية قرب باريس تكريما لمواطنيه الجنود الذين سقطوا في هذه الحرب. وكان ترامب وصل مساء الجمعة الى باريس واجتمع بماكرون صباح السبت، ورفض في إحدى اللقطات مصافحة ماكرون أمام عدسات المصورين، بسبب ما اعتبره إهانة بعد دعوة الأخيرة لتشكيل جيش أوروبي موحد لمجابهة أمريكا، الصينوالولاياتالمتحدة.