بالرغم من تأكيد والي ولاية عنابة توفيق مزهود عن تخصيص 02 مليار دج لتهيئة وإعادة الاعتبار لحي «الريم» ببلدية عنابة، إلا أن هذا الأخير ما يزال يعيش وضعية كارثية، حيث لا توجد أية مظاهر تنبئ بانطلاق أشغال التهيئة على مستواه، وتخليصه من جملة المشاكل التي يتخبط فيها. بات سكان حي الريم يتخوّفون من تكرار سيناريو السنة الماضية، والمعاناة التي تكبّدوها بسبب الفيضانات التي يشهدها وغرق العديد من المنازل، حيث يعيش الحي خلال هذه الفترة مشاكل جمة بسبب طرقاته المهترئة، والتي تتحول إلى برك وأوحال تحول حياة قاطنيه إلى معاناة سواء الراجلين أو أصحاب السيارات لصعوبة اجتياز هذه الطرقات. ويتساءل سكان الحي عن المبلغ المالي الهام الذي تم تخصيصه لهذا الحي بعد الزيارة الأخيرة للمسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي له، حيث طالب بضرورة حل مختلف المشاكل التنموية التي يعاني منها حي «الريم»، وإعادة الاعتبار له في أقرب وقت، مع العلم أن هذا الحي شهد فقط تسليم ملعب جواري وفضاء ترفيهي للأطفال. فما تزال القمامة منتشرة ببعض أرصفة الحي، حيث فضّل بعض السكان عدم استخدام الحاويات ورميها بالطرقات، مصورة منظرا تقشعر له الأبدان، ما أدى إلى تلوث المحيط وانتشار الناموس الذي بات يؤرق حياة القاطنين بهذا الحي، فبالرغم الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية للحد من الظاهرة، إلا أن الوضع الكارثي ما يزال على حاله إلى يومنا هذا في الوقت الذي يطالب فيه سكان «الريم» التدخل العاجل لمعالجة الوضع السائد، الذي يشوه المنظر الجمالي للمدينة. فقد أدى انتشار النفايات إلى تكاثر الكلاب الضالة، التي تقتات منها، وما زاد الطين بلة، الأبقار المتجولة بالحي دون أي رقابة والتي وجدت في هذه «المزابل» التي تعمل على تلويث البيئة والمحيط زادا لها، كما أن فضلاتها المنتشرة على الأرصفة والطرقات تشكل بدورها روائح كريهة ينفر منها كل من يسلك هذا الحي. وبالنسبة للطرقات والأرصفة بهذا الحي فحدّث ولا حرج، فهي مهترئة والحفر بها تشكل منظرا لا متناهيا، ما يجعلها تشكل بركا، لا سيما مع حلول فصل الشتاء وبمجرد سقوط قطرات من الأمطار، حيث يعيش السكان كارثة طبيعية مخلفة عائلات منكوبة تفترش العراء بعد أن غمرت المياه منازلها، وهو الأمر الذي يتطلب تحرك السلطات الولائية في أقرب الآجال، للنظر في أسباب عدم الانطلاق في تهيئة حي «الريم» الذي يستدعي التفاتة عاجلة، حتى لا تبقى وعود المسؤوليين بولاية عنابة مجرد حبر على ورق.