تستعد القيادة الجديدة لجبهة «البوليساريو» لانتهاج أسلوب جديد في التعاطي مع وضع النزاع القائم مع الاحتلال المغربي، خاصة بعد إقدام دول إفريقية على فتح قنصليات لها بالمناطق الصحراوية المحتلة، وهو ما تعتبره خطوة لأغراض سياسية تنتهك القانون الدولي. وصف عبد القادر الطالب عمر سفير الجمهورية الصحراوية بالجزائر، أمس، افتتاح قنصليات لبعض الدول الإفريقية بالأراضي المحتلة بالخطوة الخطيرة، معتبرا أن هذا يطيل النزاع بين الطرفين ويعيق مسار الحل، وأكد أن ذلك خرق واضح للقانون الدولي وقيام الإحتلال بذلك هو انتهاك لمواثيق الإتحاد الإفريقي الذي أبلغت جبهة البوليساريو بضرورة التحرك لوقف هذه الإنتهاكات الصارخة بحق الشعب الصحراوي. أوضح الطالب عمر في ندوة صحفية بمركز الإعلام الصحراوي، رفقة سعيد عياشي رئيس اللجنة التضامنية مع الشعب الصحراوي أن فتح قنصليات دبلوماسية وتنظيم تظاهرات رياضية لا يعطي الشرعية للمغرب في الإحتلال، ولكنها خطوات تزيد من تعقيد الأوضاع، مشيدا بقرار الكونفدرالية الجزائرية لكرة القدم برفض المشاركة في تظاهرة كأس الأمم الإفريقية بالعيون المحتلة، وهو قرار يتماشى مع موقف الدولة الجزائرية المتضامن مع الشعب الصحراوي والشرعية الدولية. وأفاد الدبلوماسي أن قيادة جبهة البوليساريو بعد المؤتمر ال 15 وضعت في الحسبان تغيّر الأوضاع في المنطقة، وتحملت المسؤولية كاملة في جمود القضية في الآونة الأخيرة بسبب استقالة المبعوث الأممي للصحراء الغربية، وقال إن القيادة تعهدت بتحريك الوضع نحو الاستقلال بما يتماشى مع مطالب الشعب الصحراوي. وأبرز عضو أمانة جبهة البوليساريو أن التفكير في العودة إلى الكفاح المسلح بات الأقرب لدى القيادة العامة، واصفا استمرار التعنت المغربي في ظل صمت الأممالمتحدة بالتجاوزات الخطيرة التي قد تنسف المساعي الأممية في أي وقت. كما اعتبر صمت «المينورسو» بعثة الأممالمتحدة لتنظيم الاستفتاء بالخطير والمنحاز لدولة الإحتلال، مشيرا إلى أن المغرب يقوم بانتهاكات مستغلا عدم تعيين مبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة. من جهته، قال سعيد عياشي رئيس اللجنة الوطنية للتضامن مع الشعب الصحراوي إن قرار فتح قنصليات بالمناطق الصحراوية المحتلة وتنظيم تظاهرات رياضية قرار مخطط له منذ فترة مع دول كبرى تساند المغرب في الإحتلال، وأعلن عن تنظيم ندوة تضامنية لتأكيد التضامن مع الشعب الصحراوي والتنديد بهذه الممارسات اللاإنسانية، التي تتعارض مع الأعراف والقوانين. وقال إن موقف الجزائر مشرف ويؤكد ثباته في الوقوف مع الصحراء الغربية، خاصة ما لمسناه في خطاب رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال حملته الرئاسية المطمئن والمشرف للغاية بخصوص قضية فتح الحدود، التي ربطها بإعادة المغرب التفكير في علاقاته مع الجزائر مع عدم نسيان الماضي.