انقطاع التيار الكهربائي يفسد مراسيم انطلاق أول رحلة لترامواي الجزائر تأخر انطلاق ترامواي الجزائر العاصمة، صباح أمس، لمدة تجاوزت الساعة، بسبب عطل تقني يخص التموين بالطاقة الكهربائية، ما أثار استغراب وتذمر وزير النقل وعدد من الوزراء وممثلي الشركات الأجنبية وكذا عدد من المواطنين الذين حضروا الحفل الرسمي لانطلاق أولى الرحلات، ولم يخف وزير النقل تذمره من هذا التأخر خاصة وأن عملية الانطلاق سبقتها حملة كبيرة من الإشهار والترويج لخدمات الترامواي الآمنة، كما سبقتها عدة تجارب. تم أمس تشغيل أول شطر لترامواي الجزائر الرابط بين برج الكيفان و حي الموز بالمحمدية بالضاحية الشرقية بحضور أعضاء من الحكومة و مسؤولين سامين بالإضافة إلى مواطنين. وقد عرفت عملية التشغيل الاولى رسميا، مشاكل بسبب انقطاع التيار الكهربائي، أدت إلى تأخير انطلاق أولى العربات نصف ساعة. كما عرفت العملية انطلاق جرس الإنذار بعدما حركه أحد المواطنين خطأ ما أدى إلى تأخير الانطلاق نصف ساعة أخرى. ففي حدود الساعة الحادية عشر، الموعد المحدد لتدشين عملية انطلاق أول ترامواي جزائري في محطة حي الموز، والذي يربط برج الكيفان بمنطقة باب الزوار على مسافة تمتد على سبع كيلومترات، وبعد استكمال مراسم التدشين التقليدية، صعد الحضور إلى عربات التراموي بمحطة مختار زرهوني، حي الموز بباب الزوار، باتجاه برج الكيفان، يتقدمهم وزير النقل، عمار تو، ووزير التجارة، مصطفى بن بادة، ومدير عام الخطوط الجوية الجزائرية، وحيد بوعبد الله، لكن القطار ظل في مكانه داخل المحطة، لعدة دقائق، لينزل بعدها الضيوف والرسميون وسط حيرة وتذمر المسؤولين، واستمر الوضع على حاله إلى غاية الثانية عشر والربع لتدق صفارة الانطلاق.واستنادا إلى مسؤولي شركة النقل الحضري للعاصمة، فإن سبب تعطل انطلاق عربات التراماوي يعود إلى ضعف في التيار الكهربائي، وما زاد المسألة تعقيدا هو افتقار الترمواي إلى جهاز للتموين الذاتي بالتيار، وقد أكد ذات المسؤول بأنه سجل انقطاع مفاجئ للخط الناقل ل 60 ألف فولط في حدود الحادية عشر و13 دقيقة. وتم اتخاذ القرار بتمكين المواطنين من الصعود في أولى العربات لتخفيف الضغط على المحطة، قبل أن يستقل الوزير والوفد الإعلامي والرسميين، العربة الثالثة للإشارة، فإن الشطر الرابط بين برج الكيفان و حي زرهوني مختار الذي يشمل 13 محطة على طول 2ر7 كلم بطريق مزدوج مزود ب 12 مركبة تقل يوميا ما بين 10000 و 15000 شخص. ويذكر أن هذه العربات الموجهة لنقل 400 شخص من المفروض أن تمر كل 12 دقيقة ليتم تقليص هذه المدة في ظرف سنة إلى 4 دقائق حسب مسؤولي المشروع الذي انطلقت الأشغال الخاصة به في نهاية سنة 2007 . وحسب مسؤول شركة "الستوم" الفرنسية التي قامت بإنجاز المشروع، فإن ترامواي الجزائر أنجز بمواصفات عالمية، وقال في تصريح للصحافة على هامش حفل التدشين "ترامواي الجزائر له نفس خصوصيات ترامواي العاصمة الفرنسية باريس أو مدينة بوردو، وحرصنا على أدق التفاصيل لنضمن راحة المسافرين، وحتى العربات والخطوط هي نفسها المستعملة في المدن الفرنسية". ومن المنتظر أن يتم تمديد المشروع على مسافة 23 كيلومتر ليربط بين منطقة حسين داي بدرقانة شرق العاصمة، وأكد مسؤول الشركة الفرنسية "بأن الطبيعة الجغرافية للمنطقة والصعوبات التي تواجهها الشركة تحول دون تحديد موعد نهائي لاستلام المشروع" وأضاف "لا يمكن تحديد موعد نهائي لاستكمال الخط، لكون الأشغال تعترضها في كل مرة عقبات"وأصر وزير النقل على تقدم اعتذاره للمواطنين الذين غادروا المحطة بسبب التأخير، وأكد عمار تو، على هامش حفل تشغيل أول شطر لتراموي الجزائر العاصمة، أن الأشغال تواجه بعض العراقيل كون أن البنايات قديمة كما أن المنشآت تحت الأرض تتواجد في حالة جد متدهورة ما يتطلب معالجة هذه المنشآت من قنوات وخطوط وتغيير مسارها ما يكلف مزيد من الوقت، وقال بأن الهدف من هذه المشاريع الجاري انجازها هو "وضع شبكة متكاملة من وسائل النقل تشمل النقل بالمترو، وكذا الترامواي وشبكة النقل بالسكك الحديدة والحافلات" لإنهاء مشكل النقل بالعاصمة التي تعاني كثيرا من الازدحام المروري، وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع 35 مليار دينار، ويضم 38 محطة تربط بين شارع المعدومين في حسين داي بمنطقة درقانة. وأكد وزير النقل عمار تو من جانب أخر، أنه سيتم استلام ميترو الجزائر يوم 31 أكتوبر المقبل. وفق البرنامج المقدم (للوزارة) من قبل الشركات المكلفة بإنجاز هذا المشروع". و من المقرر أن يضم ميترو الجزائر الذي يمتد على مسافة أولية تبلغ 9.5 كلم و يربط عشر محطات على مستوى بلديات باش جراح و المقرية و حسين داي و سيدي امحمد و الجزائر وسط عدة تمديدات ليبلغ شبكة طولها 40 كلم من دار البيضاء إلى درارية في مطلع 2020. و يتعلق الأمر أساسا بحي البدر-عين النعجة و البريد المركزي-ساحة الشهداء كمرحلة أولى قبل أن يربط باب الزوار و براقي و شوفالي و الشراقة و أولاد فايت و درارية. وتبلغ تكلفة إنجاز هذا المشروع 90 مليار دينار دون احتساب أشغال التمديدات التي بوشر جزء هام منها و التي قد ترفع التكلفة النهائية للمشروع إلى 139 مليار دينار. ومن المنتظر أن يتم الشروع ابتداء من اليوم في استغلال عربات الترامواي على الساعة السادسة صباحا إلى غاية التاسعة ليلا فيما يبلغ سعر التذكرة 20 دج في انتظار التذاكر المغناطيسية التي سيعمل بها ابتداء من جويلية القادم. للتذكير، وقد تم منح الاستغلال التجاري لترامواي الجزائر لمؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري للجزائر العاصمة. وخصصت مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري للعاصمة، أعوان أمن يضمنون تأمين المسافرين وكذا عربات التراموي بانتشارهم على مستوى الأرصفة وداخل العربات تدعيما لأعوان الأمن الوطني الذين يؤمنون مفترقات الطرق وتقاطعات خط "التراموي" بحركة سير المارة والمركبات، كما تم تجنيد 400 شرطي للسهر على حماية المواطنين داخل الميترو. وتجنيد العديد من مصالح الولاية المديرية العامة للأمن الوطني والحماية المدنية وسونلغاز والجزائر تيليكوم من أجل تمكين السكان المجاورين من التعود على هذا النوع الجديد من النقل بكل أمان. حيث تداركت الشركة النقائص المسجلة في المرحلة التجريبية التي دامت 20 يوما تم من خلالها تدعيم تكوين 26 سائقا من بينهم امرأتان سيتكفلون بنقل ما بين 10 آلاف و15 ألف شخص بين برج الكيفان وحي زرهوني مختار بباب الزوار على طول 7.2 كلم في الاتجاهين، وعبر 13 محطة على أن تمر عربة في كل 12 دقيقة.