اعتصم نهار أمس العشرات من أفراد التعبئة أمام مدخل ولاية بومرداس حاملين مجموعة من الشعارات والمطالب الاجتماعية في خطوة تعتبر الخامسة من نوعها دون أن تجد صرخة هذه الفئة أذانا صاغية واستجابة من قبل السلطات المعنية وهي الحالة التي أثرت كثيرا على نفسية هؤلاء مثلما كشفوا لممثل الشعب بل اعتبروها محاولة تنكر لحجم التضحيات التي قدمها أفراد التعبئة طيلة سنوات الدم والدموع حيث رددوا بصريح العبارة «.. نريد أن تتحقق وعود رئيس الحكومة ونأمل تدخله لتسوية الملف...». ومن ابرز المطالب والحقوق المرفوعة من قبل أفراد التعبئة بحسب ما كشف عنه ممثل عن المعتصمين هو ضرورة اعتراف السلطات العليا في البلاد بالعمل والتضحيات المقدمة من طرف هذه الفئة والاستفادة الكاملة من قانون المصالحة الوطنية والوئام المدني مع الترخيص لهم بتأسيس منظمة وطنية كإطار تمثيلي لهم من اجل الدفاع عن حقوقهم المهضومة، بالإضافة إلى مطالب اجتماعية أخرى حساسة تتعلق بواجب التكفل الصحي خاصة بالأفراد المصابين والمعاقين وممن تعرضوا لصدمات نفسية واضطرابات عقلية خلال فترة الخدمة وهذا بالتركيز أكثر على أهمية تسوية وضعية هؤلاء اتجاه الضمان الاجتماعي المحدد بثلاث سنوات خدمة وطنية يضاف إليها 12 سنة ضمان اجتماعي على التقاعد وهذا بداية من تاريخ شهر جوان 1995 مع مطالبتهم أيضا بحق السكن والعمل للأفراد العاطلين وحق التعويضات المادية والمعنوية عن فترة العمل المذكورة. هذا ولم يقتصر الاعتصام على أفراد التعبئة فقط بل شملت أيضا أفرادا من سلك الجيش الوطني الشعبي الذين أعيد تجنيدهم في تلك الفترة لمدة سنة حيث فقد العديد منهم مناصبهم المهنية مع مطالبتهم بالتعويضات المادية وبعض الحقوق الاجتماعية مثلما أكده لنا احد المعتصمين تابع لقطاع الصحة، كما ندد المعتصمون أيضا الذين ظلوا طيلة صباح أمس تحت أشعة الشمس بصمت السلطات الولائية التي اكتفت أخيرا باستقبال ممثل عن المحتجين من اجل نقل لائحة المطالب في انتظار إيجاد مخرج لهذه الوضعية التي يأملها أفراد التعبئة الذين اظهروا عزما قويا في مواصلة الاعتصامات إلى غاية تجسيد وعود الحكومة ومنها اعتصام العاصمة المنتظر تنظيمه يوم 3 أكتوبر القادم على حد قول المعتصمين كخطوة أخرى تضاف إلى حركة أمس التي شملت معظم ولايات الوطن تقريبا. ويمكن الإشارة في الأخير أن أفراد التعبئة تم تجنيدهم ما بين سنة 1995 إلى سنة 1999 ويقدر عددهم بولاية بومرداس حوالي 3 آلاف عنصر، حسب تقديرات المعتصمين.