قرر وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، محمد ميراوي، أمس السبت، خلال زيارة عمل وتفقد قادته إلى ولاية وهران وهران، إيفاد لجنة وزارية خلال الأيام القادمة للتحقيق في وضعية مركز مكافحة السرطان «الامير عبد القادر» بالحاسي» وتحديد المسؤوليات. سجلنا ذلك خلال زيارة الوزير إلى مركز مكافحة السرطان «الأمير عبد القادر»، حيث قابله الأطباء والممرضون وعمال هذه المؤسسة العمومية التي تستقطب المرضى من الجهتين الغربية والجنوبية الغربية باحتجاجات عارمة منتفضين ضد ممارسات مسؤوليها، وعلى رأسها انعدام المختصين في العلاج الكيماوي وما يقابلها من معاناة للمرضى وأهاليهم، وكذا التهميش والإقصاء المفروض. كما طالب العديد من الأعوان شبه الطبيين بتحسين ظروف عملهم وتحديد المسؤوليات، منوهين إلى أن كثيرا منهم يمارسون مهام لا تمت بصلة لاختصاصاتهم، على غرار تحضير جرعات العلاج الكيماوي التي هي من اختصاص المحضرين الصيدلانيين إلى جانب عدم توفر وسائل الوقاية والأمان اللازمة لهم. وعلى ضوء ذلك أكّد المحتجون تسجيل «فجوة كبيرة» بين المخصصات المالية «المعتبرة» التي سخرتها الدولة لمرضى السرطان بهذه المؤسسة الإستشفائية والنتائج المحققة من حيث نوعية ومستوى الخدمات التي يطمح إليها المواطن ومهنيو الصحة وصاحب القرار على سواء، مؤكدين أنه يوميا تضيع أكثر من 100 مليون دج من الأدوية المستوردة الخاصة بالسرطان بسبب التحضير غير المدروس للعلاج الكيماوي»، وهو ما أثار حفيظة ميراوي الذي صرح قائلا : «لقد سمعنا كثيرا بوجود مشاكل في هذه المؤسسة وارتأينا من خلال زيارتنا اليوم أن نسمع للموظفين والمهنيين وأولياء المرضى لمعرفة حقيقة هذه المشاكل، وتم الاستماع لكافة الأطراف، وقررنا إيفاد لجنة وزارية ستتنقل خلال الأسبوع القادم إلى وهران، وسيتم على أساس تقريرها اتخاذ إجراءات في حق كل مقصّر». كما تم إعطاء تعليمات لمدير القطاع بالولاية لتحسين ظروف مرافقي المرضى (الأولياء) في هذا المركز الذي يعرف انقطاعا للمياه منذ أكثر من 10 أيام، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة معالجة النقائص المسجلة في المنظومة الصحية بالولاية من خلال التنسيق وتحمل المسؤولية من أجل تقديم خدمة عمومية ترتقي إلى تطلعات المواطنين، ولاسيما المرضى المقيمين. ووجّه الوزير بالمناسبة تعليمات صارمة بضرورة تسليم مشاريع قطاعة في أقرب الآجال، ومنها مشروعي مستشفى 240 سرير بحي النجمة ببلدية سيدي الشحمي والمركز الجهوي الجديد لعلاج الحروق الكبرى بطاقة 120 سرير بنفس البلدية، واللذين وقف على سير أشغالهما في انتظار تسليمهما في غضون الثلاثي الأول من سنة 2020، حسب التعليمات التي وجهها الوزير بخصوص تسريع وتيرة إنجاز المشاريع التي تعرف بعض التأخر بسبب الضائقة المالية. على صعيد آخر، أشرف ميراوي رفقة السلطات الولائية على تدشين مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية للأطفال على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب، حيث أشاد بمستوى هذه المصلحة الجديدة التي تسمح بضمان تكفّل أمثل بالأطفال وتقديم أحسن الخدمات الحديثة والمتطورة. وتفقد المسؤول الأول على القطاع عددا من المصالح الطبية على مستوى المؤسسة الاستشفائية الجامعية أول نوفمبر بايسطو، على غرار مصلحة الاستعجالات الطبية الجراحية، مصلحة طب النساء، بالإضافة إلى وحدة تلقيح النخاع، أين شدّد على ضرورة التكفل الأمثل بالمواطنين والمرضى، وتوفير كل الخدمات اللازمة من عناية صحية وأدوية ومتابعة وإقامة. وقام نفس المسؤول بزيارة للعيادة متعددة الخدمات الشهيد درقاوي طيب بحي العقيد لطفي ببلدية وهران، حيث وقف على مختلف الخدمات المقدمة على مستوى هذه المؤسسة الإستشفائية الجوارية، التي تتوفر على العديد من المصالح، على غرار الكشف على بعض الأمراض كالسيدا، سرطان الثدي ومرض السكري، مصلحة معالجة الإدمان والتكفل بالأطفال المصابين بمرض التوحد، وذلك في إطار ترقية الصحة الجوارية والتكفل الأمثل بالمواطنين.