استغل بعض التجار الفوضويين، الإقبال الكبير للجزائريين على مادة الخبز، خلال شهر رمضان لاسيما عند قرب نفاذه من المخابز لرفع سعره إلى 20 دينار جزائري، وأحيانا فما فوق ضاربين بذلك عرض حائط قرارات وزارة التجارة القاضية بتسقيف سعر الخبز العادي عند حدود 8 دنانير، ما أثار استياء وتذمر الكثير من المواطنين. هذا ما رصدته «الشعب» خلال الجولة الاستطلاعية التي قادتها إلى مختلف أزقة وأحياء وشوارع العاصمة وخاصة الأسواق الشعبية بحيث لاحظنا عددا كبيرا من الباعة الفوضويين وهم ينتشرون في كل مكان مع الكم الهائل للسلل المملوءة بالخبز والمعروضة على الهواء مباشرة دون مراعاة لأدنى شروط النظافة. ورغم تحديد وزارة التجارة سعر الخبز العادي ب 8 دنانير على غرار الأنواع الأخرى لهذه المادة إلا أننا لمسنا ارتفاعا خياليا في سعر الخبز خاصة من قبل التجار الفوضويين ضاربين هذه التعليمة عرض الحائط، بحيث وصل سعر الخبز العادي في بعض الإحياء والأسواق بالعاصمة كباب الوادي، ساحة الشهداء، رايس حميدو إلى 20 دج في حين بلغ سعر الرغيف الذي لا يتجاوز سعره في محلات بيع الخبز 8,5 دج الى 15 دج والأنواع الأخرى من الخبز تتراوح سعرها ما بين 25 دج و30 دج. وهو ما ثار تذمرا لدى الكثير من المواطنين ممن صادفناهم بحيث ابدوا تساؤلات عديدة حول سبب الارتفاع الخيالي لسعر الخبز ونفاده بسرعة في محلات بيع الخبز معتبرين أنفسهم الضحية الأساسية لهذه الظاهرة التي تتزايد في كل عام أمام عدم تحرك السلطات المعنية لتسوية هذا الوضع. وأكد لنا أكثر من مواطن أن نقص الخبز وعدم توفره بالمخبرات ومحلات بيع الخبز هو الذي دفعهم إلى اقتناء الخبز من هؤلاء الباعة المتجولين الذين يعرضون سلعهم على الأرصفة رغم أنه باهض الثمن بالمقارنة مع الخبز الذي يتم اقتناءه من المخبزة. وارجع آخر سبب اقتناءه للخبز من التجار الفوضويين إلى وقوف المواطنين في طوابير طويلة ولساعات ينتظرون قدوم دورهم ما يثير قلق الكثير من المشترين الذين يتوجهون إلى شراءه من الباعة المتجولون ولو بأعلى ثمن. وفي نفس السياق قالت السيدة نصيرة ربة بيت: «أنا أفضل اقتناء الخبز من محلات بيعه إلا انه وفي بعض الأحيان الضرورة تملي عليّ أن اشتريه من السلل الموضوعة في الشارع خاصة وان الخبز مند بداية شهر رمضان بات ينتهي بسرعة في المخبزات. وقد عبر جل المواطنين الذين صادفناهم عن استنكارهم لمثل هذه المظاهر التي يذهب المواطن ضحيتها ويدفع صحته وماله كمقابل لذلك، وبين السخط على بعض المواطنين الذين يقبلون على شراء هذا الخبز المعروض، والبعض الآخر يفضلون الوقوف في طوابير طويلة والانتظار لساعات في المخبزات لاقتناء الخبز على أن يشتروه من التجار الفوضويين الذين يعملون بصفة غير رسمية ويستعملون الحيلة والغش أثناء بيع سلعهم. وما لاحظناه أيضا خلال جولتنا الاستطلاعية ان محلات بيع الخبز هي الأخرى تعمد أثناء الشهر الكريم إلى الزيادة في أسعار الخبز بحيث لاحظنا في بعض المحلات لافتات مكتوب عليها ثمن الخبز بعدم تجاوزه 15 دينارا، ولكن وعند إقدامك على شرائه تتفاجأ بأنه يتراوح ما بين 25 و30 دينار. وعند تقربنا من أحد الخبازين لمعرف السبب أكد لنا هذا الأخير بأن هذا الخبز الذي يصل ثمنه حتى 30 دينار هو خبز محسن وكأننا قبل وخارج أيام الشهر الفضيل كنا نتناول خبزا غير محسن وبعيد عن الجودة. ولتقصي خبايا الظاهرة أكثر تقربنا من أحد الخبازين المتواجدين بشارع باستور بالعاصمة والذي يعرف إقبالا كبيرا من طرف المواطنين حيث قال لنا أحد العاملين بالمخبزة بأنهم لا يمانعون من التعامل مع الباعة الفوضويين الذين يأتون لاقتناء الخبز ويعيدون بيعه من جديد بعد اقتنائهم كميات كبيرة منه. وأضاف نفس المتحدث ان الأمر الذي يجنب بائعي الخبز في المحلات تراكمه في المساء هو خوفهم من انقطاعات الكهرباء ما يجعلهم يضاعفون من إنتاج المادة اولى ساعات الصبيحة خوفا من الإنقطاعات مساء، وبالتالي يستغل الباعة الفوضويين ذلك لاقتناء الخبز بحيث يبيعونه مجددا بمضاعفة سعره مستغلين أزمة الخبز التي يشهدها الشهر الفضيل من أجل الربح السريع.