«الناتو» يتدخل عسكريا لمساندة قوى منتفضة اعتبر احمد عظيمي أستاذ في العلاقات السياسية ان موقف الجزائر مما يحدث في ليبيا يحتاج إلى توضيح و إلى دبلوماسية قوية تدافع و تقنع وتساهم بفعالية في تسيير الأزمة في هذا البلد الذي تربطه بالجزائر حدودا تمتد على مسافة ألف كيلومتر ، مؤكدا انه ليس من مصلحتنا ما يحدث حاليا في هذا البلد المجاور، خاصة بعد التدخل الأجنبي المتمثل في بعض الدول الأوروبية منها فرنسا، و قوات الحلف الأطلسي التي تقصف مواقع قريبة من حدودنا. أكد الأستاذ عظيمي خلال تنشيطه أمس للندوة الفكرية التي نظمها مركز «الشعب» للدراسات الإستراتيجية ان الرهانات كبيرة جدا في المنطقة العربية التي تواجه ضغوطات من شعوبها في الداخل لتغيير الأنظمة الفاسدة التي أدخلتهم في دوامة الفقر والجهل، وتهديدات خارجية بالتدخل تحت غطاء حماية الشعوب. وحسب عظيمي فان على الجزائر قد ارتكبت خطا دبلوماسيا لأنها سمحت لدول خارج النطاق الجغرافي التدخل في ليبيا، وهذا ما يطرح مخاوف أمنية حقيقية، خاصة ان الأراضي الليبية حاليا مفتوحة بالكامل أمام المجموعات المتطرفة في حمل السلاح. وبنظر عظيمي فانه بإمكان الجزائر ان تستثمر في ما لها من إمكانيات التي تؤهلها ان تكون دولة قوية و ذات تأثير خاصة بعد انقسام العراق، وما يحدث في مصر التي لم تتضح الأمور بشأنها، الوضع حاليا ملائم جدا للجزائر للعب دور الوساطة في حل الأزمات، غير أنها تحتاج إلى دبلوماسية قوية وقادرة على التأثير، خاصة وان بلادنا قد نجحت في وساطتها لمعالجة العديد من القضايا على مستوى القارة الإفريقية، منها الدور الكبير الذي لعبته في حل الأزمة التي كانت بين أثيوبيا و اريتريا . وتساءل المتحدث في سياق الحديث عن الغاية من التهم التي وجهت للجزائر بشان إرسال مرتزقة إلى ليبيا ، و يعتقد جازما بان مثل هذه التهمة ليس لها أي أساس، مبرزا بأنه ممكن ان يكون العقيد القذافي قد وظف مرتزقة جزائريين، لكن الجزائر غير مسؤولة عنهم. وأضاف في هذا الصدد بان مثل هذه التهم التي يتطلب من الدبلوماسية الجزائرية ان تردعها ، غير مقبولة، وغير منطقية ، بالرغم من انه لا يمتلك الأدلة على ذلك ، لعدة أسباب، أهمها ان القذافي لعب دورا كبيرا في إفساد عدة أمور ومبادرات قامت بها الجزائر، والتي خلفت كثيرا من المشاكل ، وبالمقابل يقول عظيمي القائد الليبي ، قد كلف بمهمات أنجزها لصالح الغرب، وبالتالي فان مغادرته لبلده أمر غير وارد تماما. و ابرز في سياق متصل بان الجزائر كانت دائما تقف إلى جانب الثورات في أي بلد، ما يحدث في ليبيا ليس ثورة، لان المنتفضين في هذا البلد قد حملوا السلاح ودخلوا في حرب مع كتائب القذافي ، وبالتالي تحولت الأمور من انتفاضة إلى حرب أهلية، وهذا ما يقود البلد إلى التقسيم ، حيث الجهة الشرقية ستكون تحت قيادة العقيد القذافي. و فيما يتعلق بالأزمة التي تعيشها حاليا ليبيا و تداعياتها على الجزائر من جوانب مختلفة ، أشار المتحدث إلى نقطة أساسية هو يرى ان ما يحدث حاليا في هذا البلد المجاور غير مسبوق، لانه لأول مرة في التاريخ تشهد دولة تدخلا عسكريا من طرف القوى الكبرى و قوات الحلف الأطلسي ضد «انتفاضة شعبية». ولهذا التدخل مدلوله السياسي و الاستراتيجي يقول عظيمي، لان الدول الكبرى لا تتحرك إلا عندما يتعلق الأمر بحماية مصالحها ، لان العلاقات الدولية مبنية على هذا الأساس و الرهانات في ليبيا كبيرة جدا.