أخذت قضية المؤسسات التعليمية في الأطوار الثلاثة التي شيدت في مراحل سابقة في السبعينيات والثمانينيات منالقرن المكاضي ببلديات بومرداس، خاصة تلك التي نصبت بتقنية البناء الجاهز بطريقة مستعجلة لتمكين تلاميذ القرى والمناطق النائية من حق التعليم، أولوية في عملية تجديد هذه المرافق الحيوية عبر مختلف البرامج والمشاريع المخصصة لقطاع التربية، إلا أن زلزال بومرداس الذي تسبب في تصدّع عشرات المدارس قد ضاعف من حدّة المشكل بظهور أقسام للشاليهات لا يزال بعضها إلى اليوم يثير مخاوف الأولياء نتيجة افتقادها للشروط الصّحية والتمدرس الجيد وانتهاء مدة صلاحياتها.. أدركت وزارة التربية الوطنية النتائج السلبية لمثل هذه المؤسسات التعليمية خاصة على مستوى الطور الابتدائي من حيث افتقادها لشروط التمدرس الجيد والظروف الملائمة لاستقبال التلاميذ في هذا الوسط غير المحفز، وهذا بناء على عدة تقارير رفعت من قبل لجان مختصة وجمعيات أولياء التلاميذ التي ناشدت الوصاية بضرورة التدخل لإنهاء مشكل مدارس البناء الجاهز والشاليهات التي انتهت مدة صلاحياتها الزمنية وانعكاس مادة الأميونت الخطيرة على صحة التلاميذ والمعلمين، ناهيك عن درجة الاهتراء المتقدمة لعدد منها، الأمر الذي دفع بوزيرة التعليم السابقة إلى إطلاق برنامج وطني شامل لتعويض هذه المدارس بمؤسسات جديدة تستجيب لشروط العملية التربوية،ابتداء من موسم 2015 /2016، عبر عدة ولايات منها بومرداس التي تتواجد بها عدد من المؤسسات القديمة لا تزال عملية إلى اليوم وأخرى تدعمت أو عوضت بالشاليهات مباشرة بعد زلزال 2003 التي زاد من تعقيد العملية. هذا البرنامج واجه عدة مشاكل في الميدان خاصة على مستوى ولاية بومرداس بسبب اصطدامه بالأزمة المالية والاقتصادية، خلال تلك الفترة، مما أدى إلى تجميد المشاريع العمومية منها قطاع التربية الوطنية بمجموع حوالي 50 عملية كانت مبرمجة لانجاز مؤسسات تربوية ومجمعات مدرسية وأقسام توسعة لمواجهة النقص الفادح في المرافق ومعالجة ظاهرة الاكتظاظ الذي تعاني منها المؤسسات التعليمية خاصة في الطور الابتدائي، ومنها تعويض أقسام الشاليهات والمدارس القديمة ذات البناء الجاهز التي بقيت تشتغل في عدد من البلديات منها عاصمة الولاية. وأمام هذه الوضعية التي زادت من ضغط الأولياء وضرورة إعطاء الأولوية لقطاع التربية الوطنية، أعادت السلطات الولائية إحياء وإنعاش مشاريع القطاع مجددا بعد رفع التجميد عنها عن طريق برمجة انجاز عدد من المؤسسات والمجمعات المدرسية، بعضها تم تسليمها مع بداية الموسم الدراسي الحالي شملت مجمعات بحي بن عجال ببودواو، حي 1588 مسكن بسي مصطفى وثانويتين في كل من أولاد عيسى وتيمزريت، في حين تبقى البعض منها متوقفة أو قيد الانجاز لتدارك العجز المسجل في ظل عودة إشكالية المؤسسات التعليمية المتضررة من الزلزال والمصنفة في الخانة البرتقالية التي خضعت لأشغال ترميم وتدعيمها بأقسام شاليهات لم تعد صالحة للاستعمال، ما جعل الأولياء والأساتذة ينظمون وقفات احتجاجية للمطالبة بفتح مدارس جديدة على غرار ما شهدته اكمالية محمد حمزاوي ببرج منايل التي تحوي أقسام جاهزة متضررة لم تعد صالحة للدراسة فيها، وأزمة متوسطة زعاترة ببلدية لقاطة التي تم إغلاقها، مع بداية الموسم بناء على تقرير الخبرة التقنية لمركز مراقبة البناء نتيجة تصدّعات الجدران والأسقف وخطورتها على التلاميذ. هذه الوضعية تشهدها أيضا عدد من المدارس الابتدائية ببلديات بومرداس التي عجزت عن تجديد وتهيئة هياكل بعض المؤسسات القديمة والمتضرّرة من الزلزال واللجوء إلى الحلول الترقيعية بتنصيب شاليهات لمواجهة العجز وأزمة الاكتظاظ ونقص عدد القاعات، حيث لا تزال المؤسسات المتواجدة في المدن والأحياء الكبرى تشتغل بنظام الدوامين أو الدوام الجزئي في تناقض صارخ مع أهداف العملية التربوية وشروط التمدرس الجيد للتلاميذ، ورغم التحذيرات من الانعكاس السلبي أيضا على صحة التلاميذ والمعلمين جراء الاستخدام الطويل لمثل هذه البناءات المكونة من مواد وتركيبات صناعية غير معالجة.