اتخذت كل الإجراءات من أجل انجاح الصالون الوطني الأول للبناء بعاصمة الهضاب سطيف الذي تقرر تنظيمه من ال 13 إلى 18 سبتمبر الجاري بمشاركة 20 مؤسسة مختصة ومقاولين شباب حاملي المشاريع المصغرة في هذا الاختصاص. وتهدف التظاهرة الأولى من نوعها في ظل الاصلاحات السياسية والاقتصادية إلى التعريف بجهود البناء المنجز من مختلف الهيئات المختصة، والمؤسسات الشبابية التي استفادت من آليات دعم بنكية ومرافقة غايتها ترقية مناصب الشغل ومحاربة البطالة. وتجري وقائع الصالون الوطني الأول للبناء، بالتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة الهضاب، والوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، وهي آلية أثبتت تجربتها الناجعة في هذه المعركة المخاضة من أجل محاربة البطالة التي وإن تراجعت بشكل محسوس أهبطت إلى 10٪، حسب آخر تقرير لبنك الجزائر، تحمل الخطر الأكيد، لكسر النسيج الاجتماعي والسلم الوطني. والملاحظ لدى الكثير من المؤسسات المشاركة في صالون البناء الذي خرج من الوسط والغرب الى الهضاب العليا، حيث حولها إلى ورشة تعمير وانجازات، سجلت حضورها سواء منفردة أو بشراكة مع هيئات أجنبية. ويظهر هذا جليا من خلال الشركات الوطنية التي أقامت علاقة شراكة استراتيجية مع نظيراتها الفرنسية المستثمرة بكثرة في الجزائر باعتبارها متوفرة على شروط النجاعة، والاقلاع الاقتصادي خاصة في ظل وجود مناطق أخرى في أزمة كبيرة. ويكشف الصالون الوطني للبناء بسطيف تقنيات جديدة توظف في البناء والتعمير، أكثريتها غير مكلفة للمال والطاقة الكهربائية. وباتت هذه التكنولوجيا ضرورية في ظل جهود الجزائر المضنية من أجل تقليص من استهلاك الطاقة بقطاعي البناء والسكن أكبر القطاعات كلفة لها على الاطلاق. ويكشف الصالون من جهة أخرى عن تجارب مهمة في مجالات استعمال أدوات الانجاز السريعة والمفيدة ليس فقط في بناء حظيرة سكنية، وفق مقاييس الجمال والهندسة المعمارية المغرية، لكن في مقاومتها لمختلف عناصر الرطوبة والتآكل ومنحها ديمومة أطول. فقد تحولت الجزائر إلى ورشة كبرى للبناء والتعمير، وصار السكن أكثر القطاعات حركية واهتماما، مما يفرض رشادة أكبر في إنجاز المشاريع التي تظفي على الحظيرة العمرانية وجها معماريا لائقا يبعد عنه مظاهر البؤس، والنفور، ويزيل عنه تلك الصورة السوداء التي حولت الحظائر السكنية إلى أحياء مراقد تفتقد لأدنى شروط التحضر والتمدن، وكلها تبقى محل اهتمام الصالون الوطني الأول للبناء بمدينة عين الفوارة سطيف.