تحتفل الجزائر على غرار البلدان الأخرى باليوم العالمي لمرض الثلاسيميا أو فقر دم حوض البحر الأبيض المتوسط المصادف ل 8 ماي من كل عام تحت شعار «المساواة في فرص الحياة». وتحسس بالمناسبة المواطن الجزائري بخطورة هذا المرض الذي يفرض حالة التشخيص المبكر للوقاية منه. ويبقى مرض الثلاسيميا الذي يجهله الكثير من الجزائريين رغم خطورته، واقعا ملموسا في بلادنا إذ يمثل نسبة 2٪ من الإصابات لدى السكان خاصة في بالمناطق الشرقية. ويعرف انتشارا واسعا في بلدان حوض البحر الأبيض المتوسط متسببا في وفاة 45 ألف طفل سنويا، لكن ما هو هذا المرض الذي يثير القلق بهذا الشكل وكيف ينتشر وأي أساليب الوقاية والعلاج منه؟ حسب المختصين يصيب المرض الأطفال في سنهم المبكرة عبر انتقاله بالوراثة من آبائهم عن طريق تأثيره في صنع الدم إذ تحصل طفرة في مكونات الهيموغلوبين مما يسبب تكسر خلايا كرات الدم الحمراء، فيحاول الجسم تعويض هذا النقص بزيادة تكاثر هذه الكرات دون جدوى حيث تعجز كرات الدم في تعويض الهلاك الذي تتعرض إليه. فتصبح مادة الهيموجلوبين غير قادرة على القيام بوظيفتها الرئيسية المتمثلة في نقل الأكسجين إلى أعضاء الجسم المختلفة وبالتالي يضطر الطبيب إلى نقل الدم للمريض بصفة مستمرة. وتظهر أعراض الإصابة بالثلاسيميا على المريض منذ الشهر ال6 لدى الطفل نتيجة لتكسير كريات الدم الحمراء المبكر عن طريق شحوب البشرة مع الاصفرار أحيانا، والتأخر في النمو، وضعف الشهية، وتكرار الإصابة بالالتهابات. ومع استمرار فقر الدم تظهر أعراض أخرى مثل التغير في شكل العظام وخصوصا الوجه والوجنتين وحدوث تضخم في الطحال والكبد. وعلى هذا الأساس شدد المختصون على ضرورة الوقاية من هذا المرض الوراثي قبل أن يفرز مضاعفات خطيرة تؤدي إلى إعاقة المصاب به أو وفاة وذلك عن طريق إجراء فحوصات للدم تحدد ما اذا كان الشخص خاليا من المرض أو مصابا به أو حاملا له يستطيع العيش به لسنوات دون خشية أو خوف ويوصي المختصون بإجراء هذا الفحص في مجتمعنا للأشخاص المقبلين على الزواج. يتم هنا فحص نسبة الهيموغلوبين في الدم وحجم كريات الدم الحمراء لتجنب نتائج الرباط الزوجي. فالمرضى الذين تكتشف حالاتهم في وقت مبكر ويتلقون العلاج بنقل الدم وطرد الحديد بشكل منتظم بإمكانهم تجنب الكثير من مضاعفات المرض والعيش بشكل طبيعي.