سيتدعم قطاع البيئة بولاية سيدي بلعباس قريبا بوحدة للتسميد العضوي على مستوى مركز الردم التقني للنفايات، وتعدّ هذه الوحدة الأولى من نوعها بالجهة الغربية للوطن، حيث ستعمل على تحويل النفايات الخضراء إلى سماد طبيعي بقدرة إنتاجية تصل حتى 10 أطنان في اليوم. تعتبر وحدة التسميد العضوي من المنشآت المتخصصة في تسيير النفايات التابعة للمشروع النموذجي الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للنفايات والذي يندرج ضمن إطار التعاون البلجيكي الجزائري في مجال التسيير المدمج للنفايات، حيث كانت إنطلاقته بداية 2017 بعد تكوين عمال المركز من قبل الوفد البلجيكي المختص في مجال تسيير النفايات، حيث يتمّ تثمين النفايات العضوية من خلال جمع النفايات الخضراء وتحويلها لسماد فلاحي، وحسب مصلحة النفايات الصناعية والحضارية فإن وحدة التسميد العضوي التي ستدخل حيز الاستغلال قريبا سيستفيد منها فلاحو الولاية وحتى الولايات المجاورة إذ ستعمل على تحويل النفايات الخضراء التي مصدرها بقايا الخضر والفواكه بالأسواق وأوراق الأشجار وكذا الأعشاب إلى سماد طبيعي بمنتوج يقدر ب 10 أطنان في اليوم توجّه إلى الفلاحين لما لها من أهمية ودور بالغ في تخصيب التربة والزيادة في المردود والإنتاجية. وفي هذا السياق أفاد الباحث حمو ميمون في إطار بالمعهد الوطني للبحث الزراعي بلمطار بأن استعمال سماد المزرعة كمخلفات الحيوانات والنفايات المنزلية غير الصلبة يساهم في تحسين بنية التربة الزراعية ويرفع مردود المحاصيل، مستدلا قوله بأن تربة الأراضي الفلاحية بغرب البلاد مكونة في مجملها من مادة الكلس الأمر الذي يتطلّب تحسين هذه التربة وتخصيبها باستعمال الأسمدة الطبيعية التي تعدّ أفضل وسيلة لعلاج التربة ومضاعفة المنتوج. وأضاف أن التجارب الأولية التي أجريت بالمعهد أثبتت إمكانية رفع المردود في مادة الحبوب إلى 50 في المائة والخضر إلى 60 في المائة، داعيا الفلاحين إلى العودة إلى استغلال السماد الطبيعي الذي لاتزال نسبة استعماله ضعيفة بسبب نقص التوعية وقلة التجارب. ومن جهته أكد أحمد الواحلة اطار بمديرية الصيد البحري أهمية استعمال السماد الطبيعي في الزراعة، خاصة ما تعلق بمياه الأحواض التي تربى بها الأسماك وهي المياه التي تحتوي كمية كبيرة من مخلفات الأسماك التي تعد سمادا طبيعيا يعوض السماد الإصطناعي ويخفف من أضرراه وسلبياته. وفي سياق متصل يرتقب أيضا استلام مركز الفرز الانتقائي للنفايات على مستوى مركز الردم التقني أواخر جوان المقبل بعد أن بلغت نسبة تقدم الأشغال 80 في المائة على أن يباشر الإنتاج الفعلي مع حلول شهر سبتمبر بعد الفراغ من التجارب الأولية، وتكوين عمال وإطارات مركز الردم التقني ووحدة التسميد العضوي في مجال استغلال والتحكم في التجهيزات الحديثة للدعم والتسيير المدمج للنفايات من قبل الخبراء البلجيكيين الخبراء الجزائريين التابعين للوكالة الوطنية لتسيير النفايات، وسيسمح مركز الفرز بإنتقاء مواد البلاستيك، الحديد، الزجاج والورق بهدف إعادة تدويرها، فيما توجّه النفايات الخضراء إلى وحدة التسميد العضوي، والنفايات الرطبة المتبقية إلى حفرة الردم التي ستستقبل كميات قليلة، ما يساعد في تمديد مدة استغلال الحفرة لسنوات.