دعا محمد هدير مدير الدراسات بالمدرسة الوطنية العليا للصحافة وعلوم الإعلام والاتصال إلى دعم القطاع العمومي، وإعطائه دينامكية أكثر وتزويده بالأخبار على مدار الساعة لأننا نعيش في عصر المعلومة وهذا ما يتطلب تنوير الرأي العام الذي أصيب بالاضطراب بسبب الزخم الإعلامي الذي صاحب الحراك. هناك ضبابية كبيرة تخيم على المشهد الإعلامي في الجزائر حسب ما ذكره هدير خلال نزوله أمس ضيفا على جريدة «الشعب»، مبرزا أنه سيكون لذلك تأثير كبير على الرأي العام خاصة في ظل انتشار «الإشاعة والمعلومة المغلوطة»، وذلك نتيجة غياب الإعلام العمومي الذي برمج «تهميشه» لإفقاده مصداقيته أمام المواطنين، وبالمقابل أصبحت المعلومة تقدم للإعلام الخاص من خلال تسريبات. لم يفوت ضيف «الشعب» الفرصة لتوجيه انتقادات حول تعامل السلطة مع الإعلام العمومي الذي «همش» ولم يواكب التطورات التي عرفها العالم في مجال المعلومة، بينما ترك المجال مفتوحا للإعلام الخاص، الذي يعمل خارج الضوابط الأخلاقية مستندا على التهويل ونشر معلومات بدون التأكد من صحتها للحصول على أكثر عدد ممكن من الناس، ما أدى حسبه - إلى الضبابية التي تخيم حاليا على المشهد الإعلامي والرأي العام. أكثر من 75٪ من المعلومات المتداولة في وسائط التواصل «مغلوطة» خلال تطرقه للحديث عن موقع الإعلام الجزائري من الخريطة الإعلامية العالمية في ظل تنامي وسائط التواصل الاجتماعي على غرار «الفايسبوك» و»السنابشات»... كشف المتحدث أن أكثر من 75٪ من الأخبار المتداولة على هذه المواقع «مغلوطة»، مشيرا إلى أنه تم إنشاء 500 حسابا وهميا من أجل بالجزائر من قل الدول المارقة، وقد تم من خلالها تمرير أخبار عن الوزير الأول الأسبق وكذا رجال أعمال جزائريين. وفي هذا الإطار أفاد هدير أن هذه الحسابات الوهمية كانت تنشر في الأول «نكت» عن مسئولين جزائريين قد ساهم ذلك في رفع عدد المشتركين على هذه المواقع بحيث أصبح عدد المشتركين في الصفحة الواحدة 30 مشتركا. حسابات وهمية تحولت إلى مصدر للمعلومات كما أكد أن الحسابات الوهمية التي أنشأت على مواقع التواصل الاجتماعي استغلت لإبتزاز المسئولين ورجال الأعمال، والناس في حاجة إلى المعلومات التي تبثها هذه المواقع، وقد ساهمت في توجيه المواطن الجزائري نحو «دي زاد» و»زيطوط»، وأصبح مصدرا يستقون منه الأخبار والمعلومات، لأنهم رأوا أن الإعلام العمومي والصحافة الوطنية لا تقدم له المعلومة «الإثارة» التي يبحث عنها، وهذا ما جعل نسبة المشاركة في هذه المواقع تزداد و يتضاعف عدد المشتركين يوما بعد يوم. في ظل هذه الخريطة الإعلامية يبقى الإعلام العمومي في الجزائر هو «المقياس» وهو الضامن، هذا ما أكد عليه هدير وقال لابد أن يبقى موجودا في السوق إلى جانب الإعلام الخاص، لأنه يحافظ على التوازن، وهذا معمول به في كل دول العالم وعلى رأسها الو.م.ا التي فتحت المجال للإعلام الخاص، مشيرا إلى أن المواطن عندما يجد تعتيما في هذا الأخير عن طريق الإشهار، الإثارة والصحافة الصفراء، يعود إلى الإعلام العمومي الذي يتميز بالدقة في المعلومة، التحليل العقلاني وطرح الرأي والرأي الآخر، تاركا الحكم للمواطن.