بلغ عدد مرضى القصور الكلوي في الجزائر 1000 مصاب سنويا يصلون إلى المرحلة المتأخرة من الداء مسجلة 30 حالة جديدة سنويا لكل مليون ساكن حسب نتائج معطيات دراسة ايبستيمولوجية لسنة 2010. وأكد رئيس الجمعية الوطنية لامراض الكلى حدوم فريد امس خلال الملتقى الوطني 19 لأمراض الكلى المنظم بمصلحة الاستعجالات للمستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة والذي غطته »الشعب« أن عدد المرضى الذين يخضعون للغسيل الكلوي لسنة 2011 قدر ب92 بالمائة من اصل 15200 مريض بالجزائر و3 بالمائة منهم يستفيدون من الغسيل البيرتوني، في حين لا تتجاوز نسبة الزرع 5 بالمائة. وقيم فريد حدوم وضعية زرع الكلى في الجزائر مؤكدا ان العملية تعرف انخفاضا ملحوظا في السنوات الأخيرة مقارنة بالفارطة بحيث سجل عدد الاشخاص الذين خضعوا للزرع مؤخرا أقل من 100 حالة في حين قدر عدد الحالات بفرنسا ب3 الاف وهو ما يؤكد على وجود نقص في التكفل الصحي الجيد بالمصابين بالداء. وشدد نفس المتحدث، على ضرورة التوزيع العادل للطرق العلاجية لمرض القصور الكلوي المتمثلة في التصفية والزرع موضحا بأنه من المفروض ان يتصدرها زرع الكلى ب50 بالمائة كونه يضمن نوعية حياة جيدة للمريض إلى جانب عدم تكلفته المرتفعة والمقدرة ب450 ألف دج خاصة بالأدوية والمتابعة يليه الغسيل الكلوي ب30 بالمائة مع كونه الاكثر تكلفة بحيث حدد ب2 مليون دج للمريض سنويا. وأكد رئيس الجمعية على وجود إشكال في عملية التكفل الصحي بهؤلاء المرضى واختيار طريقة العلاج بين غسيل كلوي أو زرع سيما وأن العملية الاولى تكلف الاقتصاد الوطني اموالا كثيرة إلى جانب نقص الوقاية من الداء أو على الأقل تأخير ظهوره. وأجمع الأطباء المختصون في نفس الملتقى الذي سجل حضورا مكثفا من ممارسين قدموا من مختلف جهات الوطن أن مرضى القصور الكلوي في الجزائر يعيشون معاناة كبيرة في ظل تسجيل تراجع في عملية زرع الكلى التي تعد حسبهم الطريقة المثلى لعلاج هذا الداء. وعرض الاطباء على الحضور واقع هذا الداء في الجزائر وأنواع علاج القصور الكلوي بهدف تنوير فئة الشباب المختصين في هذا النوع من الأمراض وتحديد التوجهات المستقبلية من أجل تطوير منسجم وعقلاني لما يقدم من علاج، مشددين على ضرورة الوقاية من مصدر امراض الكلى التي تتمثل على حد قولهم في الإصابة بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي. من جهته، أفاد رئيس اتحاد الاطباء الجزائريين الدكتور خالد السعيد في تصريح ل»الشعب« بعين المكان أن التعفن البولي لايعد سببا رئيسيا للاصابة بالقصور الكلوي وانما تكمن العوامل الاساسية التي تؤدي الى الاصابة بهذا المرض في داء السكري وارتفاع الضغط الدموي. وبالنسبة لمخاطر اللامبالاة في الوقاية والتكفل بداء السكري وارتفاع الضغط الدموي شدد خالد على ضرورة اخد هذه الأخيرة بعين الاعتبار لأنها تشكل خطرا كبيرا على المريض وتسبب بنسبة عالية في الاصابة بالقصور الكلوي موضحا انها تسمى بالأمراض الصامتة بحيث تتطور بصمت فتمس اعضاء كثيرة في الجسم كالعينين والكليتين والشرايين والكبد مضيفا ان تاخير ظهور الداء من الاهداف التي يعمل من اجلها المختصون في المجال. وفيما يخص الطريقة الانجع للعلاج من القصور الكلوي قال الدكتور خالد أن الوسيلة المثلى للتكفل بالمصابين بهذا الداء الخطير هو نقل وزرع الاعضاء لا غير مؤكدا ان المرضى في الجزائر يعيشون معاناة كبيرة ويتجرع اغلبيتهم مرارة الألم بسبب آلة التصفية التي تقام للمريض 3 مرات في الاسبوع فتصبح حياته مقيدة بهذا العلاج المستمر. وانتقد نفس المتحدث، القوانين الجزائرية التي تمنع ولا تسمح لأي شخص بالتبرع بأعضائه لغير أقاربه من الأب والأم والإخوة داعيا السلطات المعنية إلى إعادة النظر في هذا التشريع مشيرا بأن المرضى يعيشون معاناة كبيرة ويموتون سنويا. ويبقى مشكل الاكتظاظ حسب تصريحات المختصين وممثلي الجمعيات مطروح بمراكز التصفية التي تحصيها الجزائر والمقدرة ب300 مطالبين بفتح عدد اكبر منها خاصة وأن العدد الحالي لايتجاوز ال10 اقسام على مستوى الوطن إلى جانب 20 مركز خاص بالغسيل البيريتوني وزرع 100 كلية فقط.