في سياق سعي الدولة الجزائرية لمحاربة خطاب الكراهية، الفتنة والجهوية والصراع الثقافي، تأتي أهمية التفاتة وزارة الثقافة بكل هياكلها ومؤسساتها لضرورة التفكير في طرق جمع تنوعنا اللّغوي الثقافي في نشاطات واحدة. لهذا نقترح التفكير العاجل لتنظيم مهرجانات أدبية وفنية تتمحور حول الانتماء اللّساني الجزائري في إطار الوحدة الوطنية. كما ندعو لتنظيم مهرجان «المسرح العربي والأمازيغي»، وندوات وملتقيات عن «الشعر العربي والأمازيغي»، نطمح من مديريات الثقافة تنظيم معارض« الكتاب العربي والأمازيغي» لمبدعين ومفكرين وباحثين جزائريين،وفتح النقاش النقدي العلمي بين أبناء الوطن الواحد. هنا سيلتقي كل أبناء الجزائر في مكان واحد للحوار والسجال والاختلاف ضمن الوحدة الوطنية، ويواجهون بذلك كل خطاب يرّوج للشقاق والفتن عبر شبكات التواصل الاجتماعي. نرى ضرورة ان تتولى وزارات التعليم العالي والشؤون الدينية والتربية والثقافة مبادرات لتشجيع حركة الترجمة للأدب والثقافة والتراث الأمازيغي نحو اللّغة العربية، والعكس، أي نقل الموروث العربي بكل ميادينه، المكتوب بأقلام جزائرية نحو الأمازيغية، وهنا سنحقق وحدتنا واجتماعنا الهوياتي الثقافي عبر مشاريع فعلية وفعالة، بعيدا عن المناسباتية والنشاط الفلكلوري المؤقت. نريد هذه الوحدة والمصالحة الثقافية بين العربي والأمازيغي، لكي نواجه مبادرات ومشاريع التفرفة العنصرية، ولنكثر مثلا من ندوات ونشاطات علمية ثقافية حول ترجمة القرآن الكريم للغة الأمازيغية، وكذلك ترجمة العلوم الشرعية، والتعريف بعلماء الفقه والعربية والبلاغة من أهل منطقة القبائل وقد أسهموا كثيرا في حفظ الدين الإسلامي ودعم اللغة العربية وهذا المنجز عامل للوحدة وجمع المرجعية الثقافية الوطنية. أملنا ان يحظى باحثون ومؤرخون بالتفاتة وتكريم وهم يساهمون بأقلامهم وإبداعاتهم في تعزيز اللّحمة الوطنية واعلائها فوق كل الحسابات. وهؤلاء كثر نذكر منهم على سبيل المثال، الباحث المؤرخ أرزقي فرادو، الكاتب المفكر محمد الصالح صديق والشيخ أبو عبد السلام وكل دكتور أو أستاذ أو باحث من منطقة القبائل خدم اللّغة العربية والتاريخ الثقافي المشترك. سمعنا عن نشاطات في أرض مستعمر الأمس عنوانها الكبير هو « الفن الفرانكو بربري»، و»الأدب الفرانكو بربري»، والموسيقى الفرانكو بربرية»، وقد نصل لأفكار ونشاطات أكثر جرأة، تكون حول الحلم الفرانكوبربري الانفصالي الممزق للجزائر؟؟، قصد التفرقة وعودة الاستعمار من باب الثقافة والفن واللّسان... ولسنا نعلم ماذا تنتظر مؤسساتنا المعنية بالقطاع الثقافي للتحرك ومواجهة الأفكار العنصرية التهديمية التي تتحرك في الداخل والخارج؟؟؟نحن نطلب بتنظيم لقاء «المسرح العربي الأمازيغي» ومهرجان «السينما العربية الأمازبغية» وندوة «الموروث الشعبي العربي الأمازيغي وكل جهد يدخل في اطار مسعى تعزيز الوحدة الوطنية التي تحققت بالتضحيات والنضال، تطبيقا لوصية الشهيد: «إذا استشهدنا حافظوا على ذاكرتنا» أو «الجزائر أمانة في الأعناق.»