أكد ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا السيد أبي بشرايا البشير, أن الزيارة التي يقوم بها المبعوث الاممي الى المنطقة, هورست كوهلر, منذ السبت الماضي, تركت انطباعا ايجابيا لدى القيادة الصحراوية ودول الجوار بالتوجه نحو تسوية النزاع في الصحراء الغربية ترضي كل الاطراف, مشددا على أن أي تقدم على مسار التسوية الاممية مرهون بتوفر الارادة السياسية لدى النظام المغربي. وفي تصريح له خلال نزوله, مساء يوم امس الاربعاء, ضيفا على قناة فرانس 24 في حصة "الحصاد المغاربي" قال السيد بشرايا, أن زيارة كوهلر الى المنطقة, تندرج ضمن تطبيق قرار مجلس الأمن الأخير 24- 14, والذي نص على ضرورة الدخول وبشكل فوري في مفاوضات مباشرة وبدون شروط مسبقة وبحسن نية, بين طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليساريو تفضي الى تقرير مصير الشعب الصحراوي. وأبرز السيد بشرايا, قائلا "أن الكرة اليوم توجد في مرمى النظام المغربي, وعلى هذا الاساس فان احراز اي تقدم على مسار التسوية الاممية, مرهون بتوفر الارادة السياسية لدى الطرف المغربي". وأكد الديبلوماسي الصحراوي, أن جبهة البوليساريو أكدت للمبعوث الأممي, "إلتزامها بالمسار التفاوضي وإستعداد لتسهيل مهمته من أجل تطبيق قرار مجلس الامن بشخصه وروحه", مشيرا الى أن "الوقت قد حان لإيجاد حل لآخر قضية تصفية استعمار بالقارة الأفريقية, من خلال الإحتكام الى ارادة الشعب الصحراوي". وشدد المسؤول الصحراوي, على ضرورة إغتنام الفرصة المواتية من اجل التسوية لا سيما وان هناك ارادة واهتماما دوليا "غير مسبوق" لتسوية النزاع في الصحراء الغربية سواء على مستوى الاممالمتحدة, خاصة بعد القرار الأخير بتقليص عهدة البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء الى الصحراء الغربية "المينورسو" الى ستة أشهر, أو على الصعيد الافريقي , حيث ينتظر أن يخصص الإتحاد الافريقي خلال قمته المرتقبة في نواكشوط الاسبوع القادم, ولاول مرة, بندا خاصا حول نزاع الصحراء الغربية, وتقديم رئيس مفوضية الإتحاد الأفريقي لأول مرة تقرير مفصل عن تطورات القضية ومدى تطبيق قرارات القمة الأخيرة ذات الصِلة. وحسب الديبلوماسي الصحراوي فانه حتى على الصعيد الاوروبي, نلمس نفس الرغبة في تسوية النزاع, والذي عبر عنها من خلال قرارات محكمة العدل الأوروبية الأخيرة, واللقاءات التي أجراها المبعوث الأممي مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي والذي دعا الى تطبيق القانون الدولي والحفاظ وحماية الثروات الطبيعية للصحراء الغربية . وأشار الى أن القيادة الصحراوية عبرت عن انشغالها, في أفق زيارة المبعوث الأممي المرتقبة و لأول مرة الى العيون والسمارة والداخلة, ب"وضعية حقوق الانسان المتردية بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية, والانتهاكات التي يرتكبها الاحتلال المغربي ضد الصحراويين العزل". وتأتي زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام للامم المتحدة الى الصحراء الغربية, الثانية من نوعها للمنطقة التي تشمل العديد من المحطات (مخيمات اللاجئين الصحراويين وأراضي الصحراء الغربية المحتلة والمملكة المغربية وموريتانيا) تنفيذا للائحة الأممية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي في 17 أبريل الماضي. وتطلب اللائحة الاممية من طرفي النزاع (المملكة المغربية وجبهة البوليساريو) العودة إلى المفاوضات المباشرة بدون شروط مسبقة وبحسن نية.