عبد الحفيظ فندي يتذكره جل عشاق الكرة الذين يعطون الأولوية للعب الفني والتمريرات الذكية، حيث كان هذا اللاعب الموهوب «محرك» تشكيلة مولودية قسنطينة في «مرحلتها الذهبية» في سبعينيات القرن الماضي.. فقد نافس «الفريق الأزرق والأبيض» أندية قوية أنذاك ووصل في عامين متتالين إلى نهائي كأس الجمهورية. ولعب فندي إلى جانب لاعبين مميّزين على غرار قموح، كروكرو، زغمار.. الأمر الذي جعل مستوى هذا الفريق يصعد بشكل كبير .. وعيون الأنصار كانت مصوّبة بشكل كبير نحو عبد الحفيظ فندي الذي كان يحسن المراوغة ولديه موهبة في «قيادة الحملات». فندي من مواليد 3 فيفري 1950 بقسنطينة بدأ مداعبة الكرة مع أصدقائه في الحي، قبل أن ينتقل إلى فريق مولودية قسنطينة وعمره لا يتجاوز ال 13 سنة في صنف الأصاغر، حيث التقى في كل الأصناف الى أن وصل الى فريق الأكابر ويصبح عنصرا أساسيا في التشكيلة. والى جانب إمكانياته الفنية الكبيرة وحبه لفريقه، فإن فندي يتمتّع بأخلاق عالية فوق أرضية الميدان وخارج الملعب ويعرف بتواضعه الكبير .. وكتب هذا اللاعب الكبير صفحات منيرة مع المولودية القسنطينية التي نشطت لمناسبتين متتاليتين نهائي كأس الجمهورية، وكانت الخيبة في كل مرة حين خسر النهائي الأول عام 1975 أمام مولودية وهران بنتيجة 0 – 2، بالرغم من مجهودات كروكرو وفندي والحارس حنشي، إلا أن الغلبة كانت من جانب «الحمراوة» بفضل وجود كل من هدفي، قشرة، فريحة وبلكدروسي .. وفي العام الموالي حجزت مولودية قسنطينة مكانها مرة أخرى في النهائي أمام مولودية الجزائر وانهزم زملاء فندي ينفس النتيجة أمام لاعبي «العميد» أمثال بن شيخ، دراوي، بتروني، باشي، بلمو، كاوة...واتفق جل متتبعي الكرة الجزائرية أن مولودية قسنطينة تملك تشكيلة كبيرة وبرز خلالها فندي عبد الحفيظ الذي جلب الأنظار منذ الفئات الصغرى الأمر الذي جعله يلعب في المنتخب الوطني في كل الأصناف الى غاية الأكابر، حيث أن مدربي «الخضر» منحوه الثقة وتمّ استدعاءه في عدة مناسبات في السبعينيات.. بالرغم من المنافسة الشديدة بوجود أسماء كبيرة في وسط الميدان الهجومي إلا أن صانع ألعاب مولودية قسنطينة كان في القمة.ويمكن القول، أن فندي غادر فريق مولودية قسنطينة في عام 1978 وتوجه الى الجار شباب قسنطينة ولعب فيه الى غاية عام 1981 ثم انتقل الى اتحاد عين البيضاء لموسم واحد قبل أن يضع حدا لمشواره الرياضي كلاعب في عام 1982.وخلال ذكر المسيرة الذهبية لنادي مولودية قسنطينة يأتي اسم فندي في مقدمة الأسماء بالنظر لما قدمه هذا اللاعب الذي تحوّل الى عالم التدريب وأشرف على عدة أندية مقدما خبرته للشبان.