اتخذ وزير التهيئة العمرانية والبيئة، شريف رحماني، عدة إجراءات بغرض حماية وتثمين شجرة الأرقان، باعتبارها الصنف النباتي النادر المميز لهذه المنطقة، وهي شجرة مقاومة للجفاف ودرجات الحرارة العالية والتربة الضعيفة، لكنها لا تنمو إلا في مواطنها الطبيعية، رغم محاولات العلماء استنباتها في أجزاء مختلفة من العالم. ومن أهم القرارات التي استحسنها سكان تندوف. التحضير لعقد ملتقى دولي حول حماية وتثمين هذا الصنف النادر من الأشجار الغابية الذي تعشقها الماعز عندنا وتتسلقها بطريقة عجيبة جداً وتأكل الأوراق. علما أن زيتها يعرف انتشارا واسعا بالمملكة المغربية، حيث استطاعت العديد من الجمعيات النسائية فتح مناصب شغل قارة من خلال استخراج وبيع هذه الزيوت. واغتنم رحماني في ختام أشغال الملتقى الوطني الأول حول المحافظة وتثمين شجرة المعروفة عالميا بجودة زيوتها وفوائدها المتعددة، إذ تستعمل في المخابر العالمية لصناعة المواد التجميلية والأدوية، حيث تقتنيه هذه المخابر بأثمان باهظة، الحضور المكثف للخبراء الجزائريين من إطارات البيئة والفلاحة وأساتذة من مختلف جامعات الوطن ومن المعهد الوطني للغابات، لدعوة كافة المشاركين إلى التحضير لهذا الحدث الدولي المرتقب حول حماية وتثمين هذه الشجرة التي تشتهر بإنتاج زيت الأرغان، وهو زيت قريب من زيت الزيتون في المجال الطبى ومستحضرات التجميل وهو زيت غالي الثمن ويعادل حوالى 10 أضعاف زيت الزيتون، وقد دعا الوزير إلى مساهمة كل الأطراف المعنية، كاشفا عن تحضير دائرته الوزارية لتنصيب فوج عمل لهذا الغرض. في سياق متصل، اتخذ الوزير قرار تكريس تاريخ 10 أفريل من كل سنة يوما وطنيا لشجرة الأرقان، مشيرا إلى أن دائرته الوزارية ستجند شبكة جزائرية وأخرى من الباحثين الأجانب للقيام بتحسيس الجميع من أجل الحفاظ على هذا الصنف النادر، الذي تستغله الدولة الجارة في بيعه بأثمان باهضة للسياح. هذا وأعلن ممثل الحكومة عن إنشاء محمية للأرقان بولاية تندوف تمتد على أكبر مساحة ممكنة، بإشراك سكان المنطقة بغرض إدراج المواطن في قلب هذه المحمية التي ستشكل ذاكرة وطنية وإرثا حضاريا وطنيا، قائلا في هذا الإطار ''إنه سيتم الانتقال إلى المرحلة الثانية في مسار المحافظة على شجرة الأرقان بتندوف والتي تتعلق باستعادة وتسيير هذا الإرث الغابي، وهو الأمر الذي يتطلب تثمين شجرة الأرقان من أجل تنمية مستدامة''. وأشار رحماني في نفس السياق إلى ''أنه يتوجب دق ناقوس الخطر بخصوص اندثار هذه الشجرة النادرة في الجزائر جراء الاعتداءات البشرية التي تطال هذا النوع من الغطاء النباتي من خلال القطع لأغراض التفحيم، وانتشار ظاهرة الرعي العشوائي للمواشي بالمساحات التي تنتشر بها شجرة الأرقان وما نجم عن ذلك من تقلص في أعدادها، حيث أضحت لا يتجاوز 20 شجرة في الهكتار الواحد بعد أن كانت تتجاوز 100 شجرة في الهكتار الواحد في السابق''. واستمع الوزير بآذان صاغية إلى كافة التوصيات الختامية للملتقى الوطني حول المحافظة وتثمين شجرة الأرقان، بالرغم من ضيق الوقت. هذا وقد ركز أغلب المتدخلين على تثمين المعارف المحلية وإنشاء مشاتل لصالح البطالين وحاملي الشهادات وتشجيع البحث حول هذا الصنف النباتي وإنشاء شبكة معلوماتية. كما أبرزت توصيات المشاركين، ضرورة تصنيف النظام البيئي لشجرة الأرقان كمجال محمي وتطوير الأبحاث في مجال البيئة بخصوص الثروة النباتية والحيوانية والهيدروجيولوجية.