بعد المباراة التي أجراها المنتخب الوطني أمام نظيره الكولومبي اتصلنا باللاعب الدولي السابق «رضا ماتام» الذي تحدث لنا عن هذه المحطة في هذا الحوار : - «الشعب» : أولا تعليقك على الفوز التاريخي والآداء القوي للتشكيلة الوطنية ضد كولومبيا، خصوصا بعد الانتقادات التي طالت الخضر بعد لقاء ج.الكونغو الديمقراطية ؟ رضا ماتام: أعتقد بأن معطيات المواجهتين تختلف تماما، الناخب الوطني يقوم بعملية التنقيب والبحث عن بدلاء التشكيلة المثالية التي خاضت لقاء كولومبيا، لكن في هذه المرة يبحث عن بدلاء بنفس مستوى اللاعبين الأساسيين، خلال بطولة كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر تأكدنا بأن الفريق الذي خاض أول لقاء ضد كينيا هو الفريق الأمثل للخضر وخلال «الكان» كنا نعرف التغيرات التي سيقوم بها «بلماضي» ومن سيعوض ذلك اللاعب الأساسي، الآن نحن أبطال إفريقيا لدينا فريق وطني متكامل على كل الخطوط ويلعب بعزيمة وبخطة (4 – 1 – 4 – 1) وهي خطة يجيدها رفقاء «بلعمري»، هي خطة حديثة وعصرية لأنها تحتوي على تنويع في اللعب الدفاعي والهجومي وحتى طريقة الهجوم فيها الكثير من التنويع بكرات طويلة ونصف طويلة وهذا ما أصبحنا نجني ثماره، كما أننا أصبحنا نسجل أهداف مبكرة وكثيرة منذ كأس أمم إفريقيا إلى غاية اليوم، ولذا مباراة الكونغو تختلف على مباراة كولومبيا. - الخضر بلغوا 16 مباراة دون هزيمة، وخلال 19 مباراة كاملة تحت قيادة «بلماضي» انهزمنا في مباراة وحيدة بالبنين؟ الآن لا مجال للمقارنة مع الماضي، اليوم كسبنا فريقا وطنيا قويا والناخب الوطني يعي ما يقوم به، هذا المنتخب يغلق المنافذ ولاعبينا يلعبون جنبا إلى جنب، وهو الأمر الذي يجعل الخصوم مرتبكة وهو ما لاحظناه بعد الهدف الأول للمنتخب ضد كولومبيا بعد تمريرة «محرز» ناحية «بونجاح» الذي قذف بطريقة رائعة في الزاوية البعيدة وأسكنها في الشباك، وكل هذه الأمور مصنوعة ومرتبة خلال تربصات الخضر، والمنتخب استفاد كثيرا لما بقي أكثر من شهر معا قبل وخلال نهائيات أمم إفريقيا، لأنه في كل مباراة كان يظهر بوجه أقوى وذلك يتواصل إلى اليوم، ولهذا الأمر بالذات منع «بلماضي» تلفزة اللقاءات الودية للمنتخب الوطني في تربص قطر حتى لا يظهر طريقة لعبه للخصوم، والحمد لله اللاعبين اندمجوا وباتوا يتقنون هذه الخطة جيدا. - في العديد من الحوارات التي قمنا بها معك، كنت تُلّح على ضرورة اللعب في أدغال إفريقيا ومع المنتخبات المتواجدة بالقارة السمراء، وهو ما حدث خلال تربص قطر وتربص شهر سبتمبر، وخلال هذا التربص الذي واجهنا فيه الكونغو وبعدها كولومبيا ؟ الناخب الوطني فهم بأن مشكلتنا تكمن أيضا في عدم لعب الكثير من المباريات الودية ضد المنتخبات الإفريقية، وهو ما قام به منذ وصوله، حيث لعبنا التصفيات وبعدها خلال تربص قطر واجهنا منتخبي بورندي ومالي، وبعد تتويجنا بأمم إفريقيا لم يلعب ضد منتخبات عالمية مباشرة، لأن أول استحقاق ينتظرنا هو التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2021 بالكاميرون الشهر المقبل، لذا واجهنا منتخب البنين القوي وبعد الكونغو خلال هذا التربص ليقرر «بلماضي» مواجهة المنتخب الكولومبي المونديالي الذي يملك نفس الخصوصيات الإفريقية، المنتخب الكولومبي يلعب بقوة وخشونة كبيرة وتدخلاته البدنية كبيرة، كما يملك العديد من الفرديات المميزة، وهو ما جعل الناخب الوطني يفضل أن يجري مباراة ودية ضد كولومبيا، الآن الخضر كسبوا احترام كل المنتخبات العالمية بدليل ما قرأناه في الصحافة العالمية، وكل المنتخبات الكبيرة ستطلب مواجهة المنتخب الوطني وديا إن شاء الله. - في ظل تواصل سلسلة النتائج الإيجابية، هل تعتقد بأن المنتخب الوطني سيضمن التأهل إلى «كان» الكاميرون مبكرا ؟ بدون شك سلسلة النتائج الإيجابية التي يتواجد فيها المنتخب ستخدم الطاقم الفني خلال التصفيات، وبهذا المستوى سنضمن التأهل إلى كأس أمم إفريقيا بالكاميرون، لكن كما أكّده الناخب الوطني ما زال أمامه عمل كبير حتى يبلغ المستوى والأداء الذي يبحث عنه، حين قال بأن هدفي أن أكون في المستوى مع كل المنتخبات، ولذا ألّح في الندوة الصحفية التي أعقبت مباراة الكونغو على ضرورة العمل والاستقرار، نحن في الجزائر عوّدنا أصحاب البزنسة على الجديد، لكن «بلماضي» مدرب محترف والاحتراف يقضي بضرورة الاستقرار في العمل لسنوات لحصد النتائج، وخير دليل على ما أقول كل المنتخبات العالمية تعمل بهذا المنطق على غرار المنتخب الألماني والفرنسي والإسباني، الذين كسبوا عدة كؤوس أوروبية وعالمية نتيجة الاستقرار في مختلف الطواقم والتعداد وخطة اللعب التي تصبح هوية خاصة بأي منتخب وهو ما نسير فيه، يجب أن نصبر أكثر على هذا المنتخب، لأننا في المباريات الأخيرة بدأنا نشاهد تفاهما كبيرا بين الثنائي (محرز وعطال) وهو ما لم يكن في السابق، وهذا راجع إلى الانسجام الذي يغيب عن فرقنا حاليا، في السابق الفرق التي كانت تجني الألقاب لسنوات كانت الفرق التي تملك استقرارا في النادي، ما كان يجعلهم يقدمون عروضا راقية ونسوجا كروية مميزة، وبعدما فرض «بلماضي» عقلية الاستقرار الأمور أصبحت جد صعبة على أي لاعب ليندمج في المجموعة ويكون حتى لاعبا احتياطيا. - «محرز» من مباراة إلى أخرى يفجر طاقاته مع المنتخب، الآن بلغ الهدف رقم 15 مع الخضر والسابع له منذ مجيئ «بلماضي» ؟ «بلماضي» كان صريحا مع «محرز» وحمله مسؤولية المنتخب الوطني بشارة القيادة، وضع فيه ثقة كبيرة وعمل معه على الجانب النفسي وعندما تحرر الآن نشاهد «محرز» ليستر سيتي، وحتى عودته باللقب القاري إلى الجزائر جعلت منه لاعبا آخر في فريقه مانشيستر سيتي وهو التصريح الذي أدلى به «غوارديولا»، «محرز» نضج كثيرا بعد التتويج بكأس أمم إفريقيا، ضف إلى ذلك عندما يكون المدرب عادلا مع لاعبيه ويلعب الأفضل كل الأمور تسير على ما يرام، من كان يتوقع أن يجلس «براهيمي» على دكة البدلاء هو الذي لم يكن يتقبل الخروج في العشر دقائق الأخيرة، وأصبح يلعب 10 دقائق وهو سعيد. - «سليماني» يقترب من تحطيم رقم «تاسفاوت» في عدد الأهداف وهو في سن 31 عاما ؟ «سليماني» قيمة ثابتة رفقة «بونجاح» مهاجمان يمكن حتى توظيفهما معا إذا لعبنا بخطة (4 – 4 – 2)، «سليماني» يؤدي في بداية موسم رائعة وارتقى بهذا الفريق الذي كان في بداية الموسم في ذيل الترتيب، واختير أفضل لاعب في موناكو والليغ 1، وبإمكانه تقديم مباريات كبيرة وتسجيل أهداف أخرى مع المنتخب نظرا لانضباطه الكبير، وثقة «بلماضي» جعلته يعود للتسجيل ضد تانزانيا في أمم إفريقيا ويقدم كرتين حاسمتين، كما سجل ضد البنين وأمام ج.الكونغو الديمقراطية في مواجهتين متتاليتين، هذا هو الفريق يتكون من مجموعة ونقطة قوة أي مجموعة هو دكة احتياطها. - الناخب الوطني استدعى «بن عيادة» في التربص الماضي وخلال هذا التربص استدعى «حساني» لإيجاد خليفة «زفان» الذي يتواجد دون فريق ؟ بالنسبة لي بديل «عطال» هو اللاعب «زفان» دون منازع ولا يمكن خلافته في الوقت الحاضر، لاعب منضبط تكتيكيا يطبق التعليمات قوي بدنيا يلعب جيدا من الناحية الدفاعية والهجومية، وخلف «عطال» بامتياز في كأس أمم إفريقيا بعد إصابته، والإحصائيات التي خرجت بعد مباريات الخضر نصبته من بين أفضل اللاعبين في المنتخب، غريب أن يكون لاعب بمستوى «زفان» دون فريق.