احتفلت الجزائر وعلى غرار باقي دول العالم باليوم العالمي للبيئة المصادف للخامس جوان من كل عام، وقد اتخذت الأممالمتحدة لهذا العام ''الغابات والطبيعة في خدمتكم'' شعارا لها وذلك ضمن سياق السنة الدولية للغابات، فيما خصت وزارة البيئة وتهيئة الإقليم شجرة الأرقان بيوم دراسي باعتبارها محركا ومكملا للتنمية المستدامة وهي خطوة تمهد للملتقى الدولي المزمع تنظيمه شهر أكتوبر القادم حول تثمين وتطوير شجرة الأرقان بمشاركة خبراء جزائريين ودوليين. وضمن سياساتها الخاصة بحماية التنوع البيولوجي وإعادة الاعتبار لعدد من الأصناف النباتية النادرة، خصت أمس وزارة البيئة وتهيئة الإقليم شجرة الارقان بيوم دراسي بقصر الثقافة مفدي زكرياء ركزت فيه على أهمية هذه الشجرة المميزة وخصائصها العلاجية الفريدة من نوعها وذلك بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى وعدد من السفراء ومختصين في المجال البيئي وتحديدا في شجرة الأرقان. ودعا وزير البيئة وتهيئة الإقليم السيد شريف رحماني إلى ضرورة استرجاع المكانة التي تتميز بها شجرة الأرقان في جنوبنا الكبير وخاصة بمنطقة تندوف التي ازدهرت فيما مضى بهذا النوع النباتي النادر غير أن استعمالاتها ظلت مجهولة وغير معروفة لدى سكان المنطقة الذين لم يكتشفوا القيمة الحقيقية لهذه الشجرة إلا حديثا، حيث غالبا ما استغلوا ثمارها كوقود وكأعلاف للحيوانات في الوقت الذي يستغله جيراننا في استخراج أرقى وأغلى زيت نباتي وهو زيت الأرقان الذي يدر على المغرب مداخيل هامة بالعملة الصعبة. وأكد السيد رحماني على أهمية تنظيم هذا الملتقى الدولي الذي سيجمع خبراء وباحثين من ذوي المعارف الأكاديمية لتبادل الخبرات والبحث عن السبل الكفيلة بتوسيع عملية غرس هذه الشجرة التي تتوفر على فوائد طبية وصيدلانية وجمالية واقتصادية وغذائية (بالنسبة للماشية). وكذا تثمين وتوسيع غابة الأرقان التي ما فتئت تتراجع خلال السنوات الأخيرة حسب الوزير الذي دعا إلى ضرورة التحلي بالصبر وتبني مخططات على المدى الطويل لإعادة غرس وتشجير المساحات التي ترعرعت فيها هذه الشجرة وتوسيعها لتشمل مناطق أخرى على غرار التجارب الناجحة التي خاضها مستثمرون بكل من مستغانم ومعسكر. ويعد الأرقان وهو من فصيلة سابوتاسي من الأشجار النادرة في العالم والمتميزة جدا من حيث خصائصه. ويتواجد عندنا بشكل متباعد وقليل بمنطقة واد الماء شمال غرب ولاية تندوف وينتشر على حواف الوادي على مساحة 312 هكتار بكثافة عشرين شجيرة (20) في الهكتار. ومعروف أن ثمار الأرقان تزهر مرة في العام ولا تصبح تلك الثمار جاهزة للاستغلال إلا بعد مرور سنة أخرى كما يتميز زيتها من نوع (أولييك لينولييك) بغناه بالحامض الذهبي غير المشبع (80 ?)، ويشكل حامض ليونولييك حوالي 32 ? مما يجعله جد مفيد. ولعل هذه التركيبة النادرة لزيت الأرقان جعلت منه علاجا نادرا لعديد الأمراض، بحيث له أثر طبي كبير في تخفيف نسبة الكولسترول التام والمساهمة في تنمية النسيج الدماغي كما أن الحوامض الذهنية لزيت الأرقان تفوق تلك التي يوفرها حليب الأم الذي يوفر(10 ?) من حامض لينولييك وتفوق أيضا تلك المتوفرة في حليب الأبقار واللحوم والأسماك ولذلك فإن زيت الأرقان يعد جد مفيد لتغذية الأطفال ويشكل حمية مناسبة لوقاية الجهاز الدموي. وسواء تعلق الأمر بشجرة الأرقان أو بالغابات فإن الإشكالية بينهما تتوحد وترتكز حول التهديد الذي يتعرض له التنوع البيولوجي الذي يتواجد ب80 بالمائة منه على مستوى الغابات التي تغطي 31 بالمائة من المساحة الإجمالية للكرة الأرضية.. غير أن الاستغلال غير العقلاني للغابات والتنوع البيولوجي أدى إلى اختفاء نصف غابات الكرة الأرضية التي لم يبق منها سوى العشر علما أنه تتم إزالة 13 مليون هكتار من الغابات سنويا مما يهدد 6,1 مليار من البشر الذين يعيشون على ما تبقى من هذه الأنظمة الغابية المتنوعة.