دعت جمعية دار الفن للموسيقى الأندلسية، الكائن مقرها بوهران، الراغبين في تعلم الموسيقى والآلات إلى الانخراط في دورة سبتمبر 2019 التي تضمنها المدرسة التابعة لها من خلال البرامج والأنشطة المتنوّعة التي تقدّمها. تعلم المدرسة الغناء وجميع أنواع الموسيقى الأندلسية بنصوصها الأدبية وأوزانها الإيقاعية ومقاماتها الموسيقية من المديح، النوبة، الحوزي وغيرها؛ فمن خلالها يمكن تعلم العزف على الآلات الموسيقية، ويمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية، وهى الآلات الموسيقية الإيقاعية ومثال على ذلك الطبل والدف، والآلات الوترية كالجيتار والعود والكمان والمندولين، إضافة إلى آلات المفاتيح على غرار البيانو. وأوضحت رئيسة الجمعية السيدة بولعداس إيناس، المختصة في آلة العود، أنّهم جمعية موسيقية متخصصة تمّ افتتاحها في سنة 2018 بعنصرين اثنين ليرتفع هذا العدد في مدة قصيرة إلى 62 منخرط تتراوح أعمارهم من 6 إلى 50 سنة، نظرا للمكانة الكبيرة لهذا الفن الكلاسيكي العريق، باعتبارها أحد أهم المكونات الشاهدة على التراث الشفوي الذي انتقل من بلاد الأندلس الإسلامية إلى بلاد المغرب وخاصة الجزائر وتناقلته الأجيال فيما بعد. وقالت إيناس التي لا يتعدى سنها ال 20 أنّهم حظيوا بالدعم وكذلك بالاستشارة الفنية الخاصة من موسيقيين ومغنيين ذوي خبرة، معبرة وبتصميم عن عزمها رفقة باقي الأعضاء بأن يرتقوا بمؤسستهم إلى كبريات مدارس الموسيقى الكلاسيكية، بالاعتماد على طرائق ومناهج حديثة لتدريس النظرية والآلات من قبل أساتذة متخصصين من مختلف الأكاديميات الموسيقية في الجزائر. بدوره وجّه حبشي عماد، مؤسس وأمين عام لجمعية دار الفن للموسيقى الأندلسية رسالة إلى الجمعيات الناشطة في نفس المجال بالولاية على غرار مؤسسة نسيم الأندلس والنهضة ورحيق الأندلس إلى التفكير الجدي في تنظيم تظاهرات مشتركة، مبيّنا أنه هناك مدارس عدّة لهذا الفن الأصيل في مختلف المدن الجزائرية، تتميز كل منها بخصوصيات في النوبات والأداء والأزجال. وأوضح محدّثنا المختص في آلة الجيتار، أنّ جمعيتهم تتميّز ببرنامج خاص مستحدث يجمع بين التعليم الموسيقي والتدريب على الصوت والغناء، وكذا إقامة الحفلات والتبادلات بين الجمعيات في مختلف ولايات الوطن، ناهيك عن الخرجات السياحية الهادفة أساسا إلى الخروج من الإطار المغلق إلى فضاء أكثر انفتاح وشمولية. وبشأن الهدف من إنشاء هذه الجمعية، يقول حبشي عماد، صاحب ال 21 سنة «إن الاهتمام بالموسيقى الأندلسية الأصيلة يتزايد من قبل المواطنين، وخاصة عشاق الموسيقى وأولئك الشغوفين بسحر الأندلس وموسيقاها من الموشحات والصنائع، وكذلك سعيا لحمايتها والحفاظ عليها بشكلها التقليدي، وجعلها رافدا من روافد التواصل بين البشر، نظرا للدور الذي لعبته الموسيقى الكلاسيكية بالمغرب العربي فنيا وجماليا وروحيا ودينيا وثقافيا وعلميا.