أكد أمس البرلماني بوڤطاية الصادق على أن تعثر قضية الصحراء الغربية يعود إلى اصرار المغرب في المضي في استراتيجيتها الاستعمارية القديمة والمستقبلية من خلال دور اللوبي المغربي في أروقة واشنطن للتأثير على قرارات الأممالمتحدة لا سيما مجلس الأمن. وفي تصريح ل«الشعب» قال بوڤطاية على هامش ندوة نقاش نظمت بمركز الدراسات الاستراتيجية حول «تقرير مصير الشعب الصحراوي... حق مشروع تعطله المؤامرات والمصالح» أن النظام المغربي هو نظام توسعي ومعتدي وكل الانتهاكات وأساليب التعديب والبطش التي يقترفها في حق الصحرايين تعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان وجريمة لا يمكن السكوت عنها. وأضاف بوقطاية انه لا توجد دولة واحدة في العالم تقر بشرعية احتلال المغرب للصحراء الغربية فبما ان النظام المغربي استطاع الاعتداء على أرض ليست بأرضه وهو مستعد لاستعمال كل الوسائل الدنيئة التي تمكنه من فرض هيمنته على الصحراء الغربية. وأضاف بوقطاية أن المغرب يستثمر في كل الوسائل داخليا وخارجيا خاصة اللوبي المغربي بهدف الضغط على الرأي العام الدولي وحشد التاييد لموقفه عبر ضخ الكثير من الأموال لتجار الكلمة ووصل به الأمر إلى التعامل مع اللوبي الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة المال والمصالح واللعب تحت الطاولة وفي الظلال. وحمل نفس المتحدث مسؤولية ما يحدث في الصحراء الغربية إلى يومنا هذا من انتهاكات جسيمة تتنافى مع مبدأ احترام حقوق الانسان لدولة اسبانيا التي كانت تحتلها وكذا الأممالمتحدة التي اعتبرها مقصرة تقصيرا كبيرا في أداء دورها ومجلس الأمن الذي تخلى عن قراراته التي تلزمه بأن يفرض تطبيقها في الميدان كما يفعل في كثير من القضايا الدولية. وأضاف ان كل ما يتعرض له الشعب الصحراوي من تشريد وتفقير وحرمان سببه تقصير الأممالمتحدة بشكل كبير في أداء دورها الرامي إلى تكريس حقوق الانسان وحماية الدول المستعمرة مؤكدا انها مسؤولة على تطبيق قراراتها الدولية القاضية بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره. وبالرغم من أن الشرعية الدولية واضحة إلا ان المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية لبعض دول أعضاء مجلس الأمن دفعتهم إلى التخلي عن المبادئ والقيم الواجب العمل بمقتضاها والقضية الصحراوية مثالا حيا. من جهة أخرى أدان نفس المتحدث موقف فرنسا التابث في الدفاع والوقوف إلى جانب النظام المغربي بهدف ضمان المصالح رغم الانتهاكات والجرائم اللاإنسانية التي يقترفها في حق الشعب الصحراوي والخارجة عن القانون والتي عارضتها العديد من دول العالم. وتمنى بوڤطاية ان تعود فرنسا إلى الواقعية وتتخلى عن جانب تحقيق المصلحة وان تفرض على النظام المغربي التوقف عن مضايقة وتشريد الشعب الصحراوي في سبيل الانسانية سيما وان الصحراء الغربية تعد جمهورية معترف بها من قبل 80 دولة وعضو في الاتحاد الافريقي وفي البرلمان والتنظيمات الافريقية ولها علاقات ديبلوماسية مع الدول في أمريكا اللاتينية وافريقيا واسيا، وبالتالي فان تقرير المصير كلمة مفصلية للشعب الصحرواي ولا يمكن التغاضي أو تجاوزها . وذكر بوقطاية ان موقف الجزائر بالنسبة للقضية الصحراوية ثابت ولن يتغير رغم محاولة تاثير بعض الجهات التي تمتلك مصلحة في الأمر فانها لن تتخلى على متابعة قضية الشعب الصحراوي مؤكدا أن الدولة ستستمر في دعمها ومساندتها لهم إلى غاية تحقيق الاستقلال طبقا للشرعية الدولية. وربط المتحدث استقرار منطقة المغرب العربي وتآخي الشعوب بحصول الصحراء الغربية على استقلالها ما سيسمح بخلق جو من التكامل والتعاون الاقتصادي في مجالات مختلفة باعتبار ان هذه الدول لها مقومات وروابط مشتركة.