دعت الشاعرة والملحقة بمؤسسة فنون ثقافة فوزية لارادي إلى تظافر الجهود بين مختلف الفاعلين في الحقل الثقافي لأجل تقديم الأفضل لهذا الميدان، وتخصيص أشخاص أكفاء لتسيير الفضاءات الثقافية المتواجدة عبر مختلف ربوع الوطن، والتي تحضى باهتمام الدولة وبدعم مادي وجب تقول التفكير في كيفية استثمار هذه الأموال واستخدامها بطرق عقلانية لأجل النهوض بالقطاع الثقافي.. بداية كيف تقيم الشاعرة فوزية لارادي الواقع الثقافي في الجزائر في الوقت الراهن؟ في الحقيقة لا يمكن القول إن الواقع الثقافي في الجزائر في السنوات الأخيرة غير منتعش، بالعكس أرى أنه انتعش شيئا ما، خاصة من خلال بعض التظاهرات التي تحتفي بها الجزائر من وقت لأخر، حيث كانت فيما سبق عاصمة للثقافة العربية، واليوم تلمسان هي عاصمة للثقافة الإسلامية. لكن في كل الأحوال يجب أن لا تكون الساحة الثقافية مناسباتية، إذ يجب أن تكون هناك نشاطات متنوعة، وأقول هنا إن هذه النشاطات موجودة عبر الوطن، لدرجة أننا لا نستطيع أن نتابعها كلها، فمثلا نسمع عن مهرجان للأغنية أو الموسيقى في الصحراء، ملتقيات سنوية حول المسرح والسينما، إضافة إلى ذلك أرى أن النشاطات الثقافية في بعض المؤسسات كجمعية الجاحظية ومؤسسة فنون وثقافة دائما في الموعد، إذ أن هناك حركية متواصلة، كما أن إتحاد الكتاب الجزائريين سيعود عن قريب إلى الساحة الثقافية. الحركة موجودة، الأدباء موجودون من خلال المعارض التي تحتضنها الجزائر، مثل صالون الكتاب، والذي يعتبر بمثابة حفل ثقافي لأنه يسمح لنا للالتقاء بأكبر الأسماء الجزائرية، والتواصل مع الشباب ممن صدرت لهم مؤلفات جديدة، إلى جانب الالتقاء بالناشرين باعتبارهم عنصرا مهما في الساحة الثقافية. الديوان الوطني للثقافة والإعلام أيضا متواجد ويقدم عديد النشاطات على مدار السنة، وبالرغم من ذلك أقول إنه بإمكاننا تقديم أكثر من ذلك، فالنشاطات الثقافية مهمة بطبيعة الحال، وجميل أن نرى نساء ورجالا ينشطون في مختلف المجالات، ونحتك بهم من وقت لآخر. لذلك علينا أن نفكر في المستقبل من خلال خلق فضاءات للشباب هذه الفئة التي تزخر بها الجزائر تمتلك مواهب عديدة وفي مختلف الميادين، وأنا أقول ذلك عن دراية ومعرفة من خلال احتكاكي الدائم بهم، حيث أن كل واحد منهم يقترح لي أمرا معينا، وهنا أريد أن أشير إلى أمر مهم وهو ضرورة بقاء المراكز الثقافية مفتوحة على الأقل إلى الثامنة مساء، وقد سمعت أنه سيتم النظر في هذه المسألة من أجل تجسيدها. فهذه الفضاءات والمواهب التي سيتم اكتشافها يجب أن تجد غدا أجمل من اليوم لذلك علينا تأطيرها والاهتمام بها، اليوم نسمع عن أسماء جديدة في مختلف الميادين، إضافة إلى تواجد الأسماء الكبيرة التي تعودنا عليها، في الميدان الأدبي وحتى في الجانب الموسيقي هناك حركية على مستوى الوطن، حيث نسمع عن مهرجان المالوف في قسنطينة، الأغنية الدينية، فعندما نقوم بحوصلة نرى أن هناك نشاطات في مختلف ربوع الوطن، يعني الحياة الثقافية ليست ميتة، والوزارة الآن تعمل على مواكبة الكثير من النشاطات، وتقدم دعما ماديا كبيرا لأجل التظاهرات والنشاطات وطبع كتب جديدة، وكلها من أموال الدولة، وفي آخر المطاف هي أموال الجزائريين، فقط علينا من وقت لآخر خلق أشياء تبقى مستقبلا، على سبيل المثال بناء مسارح، فلماذا نحوز على مسرح واحد فقط وفي أكبر المدن دون غيرها، فالأغلفة المالية التي تمنح لنا بإمكاننا أن نجسد بها أشياء آنية حتى نشجع وننشط الحركة الثقافية، ونطور تراثنا، فأنا من الأشخاص الذين يهتمون كثيرا بهذا الجانب الذي يمثل ملامحنا، حيث تتجلى به هويتنا خارج الوطن، ونبرز لهم أننا لم نأت من العدم فلدينا تاريخ وثقافة، وأشعر حاليا أنه أضحى هناك اهتمام بالتراث، حيث بدأت الوزارة تهتم به من خلال المؤلفات التي تصدر والملتقيات التي تنظم، لكن في نفس الوقت يجب أن نفكر أنه يجب أن تكون هناك مؤسسات، بمعنى خلق مسارح، دور سينما تلعب دورا ثقافيا من خلال مثلا مشاهدة العروض ومناقشتها. نحن من خلال نشاطاتنا الأسبوعية نقدم أسماء كبيرة، حيث نفتح المجال للاحتكاك بهم والتعرف عليهم أكثر من خلال الحديث عن تجربتهم وتبادل الخبرات مع مختلف الفئات، والتي بإمكانها مساعدة الشباب المبدع في بداية طريقه، وفي نفس الوقت يكون من ضيوفنا فئة الشباب حتى نخلق فيهم الثقة بالنفس، ونؤكد لهم أنهم بإمكانهم تقديم الكثير، فجمال الجزائر وصحتها في شبابها، وإذا لم يجدوا الاهتمام سيسعون إلى تفريغ مواهبهم خارج الوطن، لذلك يجب أن نقدم لهم الفضاء المناسب، ونحن لا نعاني من عدم توفر هذه الفضاءات، لكننا نعاني من طريقة تسييرها، فمثلا لدينا مركز ثقافي أو مؤسسة تساهم الدولة في تمويلها وتقدم الكثير خدمة للثقافة الجزائرية، فكيف نغلق هذه المراكز الثقافية على الساعة الخامسة مساء، هذا يعني أننا نمنع الشباب من الدراسة والعمل، وبالتالي كيف له أن يلتحق بالمركز الثقافي. حتى نحس أننا في بلد حر يجب أن توفر لنا أساليب العمل، ومنها التوقيت، إذا يجب أن نفكر كيف نسير فضاءاتنا الثقافية الكبيرة والصغيرة، ونتركها في متناول المبدعين، حتى يؤمنون بأنفسهم وبالتالي علينا تحسيسهم بأن هذه الفضاءات ملكا لهم، وهو أمر مهم لأنه ولا مسؤول على رأس هيئة ثقافية يعمل في فضاء خاص به، وكل من يكون مسؤولا عليه أن يضع في حسبانه أنه في خدمة الجزائريين، وليس العكس فهذه الفضاءات وجدت أساسا لأجله. النشاط الثقافي يجب أن يكون دائما حيويا، مفتوحا على الجمالية ولشبابنا، لكن دون أن ننسى تقديم النقد الأدبي والفني البناء، من باب النصيحة لفائدة الشباب لتقديم الأفضل لهم، وخلق الاحتكاك فيما بيننا، وذلك لن يكون إلا بخلق فضاءات مفتوحة وفي مختلف الأماكن، حتى يتسنى للأسماء الكبيرة في عالم الفن والأدب الجلوس إلى جانب الشباب في أي مكان والتحاور معهم. وحتى يكون لنا مجال ثقافي دائم أيضا، علينا التفكير مع بعضنا البعض، للتشاور فيما يخص الثقافة الجزائرية، ونضع اقتراحات، وكل واحد منا عليه أن يشتغل مع أناسه، حتى يحس صاحب الحي أن ذلك المركز ملك له. فالثقافة ليست كلمة وليست مجرد أمسيات أو محاضرات، أو طفل يتيم بحاجة إلى أمسية غنائية، فلدينا كل الإمكانيات والقدرات ليكون غد أجمل، يجب أن نفكر كيف يمكن تسيير أمورنا حتى نقدم الأفضل. من جهة أخرى المدرسة تلعب دورا كبير في تنشيط الحركة الثقافية من خلال الأنشطة التي تقدمها، فالطفل يجب أن نخلق فيه حب الثقافة، التي تمنحة بدورها أشياء كثيرة كمواجهة الناس، وبالتالي سيكون هو رجل الغد الذي سيعمل ويُسيّر مستقبلا. الثقافة الجزائرية يجب أن تكون أعمق من أن تكون مجرد سهرات واحتفالات، حتى تعطينا نتائج للغد، فهي تمثل جزء من حياتنا، وأريد أن أشير هنا إلى تظاهرة “قراءة في احتفال” التي أعجبتني كثيرا لما تحمله من فوائد، حيث تعلم الطفل كيف يسمع ويحترم الكبير، وبالتالي هي لبنات نضعها للمستقبل. قي سياق كلامكم أكدتم أنه بإمكانكم إعطاء الثقافة الجزائرية أكثر مما يقدم لها حاليا، من خلال فتح فضاءات جديدة، ما الذي يقف عائقا أمام تجسيد طموحكم؟ لا.. الفضاءات موجودة وكثيرة، لكن هناك مثلا اثنين من عشرين فضاء ينشطون بصفة دائمة، كالجاحظية، الديوان الوطني للثقافة والإعلام ومؤسسة فنون وثقافة لكن ذلك غير كاف، مثلا كم من قاعة سينما مغلقة، علينا استرجاع مكانة هذه الأخيرة من خلال عرض أفلام، على الأقل كل 15 يوم نقوم بعرض فيلم ومناقشته. وهنا لا ألوم شخصا أو آخرا فهو عمل يتطلب تظافر الجميع، وعلى القائمين على رأس المؤسسات الثقافية الصغيرة أو الكبيرة التعاون مع المحيطين بهم، أكررها لك مرة أخرى يجب فتح هذه الفضاءات على الأقل إلى الثامنة مساء للشباب حتى يشعروا بأن لهم فضاء للتحاور وتبادل الآراء. كل واحد منا مهما كان مستواه عليه أن يخدم ثقافتنا بدء من الأسماء الكبيرة التي بإمكانها الاهتمام بمن هم في بداية طريقهم. علينا أن نعرف كيف نسير هاته الفضاءات، ونقنن أمورنا، فالثقافة ليست معادلة حسابية، يجب أن نوفر نوادي ومقاهي أدبية حتى نسمح للجميع بالالتقاء مع فنان أو أديب، فالثقافة ليس مجرد تظاهرات ضخمة، وإنما يجب أن نجعلها حياتية ودائمة. إذا كانت مؤسسه فنون وثقافة تبذل جهودا لإحياء الثقافة في الجزائر، والجاحظية تشتغل دون انقطاع، وبالمقابل هناك مراكز وفضاءات تكاد تنعدم فيها النشاطات، ألا ترون أن ذلك قد يعود بالضرر على مجهوداتكم، وبالتالي إحداث القطيعة بينكم وبين الجمهور وهو ما يلاحظ في الوقت الراهن؟ الحياة عموما صعبة والكثيرون أصبحت لهم خيارات أخرى، لكن لا يمكن أن نجعل الشعب الجزائري بأكمله يهتم بالثقافة، وهذا في كل بلدان العالم وليس في الجزائر فقط، فمثلا هناك من يريد الاستماع إلى الموسيقى في بيته، أما من هم في عالم الأدب، فيجب أن يكون لديهم اهتمام بالثقافة، لا يمكن العمل على تحويل الشعب الجزائري بأكمله إلى مثقف أي مكواكبته للحركة الثقافية، لأنه بإمكان أي شخص أن يكون مثقفا في بيته من خلال الإطلاع ومتابعة الأحداث. علينا أن نكون في خدمة الجمهور بالدرجة الأولى. علينا أن نعيد النظر في المراكز الثقافية وإعادة برمجتها، وكيف يجد الزوار راحتهم، وعندما يدخل هذا المكان يشعر بأنه ملكه، مثلا الدولة تقول إننا وضعنا فضاءات بين أيدي الشباب، فكيف إذن نوصد الأبواب في وجوههم، على مدراء الثقافة والمسؤولين أن يستوعبوا أنهم يتعاملون مع فئة حساسة، من فنانين وأدباء، وبالتالي عليهم أن يتقنوا التعامل معهم. وبهذا أقول إن الحركة الثقافية في الجزائر بخير هناك نشاطات في مختلف ربوع الوطن من الشمال إلى الجنوب، هناك فضاءات تتطلب من هم أجدر بتسييرها، وأن يكونوا على دراية بهذا المبدع ومن هم الشاب، وكيف نكون في خدمة الآخر، وليس العكس، ولدينا مقابلا نتيجة هذا الاهتمام، وبالتالي من لا يريد أن يسير على هذا النهج عليه أن يتوجه إلى ميدان آخر. العديد من الفنانين والمثقفين والمهتمين بالثقافة الجزائرية يدعون إلى استثمار حقيقي في ميدان الثقافة، ودعوا إلى التفكير في أساليب بلورة مشروع ثقافي هل هو فعلا ما تحتاجه الثقافة في الجزائر، وإلى أي مدى يمكن تجسيد هذا التصور؟ أي فكرة إذا فكر فيها أهلها بجدية يمكن تجسيدها، فمن السهل أن نقترح أفكارا ونتركها فمن سيبلورها؟ وبالتالي لا يمكن أن نجسد أفكارا هكذا في رمشة عين، نتمنى من رجال الأعمال الاستثمار في الفضاءات الثقافية، أعيب على من يقول لي أن بلدا أوروبيا يتوفر على أمر لا تملكه الجزائر، لا يمكننا المقارنة مع بلد يتواجد منذ 500 سنة، فنحن نتواجد منذ 1962 فقط، صحيح في البداية الأمور صعبة، لكن هذا لا يعني أن نتوقف عند ذلك فأنا مجرد إنسان، يجب أن نتعاون في أي فكرة كانت، إضافة إلى التأطير، لدينا اتحادات أو مجموعة أصدقاء نجتمع ونقترح مشاريعنا ونقدمها إلى الوزارة أو الخواص أو أشخاص آخرين تتماشى مشاريعنا معهم. أي فكرة تتطلب الجدية وأشخاص يؤمنون بها لتحقيقها على أرض الواقع، فكل من يعمل بهذه الطريقة سيأتي بنتيجة، وبالتالي ليس علينا أن ننتظر الدولة فقط، بالرغم من أنها تمنحنا ما نريده وأكثر، خاصة من الناحية المادية، لكن علينا نحن المسؤولون أن نفكر كيف نستثمر هذه الأموال كما يجب، وبرمجة أعمالنا، وندرس الآخر الذي نتعامل معه، علينا فقط أن نجسد ما نرغب فيه ونجد من يؤمن بها. علينا أن نحب الثقافة، حتى وإن كانت متعبة وبعدها نتعرف إلى أشخاص رائعين، الوسائل اليوم أصبحت متاحة خاصة وسائل الاتصال أو عبر الانترنيت، حيت نتحدث قليلا إلى رجال الثقافة ونتشاور حول فكرة أو مشروع ما ثم نرسل اقتراحاتنا إلى البلدية التي نقطن بها باعتبارها الخلية الأولى ومن أصل الحركية، فنقترح عليها المشروع، وإذا واجهنا رئيس البلدية بالرفض علينا معرفة أسباب ذلك، وإن كان هناك قانون يمنع ذلك نعمل على تغييره ليكون لصالحنا، فعلينا نحن المثقفون الدفاع عن حقوقنا. يجب أن تكون الحياة الثقافية عبارة عن ريتم يومي لا يتوقف، حتى يتشبع به أبنائنا ويعرفون أهمية الثقافة، فالثقافة تراث، بصمات، فن تشكيلي، ألوان.. كل هذه الأمور يجب أن نعلمها لأبنائنا الصغار وحين يكبرون نترك لكل واحد منهم خياره في هذه الحياة، علينا أن نطالب كمواطنين بهذه الفضاءات التي هي ملكنا، وكل من يعمل في هذه المؤسسات هو في خدمة الثقافة والمواطن عموما. ما الذي قدمته فوزية لارادي كملحقة ثقافية بمؤسسة فنون وثقافة؟ منذ 10 سنوات وأن أعمل بمؤسسة فنون وثقافة، ولم تتوقف نشاطاتنا لحظة، إلا في وقت العطل أو فصل الصيف، عملنا كمؤسسة على إثراء الثقافة الجوارية لما لها من أهمية، حيث نتوفر على “ميدياتيك” في مختلف أنحاء العاصمة، لدينا فضاءات للأطفال، وكما قلت لك مهم جدا أن يتعلم الأطفال ويمارسون الموسيقى والهويات التي يرغبون فيها، لدينا فضاءات خاصة بالموسيقى، كما أنني أهتم شخصيا بمسابقتين إحداها خاصة بالقصة القصيرة والثانية عن الكلمة المعبرة، وهذا ما فتح الأبواب للكثير من الأسماء، ومنهم من كانت بداياتهم من خلال هذه المسابقات، وأصبحوا يتواجدون في الساحة الثقافية. إذا أنا كملحقة على تواصل دائم مع الأشخاص الذين أتعامل معهم، وذلك شرف لي ليس لأنه واجب وفقط، وإنما يسمح لي الاحتكاك بمختلف الفئات من شباب وشيوخ في المجال العلمي والثقافي، لنتبادل الآراء والأفكار، يجب أن نكون مجموعة لنتمكن من العمل، كما أن الإعلام له دور كبير في خدمة الثقافة، وأرى أنه مواكب لمستجدات الساحة الثقافية، فكلها حلقات وكل له دور يلعبه، فالدولة خصصت فضاءات والمؤطر له دوره إلى جانب الشباب والناقد كذلك.. ونتمنى أن نصل إلى تحقيق نتيجة فلدينا بلد رائع غني، وبالتالي علينا المحافظة على الثراء الحقيقي وهو الإنسان، إذ علينا أن نمنحه ما يريده. وكشاعرة؟ كشاعرة قدمت “خيط الروح”، ولدي مسرحية انتهيت من كتابتها مؤخرا، وعندي أيضا في رصيدي مسرحية أنتجها المسرح الوطني الجزائري إلى جانب الوزارة في 2007 “السطح والنجوم والحروف ساهرة”، وستصدر قريبا في كتاب، لأنها تراثية، أردت أن تبقى في المكتبة لمدة مائة سنة كورقة من أوراق التاريخ التراثي، يمكن أن يعود إليها أي شخص ويجسدها عبر المسرح بطريقته ومخيلته، لذا أقول أن تدوين التاريخ من الأشياء المهمة، وعندي “صور من القصبة” يحمل العادات والتقاليد والبوقالات والأمثال الشعبية وسأصدر عن قريب “صور من القصبة 2”. السنة الجارية قاربت على الانتهاء، فهل هناك إستراتيجية أو مشروع تريد بعثه فوزية لارادي مطلع السنة القادمة؟ تحدث مؤخرا مع مجموعة من الأساتذة من بينهم عبد الحميد بورايو على أن نفكر في إطار نشاطاتنا في سبل جديدة للنهوض أكثر بثقافتنا، على سبيل المثال في مجال تقديم كتاب، لجلب المتلقي، فكما قلت يجب أن يكون هناك تعاون لأجل تنفيذ ذلك. كلمة أخيرة؟ نتمنى أن تكون الجزائر في تقدم مستمر، وعلى كل مسؤول أن يكون على قدر ما أوكل له من مهام، كلنا نعرف أن المسؤولية تكليف وليست تشريف، كما علينا أن ننزل إلى الميدان فما هو موجود في الورق غير ما هو موجود على الساحة، وعليه أن يشتغل جيدا على موضوعه، ويؤمن بأنه ليس لدينا بلد آخر غير الجزائر، وأقول دائما إننا قادرون على تقديم الأفضل، لدينا مبدعين، ونحن نلاحظ اليوم كيف يبرز شبابنا ونسائنا في غير بلدهم، بإمكاننا تقديم أفضل منهم، من خلال العمل بجدية ونؤمن بما نقدمه لأن الغد بين أيدينا.