اعتبر عبد الرحمان بلعياط، الوزير الأسبق، عزوف الشباب عن الانخراط في الحياة السياسية موقفا غير مدروس وانطباعيا، لأن ممارسة السياسية لها قنوات معينة لا بد من اتباعها. وأكد عبد الرحمان بلعياط في تصريح ل »الشعب« على هامش ندوة النقاش المنظمة بمركز الدراسات الاستراتيجية تحت عنوان (تطور الوعي السياسي لدى الشباب) ونشطها أبو جرة سلطاني رئيس حركة السلم، انه على الشاب الراغب في المشاركة السياسية الانضمام في هياكل وأطر تنظيمية تحتضن اهتماماته وانشغالاته وتصقل مواهبه وأن يعتمدها كأسلوب للوصول إلى غايته كالأحزاب والإعلام. وأشار بلعياط أن الشاب إذا أراد إيجاد مكانته في المشهد السياسي لا بد له من فرض نفسه والسعي لتحصيل مطلبه لأن هكذا أمور تأخذ غلابا وتحصل ولا تعطى على طبق من فضة، فالمشكلة المطروحة اليوم ليس صراع هذه الفئة مع جيل الاستقلال، لان الشباب اليوم يحملون العديد من المطالب منها ما هو مدني واقتصادي واجتماعي وعلى الأحزاب والحكومة أخذها بعين الاعتبار. وبخصوص دورهم في تسيير البلاد والمشهد السياسي قال بلعياط، أن هذا الأمر يخضع لاعتبارات أخرى، فالسياسة حقل تبدأ بالانخراط الذي هو مطلب الشباب ومن ثم الممارسة والأحزاب التي لا تهتم بهذا المطلب ستجد نفسها متأخرة عن الركب والحراك الذي تشهده البلاد سيما في ظل الاصلاحات الأخيرة. وأوضح محدثنا، أن المهارات الشبابية في كل الميادين لها مكانتها ويجب استثمارها واستغلالها في المجالات التي تصلح لها، وهو نفس الدور الذي يمكن أن تسهم به الأحزاب التي يجب عليها تجديد قواها وطاقاتها عبر إشراك هذه الفئة الحيوية في إطار منظم، لان دورها مهم جدا وهو ما أدركته مختلف الحساسيات السياسية على غرار حزب جبهة التحرير الوطني الذي يظهر من خلال منتخبيه ومناضليه بمختلف القسمات والمجالس النيابية. وأكد بلعياط انه لا يتصور مجتمعا يمشي بجيل واحد فقط مشبها الأمر بالعائلة والمعمل وبالتالي لا بد من نفس جديد دون التخلي عن ذوي الخبرة والأقدمية لان العقل يقول بالأخذ بهم سيما في رسم التوجهات والخيارات السياسية المهمة مع الاعتماد على الأفكار الجديدة التي يمكن أن يأتي بها الشباب لتجسيد مبدأ التشاركية في خدمة الجزائر عبر المزج بين الأمس والحاضر.