تشكل تغطية البلديات الريفية بمداشرها والتجمعات السكانية الكبرى بالإنارة العمومية إحدى التحديات التي تواجه المنتخبين والسلطات المحلية ومديرية الطاقة والمناجم بولايتي الشلف وعين الدفلى، لما لها من أهمية في ظل مشاريع الإسكان وعودة النازحين وتهيئة المدن ضمن القطاع الحضري الذي تجري الأشغال به في عدة مواقع، حسب معاينة “الشعب” لمختلف الجهات والبلديات النائية التي تعتبر فيها الإنارة العمومية إحدى شروط الأمن والإستقرار التي تحدث عنها السكان بذات الجهات، وهو ما يفسر وجود نقائص ظلت تؤرق السكان. واقع هذا القطاع في ولاية الشلف والأموال التي رصدت الدولة لتغطية النقص المسجل هنا وهناك أصبح من يوميات السكان الذين لا يمكن إبعاد مسؤوليتهم في عمليات الإتلاف التي تسجل من حين الى آخر بعدة مواقع سكانية وهو ما يتطلب تدخلات تقريبا يوميا لإصلاح الأعطاب التي تسجل بالمدن أكثر من الأرياف. لكن يبقى حجم التصليح وتحيينه في وقته يختلف من المناطق الحضرية، الريفية، حسب أقوال السكان الذين عايناهم، كما هو الشأن بحي الثوار ببلدية أم الدروع. حي الثوار بأم الدروع، مآسي، وحالة اللا أمن وسط الظلام لم تشفع الظروف القاسية لسكان حي الثوار، الواقع بغرب بلدية أم الدروع وسط بساتين البرتقال، الذين استقروا منذ سنوات من تجرع المعاناة بسبب غياب الإنارة العمومية رغم وجود الأعمدة والتي كلفت أموالا طائلة بدون فائدة، يقول السكان، الذين تحدثوا الى “الشعب” بمرارة بعدما استبشروا خيرا وارتاحوا لوجود الجريدة بينهم لأول مرة، يقول محدثونا: “لم نر الصحافة تتفقد هذا الحي منذ استقرينا بهذه الناحية” يشير شيوخ المنطقة. هذا ما صرح لنا به هؤلاء المغبونين الذين تحدثوا عن غياب الإنارة العمومية وخاصة الظلام الذين يصارعونه كل ليلة، حيث يجد السكان أنفسهم مجبرين على دخول منازلهم رفقة أبنائهم بسبب الخوف، كون أن الحي معزول وتقل به الحركة، مما يجعل الهاجس الأمني مطروح بحدة. يحدث هذا أمام حالة انعدام النقل المدرسي للتلاميذ وأزمة الماء الخانقة التي يتخبط فيها هؤلاء في غياب المنتخبين المحليين لذات البلدية. لما كنا نتأهب لمغادرة الحي، علق أحدهم بقولهم: “نحن أحياء أموات، أبلغ رسالتنا”. 6 قرى ببلدية الشلف تتجرع نقائص الإنارة العمومية صور المعاناة لا تختلف في بلدية صغيرة عن منطقة عاصمة الولاية الشلف، حسب تصريحات السكان الغاضبة ومن طرف المتمدرسين والعمال، كما هو الحال بالنسبة للأستاذ الطيب والطالبتين ( ب . - س.) و(ح. - أ.) الذين تأسفوا للوضعية التي يوجد عليها حي الرملية والتجمع السكاني الموجود وسط البساتين المقابل للمنطقة المعروفة ب “التيارسي”، حيث صار النقص الكبير في الإنارة العمومية والأوحال، التي حرمتهم من فرحة العيد، حسب قولهم، إحدى المتاعب اليومية التي تواجههم، خاصة المتمدرسين منهم والأطفال الذين يشعرون بالعزلة في ظل الوضعية الحالية. تقول هاتان الطلبتان اللتان تدرسان في ثانوية “الشهيد شيهان علي” واللتان تناشدان رئيس البلدية بالتدخل لإنقاذهم من الوضعية الكارثية التي يتخبط فيها السكان. هذه الوضعية لا تختلف عن مناطق أخرى كالحباير وتقاقرة والأرض البيضاء والمنطقة المخاطرية والبرانسية التي تعرف نقائص في التغطية بالإنارة العمومية في عدة مواقع، منها ما تنعدم به الأعمدة والبعض الآخر غير موصول بالشبكة إطلاقا، يقول السكان وخاصة المتمدرسين منهم بالثانوية المذكورة. أما من جانب التجمعات السكانية، فلا زال النقص مسجلا وساهم فيه السكان أنفسهم من خلال عمليات الإتلاف التي تلحق بالمصابيح، وهي الحجج التي ترفعها المصالح البلدية المكلفة بعمليات الصيانة. لكن من جهة أخرى، فقد برمجت السلطات المحلية عدة عملية، كما هو الحال بحي الشارة الذي يعرف تهيئة شاملة بما فيها الإنارة العمومية بعدما شهدت الجهة عدة إعتداءات من طرف عصابات تحت طائلة الظلام الدامس. المعضلة التي طرحت في السنوات الأخيرة هي مسألة ضمان التغطية بشبكة الإنارة العمومية لهذه القرى والمنازل الخاصة بالنازحين بالمنطقتين، بعدما وافقت هذه العائلات على العودة والاستقرار بمناطقها الأصلية ضمن سياسة الدولة للتكفل بهذه الجهات التي عرفت تدهورا أمنيا خطيرا في السنوات المنصرمة. فمد الشبكة وسط هذه المناطق النائية والمتباعدة كلف خزينة الدولة الملايير كما هو الحال بالماين وتاشبة وتبركانين والعبادية، عين بويحي وبن علال والعامرة وبلعاص وبطحية والحسانية بئر ولد خليفة وواد الشرفة وغيرها من الجهات بتراب ولاية عين الدفلى. ومن جانب آخر، عملت السلطات الولائية بالشلف على توفير بعض شروط الإستقرار لهؤلاء النازحين بعدة مواقع كانت الى وقت قريب خالية من السكان، حيث مكنت الجهات المعنية هؤلاء الإستقرار بمساكنهم سواء القديمة بعد عمليات الترميم أو الجديدة ضمن برنامج الإعانات الريفية وضمن خطة التنمية المستدامة، التي أعلنها رئيس الجمهورية كحل لهذه الفئات، حيث تم ربط هذه القرى والمنازل المنعزلة بالإنارة العمومية، مع تدعيم الأحياء الأخرى الجديدة والقديمة بهذه المادة الضرورية، كما هو الحال بخصوص عمليتين على امتداد 39 كلم مس كل من حرشون وأولاد بن عبد القادر والأبيض مجاجة وأولاد عباس وبني راشد وواد الفضة التي مازلت بها الإنارة ضعيفة والزبوجة وأولاد فارس وأبو الحسن وتنس وغيرها من الجهات بالإضافة الى الصبحة والزبوجة بولاية الشلف. تقاعس البلديات للتكفل بالملف وتباطؤ المصالح المعنية ولدى وقوفنا الميداني على عدة مواقع، أكد لنا السكان أن الظاهرة وراء تقاعس المصالح البلدية لمراقبة الشبكة وتفقد حالها قبل استفحال الظاهرة، حسب تعليق السكان عن الوضعية، فتكليف رؤساء الأحياء والجمعيات من شأنه التخفيف من التخريب ورصد الشبكة الخاصة الموجودة بمناطق حساسة أمنيا أو تلك القريبة من المواقع الأمنية. ومن جهة أخرى، فإن تباطؤ مصالح سونالغاز في التدخل الفوري لإصلاح الأعطاب والخلل من شأنه امتصاص غضب السكان، كما تحدث بعضهم عن ضعف حجم المراكز الكهربائية التي لا تتحمل الضغط في حالة التوسع العمراني، لذا طالب السكان بهذه المواقع بإنشاء فرق متنقلة لمراقبة الوضع وردع كل التجاوزات التي تسجل من حين الى آخر، يقول السكان.