تعرض أحد المواطنين إلى أزمة قلبية حادة، نقل على جناح السرعة ليلا، إلى أحد مستشفيات العاصمة (بني مسوس)، وكانت المفاجأة أن رفض استقبال المريض بدعوى عدم وجود سرير له، وكان في حالة ضيق تنفس شديد، وطلب من ذويه البحث عن مستشفى آخر لاستقباله. غير أن المفاجأة الأخرى الكبرى، كانت عندما قصد ذوو المريض المستشفى الأقرب، وهو مصطفى باشا، للبحث عن مكان له، فوجدوه مغلقا وكأنه محل تجاري يغلق ليلا، حيث وكما يبدو كان الجميع يغط في النوم أو رفضوا فتح الباب بدعوى الإزعاج أو ما شابه ذلك. بكل تأكيد، هذه ليست إلا عينة عما يجري في العديد من المستشفيات الوطنية، والمعاناة اليومية التي يواجهها المرضى في كل مراحل التداوي، ولعل أقبح مشكل يمكن أن يواجهه المريض هو رفض استقباله، خاصة إذا كانت الحالة خطيرة وتتطلب تكفلا استعجاليا. ليست هذه المرة الأولى التي توصد فيها أبواب المستشفيات في وجه الحالات المستعجلة تحت ذريعة عدم وجود أسرة كافية، وكأن الأمر يتعلق بقاعة للسينما عندما تباع كل التذاكر تغلق القاعة في وجه الوافدين الجدد. هذه مأساة حقيقية لا يمكن تقبلها مهما كانت المبررات، فيضطر المريض إلى التنقل عبر المستشفيات الأخرى بحثا عن سرير يأويه قبل أن يبث الطاقم الطبي في حالته المعرضة للتدهور في عملية البحث عن مكان له في أحد المستشفيات. ما يحدث في مستشفياتنا هو استخفاف بأرواح المرضى، ومن العار على القائمين على القطاع الصحي استمرار التذرع بحجج خارج المنطق أو الإنسانية، فهل يعقل وصد أبواب المستشفى أمام المرضى، خاصة في عطلة الأسبوع أو ليلا. أسئلة من هذا النوع تطرح على وزير القطاع الذي تقع عليه مسؤولية ضمان إسعاف المرضى من قبل المؤسسات الإستشفائية العمومية في كل الأوقات.