أعطى الخبير «جان لوي غيغو» صورة سوداء على ما تعيشه دول البحر المتوسط من تدهور اقتصادي وأزمة مالية خانقة تعصف بأوروبا وحراك عربي يهدد الاستقرار السياسي والتماسك الاجتماعي. وهو ما يضع منطقة البحر المتوسط أمام تحديات تفرض على الدولة التفكير في المستقبل وإيجاد الحلول. ذكر بهذه الحقيقة لوي غيغو أمس في ندوة فكرية نظمها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الشاملة بفندق الهيلتون بحضور شخصيات سياسية وطنية وأجنبية. أوضح جان لوي مندوب عام معهد الاستشراف الاقتصادية بالحوض المتوسطي في ندوة صحفية أمس بفندق الهيلتون حول «منطقة الرفاه المشترك في البحر المتوسط بين الحقائق السياسية والتحديات»، أن الوضع الحالي يستدعي التوقف عنده مليا والتفكير جيدا لأن الأمر يضعنا أمام مصير مشترك وهو ما يفرض تظافر الجهود بين ضفتي المتوسط. واعتبر المتحدث أن مستقبل دول البحر المتوسط محفوف بالكثير من التحولات والتحديات إلا أن هذا لا يمنع من التفكير ل30 سنة المقبلة ، وهو الأمر الذي يجب أن تفكر فيه الجزائر أيضا لأنه لا يمكن التنبؤ بالمستقبل الذي يجب أن يحضر له بالدراسات الاستشرافية. وتضمنت وجهة نظر «جان لوي» فكرتين، الأولى أن عالمنا اليوم يعيش في ظل العولمة بإضافة إلى ما يعرف بالمناطق القارية وهو ما يؤكد أن شمال المتوسط يحتاج لجنوبه وهي قوة يمكن تطويرها في حال توفرت إرادة حقيقية بين دول ضفتي المتوسط، مستدلا بالمقولة الشهيرة لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة «نحن محكوم علينا في أن يكون لنا مستقبل موحد لأننا لا نستطيع فعل شيء ضد قوانين الجغرافية». أما الفكرة الثانية تشمل توحيد الجهود بين الطرفين، كما هو الحال بالنسبة للجزائر وفرنسا اللتين يجب أن تسير في المسار الذي يستدعيه البناء المتوسطي مستدلا بالنموذج الألماني الذي «يعمل أكثر مما يتكلم» واستطاع أن يجلب إليه اهتمام دول أوروبا الشرقية من خلال القيام باستثمارات هامة جدا في مختلف القطاعات والآن هي تتوجه نحو تونس عبر استثمار 40 مؤسسة ألمانية وفقا لشروط نجاح اندماجية وإنتاجية كالإستعانة بيد عاملة محلية. وفيما تعلق بالجزائر، قال المندوب العام لمعهد الاستشرافات الاقتصادية في البحر المتوسط، أنها تأخرت كثيرا في احتلال المكانة التي تستحقها، مشيرا إلى أنها تمثل مصدر ثروة لأوروبا لا بد من الاستفادة منها في إطار مبدأ الربح لكلا الطرفين وبالصيغة التشاركية . وبخصوص ال 30 سنة للنجاح إقترح جان لوي تغير الذهنيات وتجاوز الأخطاء التاريخية على غرار الألمانيتين والتفكير في المستقبل لأن العالم يواجه تحديات كبيرة منها التغير المناخي، النمو الديمغرافي ونفاد مصادر الطاقة.