تعرف محطات التراموي الجزائر اقبالا كبيرا للمواطنين الراغبين في اكتشاف وسيلة النقل الجديدة التي من المنتظر أن تحدث تحولات كبيرة في الأحياء التي يمر عليها من خلال تغيير نمط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويعتبر فتح الشطر الأول لتراموي العاصمة بين حي الموز (مختار زرهوني) وبرج الكيفان أمام الاستغلال انجازا هاما من باب تثمين الانجازات لكن تبقى العديد من النقائص التي وقفنا عليها أثناء اجراء الاستطلاع بحاجة الى تدارك في انتظار فتح الشطر المتبقة (الرويسو) مستقبلا على مسافة 17 كم وهو المشروع الذي سيكلف الدولة 35 مليار دينار. ويعاني التراموي حاليا من عدم فتح اكشاك بيع التذاكر التي تشرف عليها المؤسسة الوطنية للنقل الحضري وشبه الحضري، حيث استكملت الأكشاك التي بنيت بطريقة عصرية وجميلة غير أنها لم تدخل مجال الخدمة، وعوضت هذا النقص بتشغيل قابضين يجوبون عربات التراموي ويتسبب هذا الأمر الذي وقفت «الشعب» عليه في رحلة بين محطة عبد القادر بلعربي قرب الاقامة الجامعية باب الزوار1 وحي 8 ماي 1945 المعروف بحي سوريكال، والملفت للانتباه أن الكثير من المواطنين ينزلون دون دفع مصاريف النقل ما ينبأ بضرورة تكثيف عمليات المراقبة قبل وصول التراموي الى المحطة والا ستكون الخسائر فادحة. وما سيزيد في صعوبة مراقبة المسافرين في هذا المجال هو عدم تخصيص أروقة أو مساحات متحكم فيها مثل القطارات لتجنب تملص المواطن من دفع التذكرة، كما يعكس هذا السلوك تأخر روح المواطنة وانعدام ثقافة الحفاظ على الصالح العام. وفي سياق متصل ابدا الكثير من المواطنين ل«الشعب» تحفظهم من ثمن التذكرة التي تعتبر باهضة نوعا ما ف20 دينار لمحطة واحدة شيئ كثير وطالب العديد من المواطنين على غرار ''ب.نزيم'' صاحب محل تجاري مراجعة سعر التذكرة وفقا للمسافات مؤكدا على ضرورة بيع تذاكر صالحة لمدة يوم وبأسعار ترقوية مثمنا الانجاز الذي قامت به السلطات الذي يبقى حسبه خطوة للأمام في انتظار ترقية الخدمات والأسعار. ومن السلبيات التي اطلعت عليها «الشعب» في جولة ميدانية هو كثرة الراجلين في مسار وسيلة النقل الجديدة وهو المشهد الذي يجعلنا نتوقع الكثير من الحوادث. يحدث هذا مع كثرة الأطفال وكبار السن فمرورالتراموي على الأحياء الشعبية سيزيد من درجة المخاطر والمجمعات السكنية (حي الموز، حي رابية الطاهر، حي سوريكال) ويفرض على المؤسسة القائمة على تسيير هذا المرفق تكثيف اجراءات الحماية والأمن لتجنب الكوارث التي قد تحدث اضطرابات تؤدي لتكسير الوافد الجديد في ميدان النقل وما يعكس تخوفات سائقي التراموي هو استعمالهم المفرط لجرس التنبيه ما يؤكد الضغط الكبير الذي يتواجدون عليه عند السياقة وهو ما يبرر ضعف السرعة التي يسير بها تجنبا لدهس الأفراد. حملات التوعية لم تجد صدى عند أصحاب السيارات يلجأ الكثير من سائقي السيارات إلى استعمال مسار التراموي للوصول الى الطرق في ظل عدم استكمال العديد من الطرق المحاذية له، فعند الخروج من حي 8 مايو 1945 للتوجه نحو وسط مدينة باب الزوار يضطر سائقو السيارات لاستعمال مسلك التراموي وهو ما يعكس تأخر بعض الأشغال التي انعكست سلبا على اطلاق المشروع الاستراتيجي. يحدث هذا في ظل رفض الكثير من سائقي السيارات استعمال الطرقات التي فتحتها الشركة المنجزة للتراموي بحكم تشعبها ودخولها مناطق سكانية. وحتى الطرقات المنجزة المحاذية للتراموي لم تنجز بمعايير عصرية في ظل ارتفاع بالوعات صرف المياه على مستوى الطريق بأكثر من 20 سنتيمتر وهو ما يشكل خطرا على حركة السيارات وزادت من ضيق الطريق وهو ما ينبأ بأزمة مرورية مستقبلا اذا لم يحل المشكل وتعاد الأشغال بطريقة سريعة. كما سيجد الراجلون نفسهم في خطر في ظل ضيق الأرصفة وقرب المتاجر من طريق السيارات فالكثير من أصحاب المحلات أصبحوا بدون مدارج جراء الأشغال واضطروا لوضع مدارج خشبية لتمكين الزبائن من دخول الدكاكين واقتناء ما يحتاجونه. ومن النقائص كذلك تأخر تشغيل الاشارات الضوئية التي يظهر أنها غير كافية فالكثير من اصحاب السيارات التي تستعمل تقاطع الطرق مع سكة التراموي نجد أصحابها قلقين ويسعون لتجاوز التراموي دون مراعاة العواقب ولولا وجود عناصر الشرطة وأعوان الأمن فيمكن أن يقع ما لم يكن في الحسبان ويظهر أن اللجوء لمتاريس حديدية على شاكلة التي تستعمل للقطارات أمر أكثر من ضروري. برج الكيفان واجهة سياحية بعد سنوات عجاف يعول تجار برج الكيفان على اطلاق نشاط التراموي لاسترجاع مجد المدينة الضائع فطيلة سنوات الأشغال فقدت المدينة بريقها التجاري والسياحي وأصبحت مساحة للغبار والأتربة والاوحال وكان بائعو المثلجات ''أيس بارغ'' التي كانت علامة مسجلة باسم المدينة أكثر أنواع التجارة تضررا وهي التي أكسبت هذه المدينة اسم ''باريس الصغيرة''. وظهر التراموي في أحسن حلة في برج الكيفان حيث وفي ظل اتساع الطرقات خاصة بوسط المدينة سمح بادماج وسيلة النقل الجديدة في صلب المدينة التي سيصبح عمودها الفقري وسيتضاعف عدد السياح بالمدينة في ظل ضمان التراموي النقل الذي كان أكبر عائق لسكان الأحياء المجاورة للتنقل ليلا والاستمتاع بليالي الصيف. وعبر الطلبة الذين يزاولون دراستهم بجامعة هواري بومدين بباب الزوار عن ارتياحهم وخاصة الذين يقطنون ببرج الكيفان وضواحيها كدرڤانة وقهوة الشرقي لهذا التدشين لأنهم سيجنبهم عناء تضييع الوقت في وسائل النقل الأخرى وخاصة الحافلات التي حولت حياتهم الى جحيم من خلال السلوكات المشينة من أصحابها. ومن دون شك سيكون التراموي الجزائر سببا آخرا في زيادة أسعار الشقق والعقار على مختلف الأحياء المحاذية له، وتقاطع الجميع في سؤال واحد هو قدرة الشركة على الحفاظ عليه والتي أعتبرها مهمة الجميع.