عاد طلبة جامعة الجزائر تدريجيا إلى مقاعد الدراسة بعد إضراب دام أكثر من 3 أشهر مقررين بذلك إنهاء سنة دراسية حافلة بالنجاح بعيدا عن شبح السنة البيضاء وهو ما أكده عميد كلية الجزائر خلال المقابلة الصحفية التي أجرتها معه «الشعب» مؤخرا بخصوص عودة الأمور إلى الهدوء والحالة الطبيعية في اقرب الآجال. وتبين لها هذه الحقيقة أثناء جولتنا الاستطلاعية لعدة مؤسسات جامعية منها جامعة الجزائر.فقد وقفت «الشعب» خلال التحري الميداني على واقع عودة الطلبة بابتهاج إلى مقاعد الدراسة مكسرين المخاوف من ضياع موسم دراسي سادته حالة من الاضطراب تمكن الحوار من علاج المشاكل المتسببة فيه. أثناء جولتنا الاستطلاعية بجامعة الجزائر أول أمس عاشت «الشعب» مع الطلبة أجواء الانفراج العائد من بعيد. وأخذت انطباعات طلبة اختصاص صيدلة كونهم آخر من التحقوا بمقاعد الدراسة حيث لمسنا أن أغلبيتهم رحبوا بفكرة التخلي عن الإضراب. وعبر أكثر من طالب في تصريح ل «الشعب» عن ثقتهم الكبيرة في أعمال اللجنة التي أوكلت إليها مهمة دراسة الانشغالات البيداغوحية للطلبة حالة بحالة مؤكدين أن سبب العودة إلى الدراسة يكمن في الخوف من شبح السنة البيضاء. وتمنى طلبة الصيدلة أن تكون القرارات التي ستتمخض عن اجتماع اللجنة المنصبة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بمشاركة ممثليهم يوم 7 جوان المقبل ايجابية وفي صالحهم ،يضمنون من خلالها حقوقهم . وأكد لنا أنيس وهو طالب صيدلة أن مواصلة الإضراب ليس في صالح الطلبة كون السنة الدراسية أوشكت على الانتهاء، إذ لا يمكنهم استدراك كل ما فاتهم من الدروس في وقت قصير لا سيما وان امتحانات الفصل الثاني لم تجر بعد. وقال أنيس في هذا الصدد : أن الوسيلة المثلى لحل مختلف الانشغالات و المشاكل البيداغوجية وخاصة المتعلقة منها بتحسين وضعية الجامعة في الجزائر وتوفير التكوين الجيد والحصول على شهادة دكتورا في الصيدلة. وأضاف: أن تحسين صورة الجامعة تكون بأسلوب الحوار والنقاش مع السلطات المعنية التي أكدت بدورها الاستجابة لمختلف المطالب ولكن تبقى مسالة وقت. لكن هناك من لا زال ينتظر الملموس. ويرى أن حل مشاكل الصيدلة وجراحة الأسنان معلقة على اجتماع جوان الداخل. أكدت على هذا الأمر كل من ريمة و زوليخة وهما يدرسان في السنة الأولى صيدلة. وهذا الموقف لمسناه عند طلبة آخرين قائلين أنهم عادوا إلى الدراسة انسياقا لقرار الأغلبية التي اختارت النهج المهادن والواقعي على التمادي في التصعيد والاحتجاج وما يحمله من خطر ضياع سنة دراسية ليست في صالح احد. وقال أكثر من طالب ل «الشعب» ممن عارضوا فكرة إيقاف الإضراب والحركات الاحتجاجية وهم أقلية أن عودة الأغلبية الساحقة إلى مقاعد الدراسة هو ما اعتبروه الخيار الأنسب لاستئناف الدراسة غدا الأحد على كل المستويات لإنهاء إضراب طويل شل كلية الصيدلة وجراحة الأسنان طيلة ثلاثة أشهر.