نالت شجرة الأرقان حصة الأسد من أشغال اليوم الدراسي المنظم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للبيئة أمس بقصر الثقافة، باعتبارها تراث طبيعي يجب حمايته من الإندثار وعامل محرك ومكمل للتنمية المستدامة. وقال وزير البيئة وتهيئة الإقليم شريف رحماني بالمناسبة، إن تخصيص يوم دراسي حول شجرة الأرقان التي تتوطن بكل من سوس المغربية وولاية تندوف ينمّ على الأهمية التي تحظى بها من منطلق أنها رمز وتراث طبيعي بالجزائر، حيث تتربّع على مساحة معتبرة تقدر ب 80 ألف هكتار بكل من الحمادات وأودية المنطقة. وأشار الوزير، إلى أن زراعتها تتراجع يوما بعد يوم، فبعد أن كان يسجل 100 شجرة في الهكتار الواحد تم تسجيل تراجع إلى 60 شجرة، ولهذا نحثّ المختصين والباحثين والخبراء وسكان المنطقة على الاهتمام بالأرقان التي لها فوائد كثيرة طبية وغذائية وجمالية واقتصادية واجتماعية. وحسب رحماني، فإن فضائل هذه الشجرة أدت إلى انتشار صيدلة صناعة متخصصة في شجرة الأرقان ومنتوج ثمارها، ومن ثم تسعى الوزارتين إلى إنشاء مشاتل ومزارع خاصة بهذه الشجرة وهو المسعى الأساسي الذي يتم العمل على تجسيده على أرض الواقع. وكشف الوزير على هامش اليوم الدراسي عن احتضان تندوف لملتقى دولي في أكتوبر القادم بمشاركة خبراء جزائريين ودوليين للتعريف بالأرقان والترويج لها وكسر جدار النسيان والتجاهل لهذه الشجرة الأصيلة، تبادل الخبرات والتجارب لتثمين وتوسيع غابة الأرقان التي تعرف تراجعا في السنوات الأخيرة. من جهته أكد رشيد بن عيسى بهذه المناسبة أن الجزائر منذ الاستقلال أعطت أهمية كبيرة لكل ما يتعلق بحماية التراث الطبيعي، حيث كانت تجند أفواج كبيرة من المواطنين لغرس الأشجار في عيد الشجرة المصادف ل 25 أكتوبر. وحسب بن عيسى، فإن قضية حماية الغابات وكل ما يتعلق بالموارد الطبيعية، تعد من اهتمامات الوزارة في إطار التجديد الريفي، حيث تخصص سنويا أكثر من مليار من ميزانية القطاع لهذه الغاية. من جهة أخرى قال بن عيسى، إن شجرة الأرقان تحظى بعين الاهتمام، حيث تعمل مصالح الغابات بتندوف على إنشاء العديد من مشاتل الأرقان بهدف توسيع زراعتها إدراكا منهم لقيمتها. وأضاف الوزير، أنه تم تخصيص يوم وطني بالتنسيق مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم للتعريف بهذه الشجرة، وكذا يوم عالمي في شهر أكتوبر، ما يؤكد على إرادة الوزارة على توسيع الرقعة الخضراء بالجزائر. ويأتي اليوم الدراسي المنظم في إطار استراتيجية التحسيس والتوعية، بأهمية توسيع المساحات الغابية الخضراء بما فيها غابة الأرقان، ما يساعد على حماية التنوع البيولوجي وتشجيع الحفاظ والاستغلال المستدام لغابات العالم بما فيها الجزائر من أجل تنمية خضراء. وكشف المشاركون في هذا الصدد، أنه يتم إزالة حوالي 13 مليون هكتار من الغابات سنويا في العالم، واستبدالها بمدن وقرى ومنتجعات، ما يهدّد تدهور الغابات وأكثر من 1 . 6 مليار من البشر، خاصة أمام الظواهر الخطيرة التي تعاني منها البيئة كالاحتباس الحراري والتلوث والنفايات الصناعية، ما يدعونا إلى جعل حماية الغابات ضمن وعينا الجماعي وسلوكنا اليومي .