إحياءً لليوم العالمي للطفولة المصادف لتاريخ 1 جوان من كل عام وتضامنا مع أطفال ضحايا الحروب نظمت أمس جمعية مشعل الشهيد ندوة بحضور العديد من الأساتذة والمختصين داعين إلى ضرورة تكاثف الجهود لحماية حقوق الطفل المهضومة سيما بالدول الفقيرة .أكد السيد حسين عنبر وهو المكلف بالشؤون الدينية والأوقاف وممثل سفارة فلسطينبالجزائر خلال مداخلته في الندوة التضامنية التي نظمت بمركز الصحافة «المجاهد» حول اثر الحروب على الأطفال تخليدا للشهيد الطفل الفلسطيني محمد جمال درة أن الطفل الفلسطيني اليوم يعاني معاناة شديدة جراء بطش الاحتلال الصهيوني من حرمان وفقر وتدهور في الصحة وهذا ما اثببته الأممالمتحدة في تقريرها القاضي بأن 50 ٪ من الاطفال بقطاع غزة مصابين بمرض فقر الدم جراء الحصار الذي تفرضه القوة الغاشمة على أبناء غزة. وقال عنبر أن الاحتلال الصهيوني يركز أساسا على الطفل باعتباره عماد المستقبل وقائد الغد والدليل على ذلك المدبحة الأخيرة التي ارتكبها في حق الاطفال والنساء الذين ارادو الهروب من الجرائم الصهيونية والاختباء بداخل مدرسة الفاخورة بغزة التابعة للأمم المتحدة لعلهم يجدون الأمان بهذا المكان وينجون من بطش الاحتلال إلا أن الأمور حالت دون ذلك أين استعمل الكيان الصهيوني أسلحة من النوع الثقيل كالطائرات التي استهدفت المدرسة ما أدى إلى استشهاد 40 طفلا. ومن جهته، تطرق السيد محمد الأمين المكلف بالإعلام بالسفارة الصحراوية إلى الحديث عن الظروف المزرية التي يعيشها الأطفال في الصحراء الغربية سواء الجزء الذي يعيش تحت الاحتلال المغاربي بحيث يعاني من التهميش والضرب والتمييز بين أطفال الصحراويين والمستوطنين المغاربة والأمر سيان مع الأطفال المتواجدين في مناطق مخيمات اللاجئين منذ 35 سنة معاناتهم زادت في ظل العيش في ظروف صعبة كإرتفاع درجة الحرارة إضافة إلى الفقر والتشرد وقلة الإمكانيات في حين أن هؤلاء الأبرياء الذين لا ذنب لهم يملكون كامل الحقوق للعيش في سعادة وهناء واستقرار دائم. وأشاد محمد الأمين بالجهود التي تبدلها الجزائر من أجل تحسين وضع الطفل الصحراوي من خلال الدعم والمساندة الدائمة له من خلال إحتوائها لهم واستقبالها لكل شرائح الاطفال الصحراويين بما فيهم المعوقين وكذا من خلال توفير العناية الصحية لهم والدعم المادي. ولم يفوت نفس المتحدث الفرصة لكي يدعو الرأي العام الدولي للتدخل في أقرب وقت لإنقاذ هؤلاء الأبرياء من الحرمان الذي يطولهم والتحرك لحمايتهم والتكفل بانشغالاتهم باعتبارهم قوة البلد وطليعة الشعب. ومن جهته، قال السيد بن زكير رئيس الهلال الأحمر الجزائري خلال مداخلته في الندوة أن اليوم الوطني للطفولة هام في تاريخ الإنسانية سيما وان أطفال اليوم يعيشون ظروفا قاسية في ظل الحروب كالفقر والتمييز والأمراض المتفاقمة في حين أن الطفل في هذه المرحلة الحساسة يكون بحاجة ماسة إلى الحماية والاستقرار، إذ أن الكثير منهم اصبح يعاني من الأمراض النفسية جراء مشاهدته المستمرة للدماء والأشلاء. وكشف بن زكير عن انطلاق قافلة الإعانات المنظمة من طرف الهلال الأحمر الجزائري بالتنسيق مع اللجنة الوطنية للتعاون مع الشعب الصحراوي غدا من الجزائر العاصمة باتجاه إلى تندوف، تحمل 25 ألف محفظة مجهزة تنقلها 30 شاحنة موجهة للأطفال الصحراويين بهدف تشجيعهم على الدراسة وعدم الاستسلام للظروف التي يعيشونها. وبهدف التكفل بالطفل وتحسين وضعيته أكد نور الدين بن براهم القائد العام للكشافة الجزائرية الإسلامية انه يجب تظافر الجهود والعمل المتكامل عن طريق الشراكة بين الأسرة والمجتمع المدني والفاعلين الاجتماعيين لتجسيد الاتفاقيات التي تنص على حماية الطفل من الممارسات الوحشية في ظل الحروب. وأضاف بن براهم، أن العمل المشترك هو السبيل الوحيد لتجنيب الطفل مختلف المخاطر التي يحملها الشارع حتى لا يصبح عرضة لكثير من التحديات على غرار العنف والمخدرات وبالتالي فان وجود سيرورة تتابعه تسمح بضمان الحماية والعيش الكريم له لان طفل اليوم هو مواطن الغد .