أكد المخرج عمار العسكري أن السينما الجزائرية اليوم تعاني من مشاكل كثيرة وأنه حان الوقت للاهتمام أكثر بهذا المجال من خلال وضع إستراتيجية فعالة، مشيرا في حديثه إلى أن السينما لها قواعدها الخاصة التي يجب الاعتماد عليها للوصول إلى أعمال سينمائية ذات نوعية.. واعتبر عمار العسكري في مداخلة ألقاها خلال اليوم الدراسي للسينما والمسرح الذي نظمته مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر بالمركب الثقافي العادي فليسي أن غلق العديد من القاعات السينمائية بالجزائر، ونقص السيناريوهات يؤثر سلبا على الفن السابع، كما شدد في حديثه على أن الفيلم السينمائي ''مسخرة'' مسخرة حقيقية وليس فليما جزائريا، وهو كغيره من الأفلام التي نسبت إلى الجزائر، وذلك لأن المخرج ليس جزائري، كما دعا إلى الاهتمام بالفن والفنانين وهم أحياء، وألح على ضرورة وضع قانون يحمي الفنانين. وفي ذات السياق ندد رابح لعراجي كاتب فيلم ''من أجل أن تعيش الجزائر'' بقيام البعض بإنتاج أفلام على شكل فيلم ''اللاجئين'' الذي تطرق إلى فكرة أن الجزائريين دافعوا بحماس على فرنسا وهذا ما لم يحدث. ومن جهته أكد الحاج الزوبير أن المشكلة الحقيقية التي تعاني منها السينما الجزائرية تتمثل في غلق مؤسسات التكوين السينمائي، وعدم تأسيس مؤسسات أخرى تهتم بهذا المجال، مشيرا في حديثه إلى أن هذا الأخير يحتاج على الأقل إلى أربع سنوات كما ركز على تكوين السنارسيت الذي يلعب دورا كبيرا خاصة في المجال السينمائي. وإلى جانب ذلك كرمت مؤسسة فنون وثقافة شخصية من الشخصيات الفنية البارزة وواحد من كبار ومؤسسي الصورة السينمائية المخرج السينمائي الكبير يوسف بوشوشي، اعترافا وتقديرا بما قدمه للساحة الفنية الجزائرية، وذلك بحضور كوكبة من الفنانين المسرحيين والسينمائيين والمثقفين الذين قدموا شهادات حية عن هذا الأخير،حيث وصفه الفنان الكبير محمد حيلمي بأنه مغامر فرغم الصعوبات التي واجهته يقول حيلمي إلا أنه تحداها ولم يصمد وذلك في سبيل خدمة الثقافة الجزائرية، بالإضافة إلى ذلك عرضت بعض أعمال المخرج وصوره الفوتوغرافية. عبر يوسف بشوشي عن مدى فرحته بهذه المبادرة التي اعتبرها فرصة جمعته مع زملائه الفنانين وذكرته بسنوات الستينيات والسبعينيات، كما تأثر لغياب ورحيل الفنان المرحوم يوسف صحراوي ورشيد مرابطي وغيرهم الذين لم يشاركوه هذه الفرحة. للإشارة فإن يوسف بشوشي من مواليد 1939 بخراطة ولاية بجاية، زاول دراسته هناك لينتقل بعدها إلى الجزائر العاصمة لمتابعة دراسته بالثانوية التقنية برويسو إلى غاية ,1957 وكان مناضلا في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني أين اعتقل بتهمة المساس بالأمن الداخلي والخارجي للدولة والانتماء إلى عصابة مشبوهة، استمرت فترة نضاله إلى غاية 1962 أين التحق بعدها بمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الجزائري، وقام بالعمل فيها في البداية كمساعد مصور تم مصور رئيسي تم أصبح مراسلا لنشرة الأخبار. قام يوسف بشوشي بإخراج أول فيلم قصير للتلفزيون الجزائري سنة 1963 تحت عنوان ''أعالي مناطق الثورة''بالإضافة إلى مجموعة من الأفلام نذكر منها ''وتستمر الحياة'' ''ثمن الحرية'' ''عمر ابن الخطاب'' كما قام بإخراج برنامج تلفزيوني ''روائع الفن السابع'' وفي سنة 1986 أسس وكالة الفنون السمعية البصرية أين قام بعدة أعمال ونشاطات من بينها إخراجه لأربعة عشر شريط غنائي للعديد من الفنانين كعبد المجيد مسكود في أغنية ''يا الجزائر يا العاصمة'' حميدو ومحمد لعراف، وعمل يوسف بشوشي أيضا كمنتج ومخرج ومدير تصوير لعدة أعمال نذكر منها حصة أولاد الحومة، حصة صحة الشباب، والسلسلة الثقافية الجنوب الكبير،كما تم تكريمه من قبل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة سنة بوهران، عرفانا لكل ما قدمه للتلفزيون الجزائري . ------------------------------------------------------------------------