أصبح تعداد المنتخب الوطني يتكون من لاعبين ينشطون في عدد كبير من البطولات، لم يسبق لنا وأن رأينا ذلك من قبل، بعد أن اختارت العناصر الوطنية تغيير الأجواء في مسارها الاحترافي.. أين يعتمد هاليلوزيتش حاليا على لاعبين يلعبون في(11) بطولة مختلفة، بما فيها البطولة الجزائرية. ففي قراءة للتشكيلة التي ضمتها القائمة الأخيرة المعنية بالتربص الذي يسبق المقابلتين الوديتين أمام منتخبي تونس والكاميرون يظهر أن العناصر المختارة تلعب في بطولات: الجزائر اليونان فرنساألمانيا بلغاريا البرتغال إسبانيا قطر العربية السعودية إيطاليا إنجلترا).. الأمر الذي يعني التنوع الكبير في طريقة الآداء بالنسبة لهؤلاء اللاعبين في احتكاكهم أسبوعيا ضمن بطولات مختلفة.. وحسب بعض الآراء التي استقيناها من تقنيين محنكين حول هذه الظاهرة، فإن أغلبهم أعطوا صورة ايجابية لهذا التنوع ضمن تشكيلة “الخضر”، مؤكدين أن ذلك يعني أن اللاعب الجزائري بإمكانه اللعب في أية بطولة في العالم بفضل قدراته الفنية والبدنية.. وأن اللعب في هذه البطولات الخارجية يعطي اللاعب امكانيات مختلفة تسمح للطاقم الفني الوطني إستغلالها في المنافسات الدولية، لأن كل بطولة في الخارج لها خصوصياتها، وبما أن المنتخب الوطني يملك قطع من هذه الامكانيات، فإن ذلك يشكل مجموعة تعتمد على امكانيات مختلفة يمكن للمدرب استغلالها بشكل جيد. البطولة المحلية.. فترة فراغ طويلة!؟ ففي الماضي كان الفريق الوطني يتشكل من لاعبين في البطولة الوطنية، أين كانت هذه الأخيرة تتمتع بمستوى كبير بفضل التكوين عالي المستوى الذي أعطى لنا لاعبين كبار على غرار ماجر، بلومي، عصاد، بن صاولة، فرقاني، قنذوز، أين كانت أكبر الأندية الأوروبية تتهافت عليهم للفوز بإمكانياتهم الفنية الكبيرة، خاصة بعد مونديال إسبانيا.. كما أن الفريق الوطني كان مدعما إلا بلاعبين ينشطون في البطولة الفرنسية على غرار دحلب وقريشي ومنصوري.. وفي الماضي القريب أيضا كانت عدة أسماء تنشط في البطولة الفرنسية أمثال زياني، عنتر يحيى، منصوري.. لكن الأمور تغيرت ببروز لاعبين آخرين في بطولات المنتخب الوطني بقوة.. بالاضافة الى انتقال لاعبينا من بطولات معينة الى أخرى، الأمر الذي أنتج كل هذا التنوع. فالبطولة الإسبانية بقدوم فغولي، يوجد فيها (3) جزائريين الى جانب يبدة ومدحي لحسن، أي أن أكبر بطولة في العالم قد تساعد لاعبينا على الرفع من مستواهم أكثر بلعبهم كل أسبوع لمقابلات في مستوى عال..، في حين عادت البطولة البرتغالية، مع وجو د الهداف العربي سوداني ضمن نادي غيمارايش، بعد أن غابت الأندية البرتغالية عن أعين الجزائريين لمدة قصيرة بذهاب حليش الى انجلترا..!! إختيار البطولات الخليجية.. ننتظر لنرى وأصبحت البطولة القطرية تهم كثيرا المتتبعين الجزائريين ومقابلاتها التي تجمع العديد من لاعبينا، الذين اختاروا، خاصة هذا الموسم الانتقال الى قطر وتدعيم فرقها على غرار زياني وبوقرة ومغني، الذين التحقوا بنذير بلحاج الذي كان أول الوافدين الى نادي السد القطري.. ورغم أن مخاوف عديدة أكدها بعض الاختصاصيين من إمكانية تدني مستوى لاعبينا، إلا أن ذلك لم يكن بالدرجة التي سمعناها، حيث أن نذير بلحاج احتفظ بمستواه ويلعب المباراة النهائية لرابطة أبطال آسيا وظهر جليا أنه عاد تدريجيا للوجه الذي عهدناه في السنوات الماضية.. كما أن زياني وبوقرة وجدا ضالتهما هناك، خاصة زياني الذي مرت تجربته الألمانية بصعوبات كبيرة أفقدته الكثير من بريقه وأثرت على مستواه بسبب عدم اشراكه في المقابلات، فإن التحاقه بنادي الجيش القطري يسمح له باللعب باستمرار ويكون مستعد للمنافسة.. في المقابل يبقى وضع مغني غير مستقر ومازالت الإصابات تلاحقه،.. ولم يستدع هذه المرة كونه لم يلعب منذ مدة طويلة مع ناديه. كما أن البطولة السعودية بها عدة لاعبين جزائريين، على غرار عنتر يحيى وزياية وبوقاش، وفضل هاليلوزيتش استدعاء المدافع يحيى فقط، رغم أن الهداف بوقاش كان ينتظر ذلك بفارغ الصبر بعد تألقه في المدة الأخيرة مع ناديه “القادسية”.. ويمكن القول أن خبرة عنتر يحيى تجعله يحافظ على مكانه في ناديه بامتياز، وأكد مرارا أنه اختار وجهة تمكنه من اللعب على مستوى جيد، لأن البطولة السعودية بها عدة أندية كبيرة وتضم لاعبين مميزين. في حين أن توجه لاعبينا الى البطولة اليونانية تأكد في السنوات الأخيرة فقط، وأول من سطع اسمه في هذه البطولة هو رفيق جبور، الذي أصبح يصنع الحدث بتألقه في أحسن نادي لهذا البلد وهو أولمبياكوس.. وكاد المنتخب الوطني أن يكون ممثلا ب (3) لاعبين ينشطون في هذه البطولة بوجود اسماعيل بوزيد، وعدم استدعاء جمال عبدون، الذي يبقى خارج حسابات الطاقم الفني، رغم تمتعه بإمكانيات كبيرة.بينما يكون الحارس مبولحي الوحيد الذي يلعب للبطولة البلغارية، أين وجد ضالته منذ مدة طويلة، حيث أنه بالرغم من خوضه لتجربة قصيرة في البطولة الروسية، إلا أن ذلك لم يكن مقنعا له وللمسيرين، وعاد الى سيسكا صوفيا أين يتابع مشواره بانتظام.ويمكن الإشارة، أن هاليلوزيتش مازال يبحث عن التشكيلة التي تضم حوالي (28) لاعبا، لتحديدها بصفة شبه كاملة تحسبا للتصفيات المؤهلة للمونديال، لتكون المقابلتين القادمتين أمام تونس والكاميرون بمثابة اختبار حقيقي لكل اللاعبين لنيل ثقة الطاقم الفني، الذي بإمكانه ترك الباب مفتوحا لعنصر وأو عنصرين إذا لمس فيهم تحسنا وحاجته الى خدماتهم في الطريق المؤدي إلى المونديال..