قدم سفير فلسطين عبد الخالق حسين أمس عرضا حول آخر التطورات للقضية الفلسطينية خاصة ما تعلق بانضمامهم إلى الأممالمتحدة مبرزا الأسباب التي أدت بهم إلى اختيار مثل هذا القرار لنيل الاعتراف بدولتهم. وكشف عبد الخالق في ندوة النقاش المنظمة بمركز الصحافة «المجاهد» بالتنسيق مع جمعية مشعل الشهيد أن مجلس الأمن يعقد أول اجتماع تشاوري أولي له على الساعة الثامنة لمناقشة دولة فلسطين الانضمام إلى الأممالمتحدة. فهناك محاولات عديدة للمس والتأثير على موقف الدول العربية بخصوص القضية الفلسطينية وعلى الرغم من ذلك فقد قدمت كل الدعم المادي والمعنوي لهم، وما كان قرار الذهاب إلى الأممالمتحدة إلا بعد طرح الأمر على الجامعة العربية وتم الاتفاق على عدم العودة إلى المفاوضات. واعتبر السفير الفلسطيني أن التوجه إلى الأممالمتحدة كان خيار الفلسطينيين وفي حال نجاح نيل الاعتراف بعضويتهم في الأممالمتحدة فإن ذلك يعد قفزة نوعية وإستراتيجية مهمة، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني نهاية الصراع، وفي حال الفشل فإنهم مقبلون على معركة دبلوماسية كبيرة وقد بدأت فعلا والتي لن تتوقف حتى يتم تحقيق الهدف. وحول اتفاقية «أوسلو»، أشار عبد الخالق إلى أنها ليست معاهدة سلام، بل كانت إعلانا لمبادئ يراد منه الوصول إلى حل للنزاع، أو خريطة طريق للوصول إلى اتفاق ومن ثم فإن تجربتهم مع العدو الصهيوني أثبت أن المفاوضات كانت عبثية ولا نتيجة لها ومن ثم لم يبق إلا خيار الذهاب إلى الشرعية الدولية والأممالمتحدة، سيما أمام التعنت الإسرائيلي وممارساته العدوانية كتوسيع عمليات الاستيطان وتهويد القدس وتهجير الفلسطينيين وعزلها عن محيطها العربي والإقليم. وأبرز السفير الفلسطيني، أن القضية ليس لها سوى خياران إما الذهاب إلى الجمعية العامة أو إلى مجلس الأمن لأن العضوية في الأولى لا تأتي إلا عبر المرور بالثانية ومن ثم لا بد من نيل سقف العضوية ألا وهو 9 / 15، مشيرا إلى العرض الأوروبي القاضي بالتوجه إلى الجمعية العامة لنيل الاعتراف بها كدولة دون الاعتراف بعضويتها في الأممالمتحدة. وبرر عبد الخالق عدم العودة لخيار المفاوضات إلى كون هناك قضايا محورية من الواضح أنه لا يمكن التوصل حولها إلى حل بالتفاوض بل عن طريق الشرعية الدولية كعودة اللاجئين ووقف الاستيطان وإعادة القدس واسترجاع الأراضي الفلسطينية. وتساءل المتدخلون في النقاش عن مدى خطورة الخطوة التي أقدمت عليها السلطة الفلسطينية في الأيام المقبلة في حال فشلها، وهنا أوضح عبد الخالق أن كل الفلسطينيين لهم قناعات مترسخة في مبدأ الديمقراطية، مشيرا إلى أنه هناك التفاف شعبي كبير وواسع حول خطوة محمود عباس، رغم وجود خلاف حول آليات العمل لكن الكل من معارضين ومؤيدين يعملون لصالح القضية والهدف لا يختلف عليه احد هو نيل العضوية. وشدد نفس المتحدث على تواجد الفلسطينيين في كل ساحات الكفاح ومن بينها الأممالمتحدة مبديا عدم تخوفه من تداعيات الرفض لأن فلسطين قبلت التحدي وهي تفاوض على حقوق تاريخية. وعن تفاؤله بموقف الدول العربية أمام الضغوطات والتهديدات الأمريكية والإسرائيلية أكد عبد الخالق أن خطوة الذهاب إلى الأممالمتحدة ليست فقط فلسطينية وإنما هي عربية أيضا، وفي حال الفشل في نيل العضوية فسيتم العودة إلى الجامعة العربية لمناقشة ما تم تحقيقه والخطوة القادمة مشيرا إلى ضرورة عدم استباق الأحداث.