أعلن وزير التهيئة العمرانية و البيئة شريف رحماني يوم الأحد بتندوف عن عدة إجراءات تستهدف حماية و تثمين شجرة الأرقان باعتبارها الصنف النباتي النادر المميز لهذه المنطقة. ومن بين الإجراءات التي تحدث عنها الوزير في ختام أشغال الملتقى الوطني الأول حول المحافظة و تثمين شجرة الأرقان التحضير لعقد ملتقى دولي حول حماية وتثمين هذا الصنف النادر من الأشجار الغابية. ودعا رحماني كافة المشاركين للتحضير لهذا الحدث الدولي المرتقب حول حماية وتثمين شجرة الأرقان والذي سينظم بمساهمة كل الأطراف المعنية مشيرا إلى أن دائرته الوزارية بصدد التحضير لتنصيب فوج عمل لهذا الغرض. كما أعلن الوزير عن إدراج تاريخ 10 أبريل من كل سنة يوما وطنيا لشجرة الأرقان حيث تسعى الوزارة كما أضاف لتجنيد شبكة جزائرية وأخرى من الباحثين الأجانب للقيام بتحسيس الجميع من أجل الحفاظ على هذا الصنف الغابي الوطني. وفي نفس السياق أعلن مسؤول القطاع عن إنشاء محمية للأرقان بولاية تندوف تمتد على أكبر مساحة ممكنة بإشراك ساكنة المنطقة بغرض إدراج المواطن في قلب هذه المحمية التي ستشكل ذاكرة وطنية و إرث حضاري وطني. وقال الوزير في هذا الصدد "بأنه سيتم الإنتقال إلى المرحلة الثانية في مسار المحافظة بشجرة الأرقان بتندوف والتي تتعلق باستعادة و تسيير هذا الإرث الغابي و هو الأمر الذي يتطلب تثمين شجرة الأرقان من أجل تنمية مستدامة" . وأشار رحماني في نفس السياق "أنه يتوجب دق ناقوس الخطر بخصوص اندثار هذه الشجرة النادرة في الجزائر جراء الإعتداءات البشرية التي تطال هذا النوع من الغطاء النباتي من خلال القطع لأغراض التفحيم و انتشار ظاهرة الرعي العشوائي للمواشي بالمساحات التي تنتشر بها شجرة الأرقان مما نجم عن ذلك تقلص في أعدادها الذي أصبح لا يتجاوز 20 شجرة في الهكتار الواحد بعد أن كان يتجاوز 100 شجرة في الهكتار الواحد في السابق". وأوضح الوزير من جهة أخرى"بأنه يتوجب على الجزائر أرضا و إقليما وبشرا مواجهة التغيرات المناخية و التنوع البيولوجي اللذان يؤثران على البيئة والغابة" مؤكدا " أن هذا التنوع باستطاعته أن يلعب دورا ثنائيا في مقاومة هذه التغيرات ". وأكد رحماني بقوله "بأننا يتعين علينا أن نعترف بأن العشريات الأخيرة أظهرت أن المساحات المخصصة للفلاحة و الزراعة على المستوى العالمي أصبحت لا تغطي سوى 31 بالمائة من الأراضي اليابسة و التي تدهورت تقريبا في مختلف المناطق و أن نحو 13 مليون هكتار من الغابات تدمر سنويا لصالح الفلاحة و الطرقات و التعمير و المناجم". وقد انصبت التوصيات الختامية للملتقى الوطني حول المحافظة و تثمين شجرة الأرقان الذي تواصلت أشغاله على مدار يومين ضمن نفس التوجه سيما ما تعلق منه بمسألة تثمين هذا الصنف من الأشجار الغابية النادرة وذلك عن طريق التجديد والزراعة في مناطق أخرى من الجزائر. كما ألح المشاركون إلى تثمين المعارف المحلية و إنشاء مشاتل لصالح البطالين حاملي الشهادات و تشجيع البحث حول هذا الصنف النباتي و إنشاء شبكة معلوماتية. كما أبرزت توصيات المشاركين ضرورة تصنيف النظام البيئي لشجرة الأرقان إلى مجال محمي و تطوير الأبحاث في مجال البيئة بخصوص الثروة النباتية والحيوانية والهيدروجيولوجية مع إنشاء نظام معلوماتي جغرافي. للإشارة فقد أشرفت على تنظيم هذا اللقاء الوطني وزارة التهيئة العمرانية والبيئة و مؤسسة "صحاري العالم" بالتعاون مع ولاية تندوف. ويندرج هذا اللقاء في إطار السنة الدولية للغابات(2011) التي أعلنت عنها الجمعية العامة للأمم المتحدة بغرض تدعيم المبادرات الهادفة إلى ترقية التسيير المستدام والمحافظة وتنمية الغابات على المستوى العالمي.