لمواجهة مرحلة الفراغ في إنتاج مادة البطاطا خلال شهري مارس وأفريل بعد انتهاء كمية المحصول ما بعد الموسمي، دخلت أسواق الجملة والتجزئة للخضروات بولاية بومرداس فترة التغذية والتموين من مراكز ووحدات التبريد المتواجدة عبر عدد من البلديات لسد العجز والمحافظة على توازنات السوق والحد من المضاربة في الأسعار، حيث شرعت هذه المراكز في تموين الأسواق بكميات كافية قاربت حاليا 20 ألف قنطار من أصل 277 ألف قنطار مخزنة. لفترة معتبرة وعكس السنوات السابقة، تحافظ أسعار مادة البطاطا ذات الاستهلاك الواسع على سعرها المتوسط والمعقول إلى حد ما في أغلب نقاط البيع بالتجزئة بولاية بومرداس، وهي تتراوح ما بين 45 إلى 55 دينارا على عكس ما كان يعاني منه المستهلك في الفترات المماثلة من السنة سابقا، رغم صعوبة هذه الفترة من الشتاء وبداية الربيع المعروفة محليا بمرحلة الفراغ بعد انتهاء المحصول ما بعد الموسمي لشهر ديسمبر، وتوجّه الفلاحين نحو بداية إنتاج المحصول الموسمي لشهري ماي وجوان من السنة الذي يحقق في العادة اكبر كمية من الإنتاج. وحسب مصادر مديرية المصالح الفلاحية، فإنّ بومرداس استطاعت منذ انتهاء المنتوج ما بعد الموسمي لشهر ديسمبر من تخزين 277 ألف قنطار بنسبة 30 بالمائة تقريبا من الكمية المخزنة وطنيا، حيث شرع مؤخرا عدد من المتعالمين الاقتصاديين بالتنسيق مع الديوان الوطني للخضر واللحوم في استخراج تدريجي لمادة البطاطا كمرحلة أولى بمجموع 19 ألف قنطار لتموين الأسواق المحلية ونقاط التجزئة للحفاظ على توازن السوق وضبط الأسعار، وتجنب كل أشكال المضاربة التي تعرفها مثل هذه الفترات من السنة. يذكر أن ولاية بومرداس ورغم الصعوبات الميدانية وارتفاع أسعار بذور البطاطا المخصصة لعلمية الغرس، تعرف في السنوات الأخيرة توسعا متزايدا في المساحات المخصصة في إنتاج مادة البطاطا، وارتفاع عدد المتعاملين المستثمرين في وحدات التبريد والتخزين إلى 7 متعاملين يشرفون على تخزين فائض المنتوج المحلي وحتى من خارج الولاية حفاظا على توازن السوق وتجنيب الخسائر المحتملة للمنتجين، والمساهمة في التموين العادي للأسواق طيلة السنة بما فيها مراحل الفراغ، وكلها إجراءات ستساهم مستقبلا في عملية استقرار الأسواق وضبط الأسعار في الحدود المعقولة للحفاظ على القدرة الشرائية للمستهلك وتجنب كل مظاهر السمسرة التي تمس من حين لآخر هذه المادة الأساسية ذات الاستهلاك الواسع.