أرجع حزب جبهة التحرير الوطني «الأفلان» اسباب العزوف عن الفعل الانتخابي الى استحواذ الإدارة على صلاحيات المنتخبين المحليين بدرجة اولى وشعور الناخبين بعدم تبني مشاكلهم في البرامج الانتخابية للأحزاب. واستنادا الى الوثيقة المتضمنة مشروع برنامج عمل يتعلق بالاستحقاقات التشريعية المرتقبة في غضون 2012 فان أهمية هذه الاخيرة تكمن في تحديدها الانتماء الحزبي للوزير الاول وتأثيراتها في رسم المعالم الرئيسية لرئاسيات 2014 بكل وضوح. تكتسي الانتخابات المحلية والتشريعية ل 2012 أهمية كبيرة للطبقة السياسية عموما ول «الأفلان» على وجه التحديد على اعتبار انه يسعى لان يكون قاطرة الاحزاب ولن يتأتى ذلك الا بإحراز نتائج ايجابية من خلال حصد الأغلبية في الامتحان المقبل، تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في 2014 حسبما ورد في الوثيقة التي درستها اللجنة المركزية في دورتها الاستثنائية امس الاول. ولعل ما يؤكد هذا الطرح التنبيه الى ان الانتخابات التشريعية القادمة ستحدد حسب رأي قيادة الحزب العتيد الانتماء الحزبي للوزير الاول بالإضافة الى تأثيراتها الكبيرة في رسم المعالم الرئيسية للانتخابات الرئاسية لسنة 2014. ولان العزوف الانتخابي يشكل هاجسا حقيقيا للطبقة السياسية لا سيما الأحزاب الكبرى التي باتت تدرك بانها فقدت ثقة الناخبين الامر الذي يشكل خطرا كبيرا عليها ذلك انه قد يكلفها موقعها في الساحة السياسية، فان «الأفلان» حاول دراسة الظاهرة مرجعا اياها الى استحواذ الادارة على صلاحيات المنتخبين الذين يجدون انفسهم عاجزين عن الاستجابة لانشغالات المواطن، الذي يتفهم مسألة الصلاحيات الا انه بالمقابل لا يستطيع تفسير تصرفات المنتخبين المحليين الذين يوصدون الابواب في وجهه ويرفضون على الاقل استقباله والاستماع للانشغالات التي يطرحها. واذا كان العزوف الانتخابي هاجس فعلي خلال الاعوام الاخيرة اذا ما استثنينا الانتخابات الرئاسية بالنظر الى نسبة المشاركة في التشريعيات والمحليات التي تضاءلت كثيرا خلال انتخابات 2007، فان «الأفلان» يواجه هاجسا آخر لا يقل خطورة ويتعلق الامر بالانشقاقات الداخلية التي تطفو للسطح في كل مرة وتشغل القيادة عن الخوض في مسائل أخرى. ومن هذا المنطلق فان معالجة الاختلاف الذي يسود بعض المحافظات والناتج عن تداعيات عملية اعادة الهيكلة حسبما ورد في الوثيقة سيجنب الحزب مستقبلا مختلف المشاكل التي يمكن ان تؤثر على تماسك مناضليه من جهة وعلى وعائه الانتخابي من جهة أخرى. غير ان تلويح المنشقين في الحزب باعداد قوائم حرة لخوض المعركة الانتخابية المقبلة وذهابهم إلى ابعد من ذلك بتهديدهم بدخولها تحت غطاء احزاب اخرى، من شأنه اضعاف الحزب رغم ان بلخادم ابدى ارتياحه واطمئنانه على مستقبل الحزب مستندا في ذلك لاقبال الشباب والنساء على الانخراط فيه، ذلك ان الاحزاب المنافسة ستكون في موقع قوة.