أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، أمس الجمعة، على ضرورة استجابة القوى السياسية العراقية لمطالب المحتجين المحقة، قائلا إن الإصلاحات هي السبيل الوحيد لتجاوز الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع. قال ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، أمس، إن «المرجعية الدينية قد أوضحت موقفها من الاحتجاجات السلمية المطالبة بالإصلاح في خطبة الجمعة الماضية من خلال عدة نقاط، تضمنت التأكيد على سلميتها وخلوها من العنف والتخريب، والتشديد على حرمة الدم العراقي». شدد على «ضرورة استجابة القوى السياسية للمطالب المحقة للمحتجين»، مبينا أن «المرجعية إذ تؤكد على ما سبق منها تشدد على ضرورة الإسراع في إنجاز قانون الانتخابات وقانون مفوضيتها، لأنهما يمهدان لتجاوز الأزمة الكبيرة التي يمرّ بها البلد». تُعتبر خطبة، أمس، الأقصر من بين خطب الجمعة الثلاث السابقة، في ما يتعلق بالتظاهرات، غير أنها حملت تأكيداً لمواقف المرجعية السابقة، الداعمة للمتظاهرين. في الاثناء، شهدت المظاهرات زخما كبيرا، أمس، حيث توافدت أعدادا كبيرة من المتظاهرين على ساحات التحرير والخلاني و9 محافظات في يوم جديد من التظاهر والتأكيد على المطالب المرفوعة بحل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات مبكرة. ولا زالت الحكومة العراقية تبحث عن حلول في إطار المهلة المحددة من القوى السياسية للحكومة البالغة 45 يوما للبحث عن حلول للاستجابة لمطالب المتظاهرين. هذا وعزّزت القوات العراقية من انتشارها في الشوارع المؤدية إلى ساحات التظاهر وفي محيط الأبنية الحكومية لفرض الأمن وعدم اتساع رقعة المظاهرات التي اقتربت من أسبوعها الخامس على التوالي. بحسب شهود عيان فإن ميناء أم قصر التجاري أكبر مرفأ تجاري عراقي في محافظة البصرة لا يزال مغلقا من قبل المتظاهرين، فضلا عن إقامة سرادق اعتصام في الطرق المؤدية إلى الحقول النفطية في ظل إجراءات أمنية مشدّدة.