ينشّط ناديا شباب بلوزداد وشبيبة بجاية نهائي كأس الجمهورية بعد مسيرة ذهبية لكلا هما، حيث إن الإصرار والطموح كان سيد الموقف في مقابلات المربع الذهبي الذي كانا شيّقا إلى أبعد الحدود وأعطى «نكهة» حقيقية للمنافسة الشعبية رقم واحد في كرة القدم الجزائرية. القليل من المتتّبعين الذين راهنوا على تفوّق شباب بلوزداد وإمكانية وصوله إلى تنشيط النهائي بعد المشاكل التي عاشها الفريق منذ انطلاق الموسم والتي أثرت على مردود اللاعبين فوق الميدان. شباب بلوزداد كان في المراتب الأخيرة للرابطة المحترفة الأولى وصنّفه متتبعو البطولة أنه من بين المرشحين لمغادرة قسم النخبة، قبل أن يتمّ التعاقد مع مؤسسة مادار التي مكّنت الفريق من الاستفادة من توازن مالي ومنحته كل الوسائل المادية الضرورية.كما أن الاعتماد على المدير الرياضي الجديد سعيد عليق أعطى للشباب قوة تنظيمية ومعنوية كبيرة بفضل خبرته الطويلة في الميدان من خلال ترأّسه لنادي اتحاد العاصمة ونيله العديد من الألقاب.. فحنكة عليق ارتسمت على الفريق من الجانب التنظيمي حيث أصبح الطاقم الفني وعناصر التشكيلة يركزون على العمل الفني. عليق وعمراني.. ورقة طريق ناجحة وبالإضافة إلى النتائج الباهرة والتقدّم بخطوات مشجّعة في منافسات كأس الجمهورية، فإن شباب بلوزداد خرج من الدائرة الحمراء في البطولة، لا سيما وأن مقابلات الكأس أعطت الثقة الكاملة لأشبال المدرب عمراني، هذا الأخير الذي يعد «المهندس» من الناحيتين الفنية والتكتيكية لأداء أصحاب الزي الأحمر والأبيض. وقد أصبحت تشكيلة شباب بلوزداد متوازنة في خطوطها تعتمد على لاعبين ذوي الخبرة على غرار سعيود، جرار، بولخوة، إلى جانب شبان لهم إمكانيات معتبرة أمثال بشو، كداد، حايس .. ولعب الجانب المعنوي دورا كبيرا في أداء الفريق حيث إن التركيز كان بجانب أشبال المدرب عمراني في مواجهة العودة أمام شباب قسنطينة، الأمر الذي سمح لهم التسجيل في الوقت الإضافي. والمسيرة الذهبية لزملاء بالغ سمحت لهم باستعادة جمهورهم الوفي الذي يتوافد بأعداد غفيرة لتشجيع الفريق الذي يسعى إلى كسب اللقب الثامن في المنافسة، وتعود ذكريات إلى أذهان الأنصار الذين يتذكّرون نجوم الماضي الذين سيطروا على كرة القدم الجزائرية في الستينيات.. بالرغم من أن عشاق الكرة الذي يؤكدون أن شباب بلوزداد هو اختصاصي في منافسات الكأس.. وينتظرون فرحة التتويج باللقب الثامن في المنافسة. العمل المميّز لبوعكاز.. وحجز فريق شبيبة بجاية مكانه في النهائي بكل جدارة واستطاع أن يقصي أندية الدرجة الأولى بالرغم من أنه ينتمي إلى الرابطة المحترفة الثانية، حيث أن العديد من المتتبعين كانوا يرشحون وفاق سطيف للوصول إلى النهائي بفضل تعداده الثري من جهة، وكونه اختصاصي رقم واحد في منافسات الكأس من جهة أخرى. إلا أن واقع الميدان كان شيئا آخر، حيث استطاع أشبال المدرب بوعكاز إحداث المفاجأة بشكل مميّز في مرحلة الذهاب من خلال عودتهم بفوز كبير من سطيف على حساب الوفاق المحلي، الأمر الذي قدّم «جرعة معنوية» معتبرة لفريق شبيبة بجاية الذي تمكّن من إنهاء أحلام الوفاق رغم خسارته في ميدانه خلال مباراة العودة.. لكن نسبة كبيرة من العمل تمّت في لقاء الذهاب. فالخيبة كانت كبيرة في أوساط الوفاق الذي كان يراهن على «خطف» اللقب التاسع لكأس الجمهورية وإنقاذ الموسم.. لكن تمكّن مدرب الشبيبة بوعكاز من التغلّب على نغيز من الجانب التكتيكي، حيث إن زملاء الحارس علوي كانوا الأحسن في المقابلتين. وبرأي الاختصاصيين، فإن شباب بجاية أثبت حنكته في هذه المنافسة، خاصة وأنه كان قد أزاح في الدور ربع النهائي أحد الفرق القوية في المحترف الأول، أي نادي بارادو.. الأمر الذي زاد من عزيمة بن منصور وزناسني، نياتي لمحاولة الوصول إلى الدور النهائي. وسيكون النهائي قويا بين فريقين سارا بخطى ثابتة في كل مراحل المنافسة، حيث سيحاول شباب بلوزداد إهداء أنصاره اللقب الثامن، بينما ستكون شبيبة بجاية أمام فرصة الفوز باللقب الثاني لها في الكأس. وللإشارة، فقد كانت المنافسة ناجحة إلى أبعد الحدود من خلال لعب الأندية منذ الدور ربع النهائي بنظام الذهاب والإياب، الأمر الذي زاد في المنافسة وأعطى للفرق نفس الفرص..