يدخل المنتخب الوطني بداية من يوم الغد في تربص هو الأول من نوعه تحت قيادة الناخب الوطني الجديد وحيد هاليلوزيتش، وذلك بمركز “ماركوسي في فرنسا، وكان المدرب الوطني قد أكد خلال مختلف تدخلاته وكذا الندوة الصحفية الوحيدة التي نشطها أن هذا المعسكر سيكون مخصصا أكثر للتعارف مع اللاعبين وكذا تحديد كل المعايير التي سيسير فيها عمله مستقبلا، وبالتالي سيتعرف اللاعبون على طريقة عمله والأهداف التي سيرسمها من الناحية التقنية، وخير دليل على ذلك هو العدد الكبير من اللاعبين الذين استدعاهم لهذا التربص وعددهم (33)، أي أن هاليلوزيتش أراد أن يأخذ أكبر عدد ممكن من اللاعبين، والذين سبق لهم وأن لعبوا في المنتخب الوطني في عهد سعدان وبن شيخة، لإعطاء لنفسه فرصة واسعة ونظرة شاملة عن امكانيات اللاعبين المعنيين سواء الفنية أو المعنوية، قبل بداية العمل الفعلي، تحسبا للمواعيد الرسمية القادمة في بداية سبتمبر، مع ما تبقى من تصفيات كأس إفريقيا 2012، أين يكون المنتخب الوطني قد ضيع نسبة معتبرة من حظوظه. وفي هذا المجال أشار هاليلوزيتش: “مصير المنتخب الجزائري ليس بين يديه، ونستطيع أن نقول أن الأمور قد حسمت، ومع ذلك فإن هذه الوضعية لا تجرنا لعدم لعب المقابلتين المتبقيتين بنفس الحماس، وإنما سنرمي بكل ثقلنا للفوز بالموعدين”. ومن خلال هذه التصريحات، فإن من الواضح أن هاليلوزيتش يسعى للعب المقابلتين لكسب أكبر عدد ممكن من المعلومات عن اللاعبين واختيار الأحسن، تحسبا للتصفيات القادمة للمونديال، بالاضافة إلى بداية رسم الخطة المناسبة للفريق الوطني على المدى المتوسط، بعدما اكتشف من خلال الأشرطة التي شاهدها أن هناك نقائص كبيرة في طريقة الآداء وتوزيع اللاعبين فوق الميدان..؟! فالتربص القادم ب “ماركوسي” يعد نقطة البداية التي ستغير أشياء كثيرة في الفريق الوطني، أين سيتم التحدث عن فرص اللعب، والتي سيحددها بصراحة “الكوتش” هاليلوزيتش، بأن الأحسن هو الذي سيدخل أرضية الميدان، وأن “الفورمة” هي أول نقطة يؤخذ بها لتحديد التشكيلة، ما يعني أن المنافسة ستعود عن المناصب، وليس الأسماء “الرنانة” هي المعيار الأول الذي يحدد مكان اللاعب الأساسي.. وكانت هناك عدة أمثلة في هذا المجال وأثرت فعلا عن آداء ونتيجة بعض مقابلات “الخضر” في الماضي. كما أن المنافسة تعني أن الباب يبقى مفتوحا أمام اللاعبين الذين سيظهرون، سواء في البطولة الوطنية أو في البطولات الأوروبية المختلفة، خاصة وأن عهد هاليلوزيتش عرف تغييرا نوعيا من ناحية لعب العديد من “كوادر” الفريق الوطني، أين لاحظنا أن أكثرهم اختار وجهة البطولات الخليجية.. الأمر الذي سيؤثر حتما على مستواهم مقارنة مع آدائهم في الماضي عندما كانوا يلعبون في البطولات الآوروبية.. هذا المعيار سيحدد بشكل كبير التعداد الذي سيعتمد عليه هاليلوزيتش بداية من انطلاق التدريبات والحصص التي حددها المدرب الوطني الجديد. وكما هو معلوم، فإن التشكيلة التي تحضر هذا التربص تعرف جيدا أن العديد من اللاعبين سوف لن يكونوا حاضرين في التربص القادم، أين ستتقلص بشكل كبير وأن التعداد الحالي تم استدعاءه قبل انطلاق البطولات.. وعند بداية كل البطولات وظهور وجوه جديدة، قد تكون الأمور مختلفة.. مما يعني أن هاليلوزيتش أراد بداية العمل على أسس متينة، وعدم تضييع أي مؤشر قد يفيده في الوصول إلى هدفه على المدى المتوسط وهو التأهل إلى مونديال 2014.. حيث كان قد أشار أن المجموعة التي وقع فيها المنتخب الجزائري متكافئة وحظوظنا كبيرة للترشح إلى الدور القادم.. ولابد من أخذ كل المنافسين بجدية كبيرة. ومن جهة أخرى، فإن لاعبي البطولة الاحترافية ينتظرون الكثير لعودتهم بقوة إلى التشكيلة الأساسية، كون هاليلوزيتش أكد أنه يتابع مقابلات البطولة الوطنية، خاصة وأن لاعبينا أثبتوا قدراتهم الكبيرة على المستوى العالمي، وخير دليل على ذلك اللقب العالمي الذي توج به المنتخب الوطني العسكري مؤخرا بالبرازيل.