قدر أمس محمد بنيني مدير الوكالة الجزائرية للصادرات «الجاكس» عدد المصدرين الجزائريين مع نهاية السنة الفارطة بنحو يتراوح ما بين 300 و350 مصدر فقط، واصفا الرقم بالضئيل، متوقعا أن تقفز مداخيل الصادرات خارج قطاع المحروقات مع نهاية السنة الجارية إلى سقف 2 مليار دولار ودعا إلى ضرورة التعجيل في تحسين التنظيمات والمعاملات المتعلقة بعملية التصدير . قال محمد بنيني المسؤول الأول في الوكالة الجزائرية للصادرات على هامش الجلسات الوطنية للتجارة في تصريح خص به «الشعب» أن ما يناهز 80 أو 90 بالمائة من الصادرات تصدر من طرف قرابة 120 مصدر له تواجد قوي . وأرجع بنيني ضعف التصدير في الجزائر خارج قطاع المحروقات إلى النقص المحسوس في المنتجات المحلية والتي ذكر أن الواردات قد أثرت عليها كثيرا إلى جانب المشاكل التي تتخبط فيها المؤسسات الجزائرية ومناخ المؤسسات الذي مازال لم يهيأ بالشكل المطلوب . وشدد بنيني على ضرورة تجسيد استثمارات جديدة ويتعلق الأمر بالمنتوجات المستهلكة في الجزائر على غرار النسيج والاحذية والمواد المنزلية المطلوبة في عدة بلدان وتسجل نقصا فادحا والجزائر كما أشار يمكنها تصديرها مع تلبية حاجيات السوق الداخلية . وتحدث مدير ''الجاكس'' عن أهمية التعجيل بتحسين الجو الذي قال يضغط على مؤسسة الإنتاج ويحول دون التصدير، وحسب تقديره يجب إعادة النظر في التدابير والترسانة القانونية في كل ما تعلق بالرقابة والجمركة والتمويل البنكي خاصة ما أسماه بالجانب اللوجستيكي الذي وصفه بالصعب على اعتبار أنه تشترك وتتدخل فيها عدة دوائر وزارية، ولم يخف بنيني أن هذه الأمور كلها تصب في إطار القرارات التي توجت بها آخر قمة ثلاثية جاءت بطابع اقتصادي خلال نهاية شهر ماي الفارط . واقترح مدير الوكالة الجزائرية للصادرات دعم المصدريين بالوسائل غير المادية على وجه الخصوص على غرار التكوين والتأهيل مع تمكينهم من المعلومات وتكريس تسهيلات تتعلق بالتنقل إلى خارج الوطن وحيازة التسديد بالعملة الصعبة والمشاركة في الصالونات. وبخصوص الإجراءات التي يراها تفعل وتشجع الصادرات الجزائرية نحو الخارج محاولة تقريب الجمارك مع مصالح المؤسسة والإبتعاد عن التعامل بالأوراق والبرقيات وإرساء اتصال مباشر لإذابة جليد البيروقراطية، خاصة وأن العديد من المؤسسات لا تعي جيدا التدابير التي تطبقها ويجب ان تكون في اتصال مستمر مع الميناء ومع مصالح الجمارك . وأعلن بنيني عن نية وكالته في السير نحو استحداث شباك لتقارب المصدرين مع الجمارك وممثلي الموانئ وجميع الشركاء في عملية التصدير . وتوقع بنيني مدير ''الجاكس'' ان يرتفع عدد المصدرين في الجزائر خلال السنة الجارية، مع تسجيل ارتفاع محسوس في حجم إيرادات الصادرات خارج المحروقات حيث افاد في سياق متصل انه خلال الأربعة الأشهر الأولة من سنة 2011 انه تم تسجيل ما لا يقل عن 500 أو 600 مليون دولار، وينتظر مع نهاية السنة أضاف ذات المتحدث يقول أن تقفز إلى حدود 2 مليار دولار وأرجع هذه الصادرات إلى عدد قليل من المصدرين في مادة السكر والزجاج ومواد خام نصف مصنعة، والمواد الخاصة بالتكرير واعترف بعدم وجود مواد مصنعة. ويذكر أن الإيرادات المحصلة من خلال الصادرات خارج المحروقات قدرت في سنة 2009 بنحو 1,3 مليار دولار وارتفعت خلال السنة الفارطة إلى 1,6 مليار دولار . وأكد بنيني ان الصادرات الجزائرية تتجه بنسبة 80 بالمائة إلى الأسواق الأروبية وبنسبة قليلة جدا إلى الأسواق العربية والإفريقية، مغتنما الفرصة ليطالب بارساء تحسينات أكبر في مجال التدابير والتنظيمات والمعاملات المتعلقة بالصادرات .