يواصل الناخب الوطني هاليلوزيتش، عمله المكثف بكل جدية من خلال تنقلاته إلى الميادين من أجل معاينة اللاعبين عن قرب ومعرفة مستواهم الحقيقي سواء في الدوري المحلي أو في البطولات الخارجية التي ينشط فيها معظم كوادر الفريق الوطني، وهذا من أجل وضع التشكيلة المناسبة التي سيخوض من خلالها غمار لقاء الجولة الأخيرة من الدور الثاني للإقصائيات الخاصة ب (كان 2012). أين نجد بأن البوسني هاليلوزيتش على دراية تامة بالتألق اللافت للثنائي الناشط بالبطولة اليونانية، والأمر يتعلق بجبور العائد من الإصابة بكل قوة وعبدون الذي يبدو أنه أحسن إختيار وجهته لهذا الموسم عندما وقّع مع فريق العاصمة أولمبياكوس، حيث تألق هذا الثنائي في أول خرجة له لهذا الموسم ضمن منافسة رابطة أبطال أوروبا، هذا ما يعني أن عبدون سيكون ضمن التعداد القادم للمنتخب دون منازع، يأتي هذا في ظل تراجع مستوى زياني ويبدة وهذا الثنائي يعاني من نقص المنافسة ما أثر عليه من الناحية البدنية. في حين نجد بأن فلسفة هاليلوزيتش بدأت تتجلى من خلال أول مباراة له مع (الخضر)، عندما أقعد بعض اللاعبين الأساسيين على دكة البدلاء، على غرار يبدة خلال مباراة تنزانيا، كما أخرج زياني في منتصف الشوط الثاني، وبهذا يكون المدرب الوطني قد أعاد فرض الانضباط إلى التشكيلة، وهذا ما أكده خلال تدخلاته في الندوات الصحفية التي عقدها منذ قدومه إلى اليوم، أين قال بأنه لا يوجد أي لاعب أساسي أو احتياطي، بل الذي يكون جاهزا يوم المباراة هو الذي سيلعب. كما أن عودة عنتر يحيى من الإصابة وتراجع مستوى بلحاج ومهدي مصطفى ستعجل برحيلهما، إضافة إلى تألق عناصر أخرى لم يسبق لها وأن شاركت مع (الخضر) على غرار فغولي وبن طيبة وهذا الثنائي ينشط في البطولة الإسبانية مع كل من فالنسيا وريال سويسدار على التوالي، أين تألق فغولي في رابطة الأبطال، كما أن العودة التدريجية لمطمور على المستوى البدني، بعد أن أصبح يشارك بصفة منتظمة مع فريقه فرانكورت الألماني، وتألق المهاجم بوعزة في الدوري الإنجليزي، إضافة إلى أسماء أخرى، قد أعلنها هاليلوزيتش في ندواته الصحفية التي عقدها سابقا، قد تحلّ أزمة النتائج السلبية للفريق وتخرجه من النفق المظلم الذي قد يعصف بالكرة الجزائرية من جديد، بعدما أن عرفت النور في السنتين الماضيتين بمشاركتهما في نهائيات أمم إفريقيا 2010، ومونديال جنوب إفريقيا. إضافة إلى العفو الذي تلقاه بودبوز مؤخرا بعد أن عوقب في مباراة تنزانيا بسبب رفض اللاعب القدوم إلى التربص الذي أقامه المدرب الوطني خلال شهر أوت الفارط، ويبدو أن المدرب أعاد بودبوز إلى حساباته بعد الوجه الذي ظهر به مع فريقه سوشو، أين يعد قطعة أساسية في الفريق الفرنسي، ولعب 5 مباريات في الدوري وكلها أساسيا، إضافة إلى مباراتين في منافسة الدوري الأوروبي، كما أنه يسجل ويقدم كرات أهداف في بعض الأحيان. من جهته، زياية لاعب إتحاد جدة السعودي يواصل تقديم عروضه الراقية، حيث وكعادته يسجل في كل اللقاءات التي يلعبها تقريبا بدليل أنه هداف الدوري الآسيوي والسعودي على حد سواء وهو يبقى ينتظر فرصته في المنتخب من أجل إظهار إمكانياته خاصة في ظل المعاناة التي يعرفها الخط الأمامي، أين يبقى يعاني من العقم الهجومي، وبهذا فإن الثلاثي زياية، بوعزة، بودبوز وعودة عبدون، مطمور ومغني يجعل من هاليلوزيتش الرجل المحظوظ من أجل قيادة سفينة المحاربين إلى تحقيق الانتصارات في ظل الإقصائيات الخاصة بالمونديال التي هي على الأبواب. هاليلوزيتش قد يعطي للمحليين الفرصة عن قريب أما اللاعبين المحليين فيبدو أنهم سيلقون فرصتهم المناسبة من أجل سدّ الثغرات الموجودة بعد الفراغ الذي تركته العناصر المحترفة التي أصبحت تحج إلى الخليج من أجل المادة بدليل تراجع مستواها البدني فوق الميدان، وهذا ما جعل هاليلوزيتش يوجه أنظاره نحو البطولة المحلية، أين عاين لاعبي المولودية العاصمة في مطلع الأسبوع الفارط، إضافة إلى فريق الإتحاد والشبيبة وبالتالي فإن الناخب الوطني يحاول أن ينتقي أفضل اللاعبين من أجل تدوين أسمائهم في قائمته. كما أنه عاين المنتخب الأولمبي ،يوم الأربعاء الفارط، وهذا ما يعني أنه يريد منح الفرصة للعناصر المحلية التي تعتبر المفتاح الأساسي لنجاح المنتخب، وفي مقدمة الأسماء المعنية نجد أمير سعيود، الناشط في الدوري المصري. وبهذا نفهم بأن القائمة القادمة للمدرب الوطني ستعرف عدة تغييرات جذرية برحيل وجوه وقدوم أخرى، وذلك حسب المنافسة والجاهزية التي تعتبر المعيار الأساسي من أجل تمثيل الألوان الوطنية على غرار حليش، وشادلي عمري، البعيدين عن المنافسة نهائيا، وبالتالي فإن الإستقرار عاد إلى المجموعة، وهذا ما سيسهل من العمل الجدي حتى لا نغيب عن الدورة الإفريقية القادمة في (2013) وكأس البرازيل (2014). نبيلة بوقرين