يشهد النصف الشمالي من الكرة الأرضية صبيحة الأحد 22 ديسمبر الجاري الانقلاب الشتوي 2019 وهذا في تمام الساعة 4 و 19 دقيقة بالتوقيت العالمي (الجزائر:+1سا) وهو ما يوافق أول أيام فصل الشتاء الذي سيدوم حوالي 90 يومًا. جاء هذا في بيان وقعه جمال فهيس رئيس الجمعية العلمية الفلكية البوزجاني وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك. بحسب ذات البيان الذي تلقت «الشعب» نسخة منه، فإن الانقلاب الشتوي يحدث فلكيا بسبب ميلان محور دوران الأرض وحركتها في مدارها حول الشمس ولأن الأرض أثناء دورانها حول الشمس ليست عمودية وإنما مائلة ب 23.5 درجة وعليه فإن النصف الشمالي والنصف الجنوبي من الأرض يتبادلان الأماكن في استقبال ضوء الشمس ولذلك فإن ميلان الأرض وليس المسافة التي تفصلها عن الشمس هي السبب في حدوث الفصول.. في يوم الانقلاب الشتوي، يكون القطب الشمالي مائلاً بعيدًا عن الشمس وتصل الشمس إلى أقصى نقطة جنوب السماء ظاهريًا وتسقط أشعتها عموديا على مدار الجدي. وفي جميع المواقع شمال خط الاستواء يكون طول النهار أقل من 12 ساعة حيث يبلغ مثلا في الجزائرالعاصمة 9 ساعات و42 دقيقة، في حين يكون النهار أطول من 12 ساعة جنوب خط الاستواء.. جدير بالذكر، أنه ليس كل الأماكن حول الأرض لها شروق وغروب للشمس في يوم الانقلاب الشتوي فشمال الدائرة القطبية عند خط العرض 66.5 خط شمال لا يوجد شروق أو غروب للشمس في هذا اليوم لأن الشمس تبقى تحت الأفق طوال اليوم في حين الدائرة القطبية الجنوبية عند خط العرض 66.50 جنوب خط الاستواء لن يرصد شروق أو غروب للشمس أيضًا بسبب أن الشمس تظل فوق الأفق طوال اليوم وهي ظاهرة تعرف بشمس منتصف الليل... يتميز يوم الانقلاب الشتوي، بتأخر الفجر وتشرق الشمس من أقصى الجنوب الشرقي وقوس المسار الظاهري للشمس في قبة السماء يكون منخفضًا وعند الظهر «الزوال» تكون ظلال الأشياء في أقصى طول لها خلال السنة ومن ثم يأتي غروب الشمس مبكرًا. عرف القدماء هذه الظاهرة كما سجلوا أن مدة النهار تبدأ في الزيادة مقابل تناقص في مدة الليل تدريجيا ليتساويا يوم21 مارس بحدوث الاعتدال الربيعي. وقد ذكر الخوارزمي وشرحه بقوله:»نقطة المنقلب الشتوي هي رأس الجدي لأن الشمس إذا بلغته تناهى قصر النهار وبدأ في الزيادة».