يشكل قطاع الفلاحة العمود الفقري لاقتصاد ولاية بومرداس بالنظر إلى التنوع الذي تزخر به في مجال المحاصيل الزراعية خاصة منها الخضروات والفواكه بفضل طبيعة المناخ ونوعية التربة وشساعة المساحة الصالحة للزراعة المقدرة ب64 ألف هكتار من مجموع 98 ألف هكتار، منها فقط 20 ألف هكتار مسقية أي بنسبة 22 بالمائة رغم كل المحاولات الهادفة إلى رفع المساحة إلى حدود 30 ألف هكتار بعد انجاز مشاريع الري والحواجز المائية المسجلة التي تعرف تأخرا كبيرا في التجسيد.. أمام تحديات التقلبات المناخية الناجمة عن تذبذب سقوط الأمطار في السنوات الأخيرة الذي انعكس سلبا على القطاع الفلاحي من حيث كمية المحاصيل المنتجة في مختلف الشعب، تركزت الأنظار كثيرا نحو توسيع مجال السقي الفلاحي لضمان الاستقرار في القطاع عن طريق تسجيل مشاريع من قبل وزارة الموارد المائية لفائدة الولاية لانجاز حواجز مائية وسدود لتوسيع المساحة المسقية التي ظلت متوقفة في حدود 20 ألف هكتار بما فيها محاولة استغلال المياه المعالجة من محطات التطهير، لكنها اصطدمت بمشكل التمويل والضائقة المالية التي مرت بها الجزائر في السنوات الأخيرة، مما دفع بالكثير من الفلاحين المشتغلين في شعب الخضروات وإنتاج الحمضيات وعنب المائدة إلى المبادرة الشخصية لانجاز حواجز مائية صغيرة لإنقاذ محاصيلهم الزراعية من ظاهرة الجفاف والرفع من المردودية. واستفادت ولاية بومرداس في هذا الشأن من برنامج خاص خصص له 30 مليار سنتيم لإنجاز 12 حاجزا مائيا هي حاليا قيد الدراسة مقسمة إلى ثلاثة مراحل، الأولى تشمل بلديات قورصو، سي مصطفى وشعبة العامر، المرحلة الثانية تشمل برج منايل، رأس جنات وبلدية الناصرية، والمرحلة الثالثة تشمل بلديات دلس، بغلية وسي داود والشروع في تهيئة 8 حواجز مائية تسمح بسقي 150 هكتار إضافية، بالإضافة إلى تسجيل مشروع لإعادة تأهيل وتهيئة 3 محيطات سقي فلاحي، في كل من ساحل بوبراك بسيدي داود، سباو السفلى ببلدية بغلية ورأس جنات وكذا الانطلاق في أشغال إعادة تهيئة حاجزين مائيين بمنطقة بن بختة ببلدية قورصو وبن توشنت ببلدية بودواو لرفع مساحة السقي إلى 50 هكتار. كما شمل البرنامج أيضا دراسة لإعادة تأهيل شبكة السقي الفلاحي لمحيط لسد الحميز، وهو ما سيسمح بتوسيع المساحة المسقية إلى 400 هكتار، ودراسة أخرى تتعلق بضرورة استغلال المياه المستعملة عبر ثلاثة محطات للتطهير ببومرداس، الثنية وزموري من اجل رفع الكمية إلى حوالي 9.5 مليون متر مكعب سنويا لسقي مساحة تصل إلى 2107 هكتار واستغلال حوالي 2000 طن كأسمدة فلاحية حسب التقديرات المتوقعة، وهناك دراسة أخرى تتعلق بالمخطط التوجيهي للتطهير يشمل ثلاثة أحواض مائية على غرار الحوض المائي للحميز والحوض المائي ليسر قصد جمع أكثر من 300 نقطة صب على مستوى 15 بلدية واقعة في الحوضين الهدروغرافيين بالولاية، وهي كلها تصورات لمشاريع مقترحة من اجل المساهمة في ترقية النشاط الفلاحي بولاية بومرداس التي تبقى احد أهم الأقطاب في هذا المجال.