* الأستاذ عزيز حداد: الجهل هو ما يدفع البعض إلى تحريم الاحتفال بيناير * الباحث محمد طيبي: ترسيم يناير تأسيس لحالة حضارية يندرج الاحتفال ب"يناير" كعيد وطني وعطلة مدفوعة الأجر، ضمن سياق تكفل الدولة بمسألة الهوية الوطنية وبالخصوص منها المقوم المتعلق بالأمازيغية بكل أبعاده، طيلة السنوات الأخيرة، وفق مقاربة جادة تعتمد الهدوء والتدرج والدراسة والمعالجة الموضوعية المعمقة، وهي بذلك تكون قد نزعت هذا الملف الحساس من بين أيدي الهواة وتجار السياسة، وبعض الأطراف التي كانت تحاول ضرب وحدة الشعب والمساس باستقرار البلد. وفي ظل الظروف التي يعرفها الجميع، والتجاذبات التي تعتمدها أطراف لها أهداف مستترة أكثر من الادعاءات العلنية التي تطلقها أمام الرأي العام وطنيا ودوليا، لم يكن بالأمر السهل مباشرة العمل على هذه المسألة الحساسة التي ظلت محورا للنقاشات والصدامات طيلة عقود من الزمن. لقد أدركت الدولة منذ البداية أن دراسة موضوعية ومعمقة لكيفية التكفل بالمسألة الأمازيغية باعتبارها مكونا رئيسا من مكونات الهوية الوطنية وترقيتها بشكل جاد وحقيقي ومتواصل هو السبيل الوحيد لإخراجها من دائرة المزايدات والمناقصات السياسوية والإيديولوجية والجهوية التي يتسابق إليها أكثر من طرف، لذلك عمدت إلى التكفل بها بتأن وبشكل متدرج منذ قرابة العقدين، ما يجعلها في نهاية المطاف بعيدا عن كل ما سبق ذكره . وكانت البداية سنة 2002 غداة الأحداث الأليمة التي عاشتها منطقة القبائل، والتي حاولت حينها عدة أطراف مشبوهة الاستثمار فيها إلى أبعد حد ، والدفع نحو تعفين الوضع لأهداف تبقى مشبوهة بدلا من تهدئته والبحث عن مخارج مقبولة له. وعليه قرر رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة جعل الأمازيغية لغة وطنية، كبداية لمرحلة جديدة في التعامل مع هذه المسألة الحساسة وباعتبارها مقوما من مقومات الهوية الوطنية، فدعا البرلمان بغرفتيه إلى الاجتماع والمصادقة على التعديل الدستوري الذي أقر دسترة الأمازيغية لغة وطنية، رافعا بذلك مشجبا كانت أطراف تحاول تعليق العديد من المطالب وتحقيق العديد من الأهداف من فوقه. وقد أغلقت هذه الخطوة بالفعل أبوابا أمام رياح سامة تريد الدخول منها لضرب وحدة الشعب وزرع الفتنة والشك بين الجزائريين، وخلالها أكدت الدولة على لسان العديد من مسؤوليها أنها ستتكفل بترقية الأمازيغية ولن تتخلى عن ذلك. وبعد مرحلة من الأخذ والعطاء والشد والجذب حاولت ذات الأطراف الضغط مرة أخرى عبر هذه المسألة بدعوى أن اعتبار الأمازيغية لغة وطنية غير كاف ولابد من جعلها لغة رسمية، فكان من الدولة الرد الواضح والصريح والقاطع لكل شك عبر التعديل الدستوري للسابع فبراير من العام 2016 الذي رسم الأمازيغية وجعلها لغة وطنية ورسمية أسوة بالعربية. وفي ذات التعديل الدستوري تم أيضا إقرار إنشاء أكاديمية وطنية للغة الأمازيغية ومجمع جزائري للغة الأمازيغية، وهو ما تجسد بعد ذلك تباعا من خلال مصادقة مجلس الوزراء على هذه القرارات التي جاءت في الدستور، وقبل أيام قليلة فقط أصدر رئيس الجمهورية مرسوما خاصا عين من خلاله تشكيلة المجمع الجزائري للغة الأمازيغية، ما يدل فعلا على أن الدولة عندما أكدت على لسان مسؤوليها في الكثير من المناسبات أنها ستتكفل بترقية الأمازيغية، كانت فعلا عن وعودها. ومع مطلع العام المنقضي صادقت الحكومة على تعديل القانون المتعلق بقائمة الأعياد الوطنية بحيث رسمت رأس السنة الأمازيغية المصادف للثاني عشر من يناير من كل عام عيدا وطنيا وجعلته عطلة مدفوعة الأجر أسوة ببقية الأعياد الوطنية الأخرى، الشيء الذي يسهم بشكل حتمي في تعزيز تماسك الشعب الجزائري و الحفاظ على هويته ووحدته. وقد نال هذا القرار ترحيبا واسعا من قبل كل فئات الشعب الجزائري، على اعتبار أن هذا العيد يحتفل به الشعب الجزائري منذ القدم، بعيدا عن كل تأويلات وعن كل استغلال مشبوه أو تأويل، وهو ضمن ثقافة كل فرد جزائري أبا عن جد. وقد نزع هذا القرار آخر المسببات والذرائع التي كانت فئات معينة تتشبث بها وتدعي الدفاع عنها من أجل خدمة أهداف خاصة معلومة وغير ظاهرة في نفس الوقت، وتحاول من ورائها غرس بذور الفتنة والانقسام وسط المجتمع الجزائري، لكن ردة فعل كل طبقات الشعب وتعبيرها عن ارتياحها لهذا القرار اسكت هذه الفئات. ولابد من الإشارة في هذا السياق أن الدولة التي رفضت التسرع في معالجة مسألة الهوية وبخاصة منها قضية الأمازيغية رغم الضغوط، وفضلت التدرج، حيث كانت قد بدأت هذه المسيرة منذ تسعينيات القرن الماضي عندما أنشأت المحافظة السامية للأمازيغية وأمدتها بكل الإمكانات اللازمة حتى تؤدي دورها كاملا في ترقية الثقافة الأمازيغية بشكل موضوعي بعيدا عن كل التشوهات المحتملة والتأثيرات السياسية والإيديولوجية التي كانت تريد الإلقاء بثقلها عليها. واليوم لم يبق أمام الجميع سوى ترك كل الهيئات الخاصة المهتمة بالبعد الأمازيغي التي أنشأتها الدولة تقوم بدورها المطلوب وفق رؤية متبصرة وموضوعية وعلمية بعيدا عن التأثيرات الجانبية. إلياس .ب رأس السنة الأمازيغية قطاع التربية يحيي المناسبة عبر مدارس الوطن أحيت يوم الخميس المؤسسات التربوية عبر الوطن مناسبة رأس السنة الأمازيغية 2969 من خلال نشاطات ثقافية وترفيهية تهدف للحفاظ على الموروث الثقافي الوطني المتنوع. وبالمناسبة، أوضحت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، التي حضرت حفلا نشطه التلاميذ بمدرسة الإمام محمد الغزالي بالمرادية، أن هذه النشاطات التربوية «تدعم وترسخ معنى رأس السنة الأمازيغية لدى الناشئة وتزيد أكثر من تلاحم وانسجام الشعب الجزائري». وأضافت أن «هذا البعد يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على التراث الوطني ويظهر عمق الثقافة والتاريخ الجزائري»، داعية الأساتذة الى تقديم درس حول الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يناير الذي نص عليه التعديل الدستوري لسنة 2016. وأبرزت أن قطاع التربية «يعمل تدريجيا وباستمرار على المحافظة على تعليم اللغة الأمازيغية عبر كل ولايات الوطن بعد أن بلغ تعليمها حاليا 44 ولاية»، مشيرة إلى أن الاحتفال الرسمي بيناير منذ السنة الماضية «جاء ليعزز الموروث الثقافي للأمازيغية بمختلف انتماءاته في مختلف مناطق البلاد». الأرندي يرحب بالإعلان عن تشكيلة المجمع الجزائري للغة الأمازيغية رحب التجمع الوطني الديمقراطي بالإعلان عن تشكيلة المجمع الجزائري للغة الأمازيغية، معتبرا هذه الخطوة بمثابة «لبنة إضافية في مسار تعزيز الوحدة الوطنية». وأكد الحزب في بيان له يوم الجمعة أن تأسيس المجمع الجزائري للغة الأمازيغية والإعلان عن تشكيلته يعد "عربون وفاء من طرف رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، للتكفل بترقية اللغة الأمازيغية بعد ترسيمها في الدستور"، مبرزا أن هذه الخطوة تشكل "مكسبا إضافيا لتعزيز الوحدة الوطنية وإخراجها من حلقة الصراعات والمزايدات السياسوية". واغتنم التجمع الوطني الديمقراطي هذه المناسبة ليتوجه ب"أحر التهاني وأطيب الأماني للشعب الجزائري بمناسبة احتفال بلادنا بالعيد الوطني يناير»". واج إطلاق النسخة الأمازيغية للموقع الالكتروني لاتصالات الجزائر السبت المقبل أعلنت اتصالات الجزائر يوم الخميس عن إطلاق النسخة الأمازيغية لموقعها الالكتروني يوم السبت المقبل الموافق لرأس السنة الأمازيغية 12 يناير، حسب ما أفاد به بيان للشركة. وجاء في المصدر أن «اتصالات الجزائر تؤكد مرة أخرى التزامها بتثمين اللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية ويسرّها أن تحيط علما زباءنها الكرام بأنها ستطلق رسميا النسخة الأمازيغية لموقعها الالكتروني www.at.dz اعتبارا من 01 يناير 2969 الموافق ل 12 جانفي 2019. وقدمت الشركة بالمناسبة عبارات التهاني لكافة الجزائريين بمناسبة حلول السنة الأمازيغية الجديدة «يناير 2969»، مجددة حرصها على اعتماد اللغة الأمازيغية في وثائقها الإدارية وفي مختلف حملاتها الإعلامية المنجزة خلال سنة 2018 كما أنها ستواصل سياستها المنتهجة خلال عام 2019، يضيف البيان. أستاذ التاريخ عزيز حدّاد في حوار للنصر الجهل هو ما يدفع بالبعض إلى تحريم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية اعتبر أستاذ التاريخ ونائب مدير جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، عزيز حداد، أنّ الجهل هو ما يدفع بالبعض إلى تحريم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، مشيرا إلى أن الأطراف التي تتهجم على هذه المناسبات قد طعنت حتى في إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، كما يوضح أن الإسلام صهَر العرب والأمازيغ في بوتقة واحدة ولم يعد ممكنا زرع الفرقة بينهم، لكنه ينبه بأن الأمازيغ احتضنوا اللغة العربية من حيث أنها لغة الإسلام وليس من باب القومية العربية. حاوره: سامي حباطي ويقدم لنا الأستاذ حداد في هذا الحوار الذي أجرته معه النّصر على هامش ندوة انعقدت بجامعة الأمير عبد القادر حول عيد يناير، رأيه في اللغة الأمازيغية كجزء من ثراء الإسلام في شمال إفريقيا، كما يحدثنا عن فشل المستعمر الفرنسي في غرس الفرقة بين الجزائريين الذين يتحدثون العربية ومن يتحدثون الأمازيغية من خلال الترويج لأطروحات تاريخية كاذبة. لو حارب المسلمون الأوائل الأمازيغية لما بقيت إلى اليوم النّصر: ما رأيكم في بعض الآراء المُغالية في الدين والتي تحرّم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية؟ الأستاذ عزيز حدّاد: الجهل هو الذي يؤدي دائما إلى العداوة والتطرف، لكن في الدين الإسلامي عادات وهذه لا ضير فيها، كما أن هناك عبادات مرتبطة بالشّرع. وأنا أرى أن الذين يتهجمون على الأعياد قد تعصبوا وطعنوا حتى في المولد النبوي الشريف، فما بالك بيناير وغيرها من المناسبات. ونتيجة لجهل هؤلاء الأشخاص، فإنهم لا يعلمون على وجه الحقيقة طبيعة الاحتفال بهذه الأعياد، وإحياء يناير ليس من باب إعادة طقوس وأساطير وثنية، وإنما لذكر ما كان موجودا. وقد وجد الرسول (ص) في المدينةالمنورة أحباشا يحتفلون ففرح بهم، كما أنه لم يقض على تلك الأيام، وإنما قد حافظ عليها الإسلام وتركها. الأمم التي لا تحتفل ولا تراعي ولا تهتم بتاريخها العميق مقطوعة الجذور، لذلك فإن المبالغة في هذا الأمر على أساس أنه وثنية ينافيه أن الأُسَر الجزائرية لا تعطي أهمية لهذه الطقوس من قبيل أنها للآلهة أو غير ذلك، وإنما تمارسها من باب الفرح ومنح صورة جميلة عن حياة الشعب الجزائري، وما أحوجنا إلى الاهتمام بأرضنا وعملنا. والله قد جعلنا خلفاء على هذه الأرض، ولا يمكن أن نعيش في مكان آخر. ولا يمكن للإنسان أن يتزوج ولا يفرح، وكذلك الاحتفال بيناير. أما إن كانت هناك أشياء ما زال يعتقد بها الناس وهي من الشرك، فإنه لا توجد فئة تقبل بذلك سواء كانوا من القبائل أو الشاوية أو غيرهم. والمجتمع الجزائري يحيي "ثاجماعث" والعديد من العادات الأمازيغية الأخرى التي تهدف إلى نشر الخير بين الناس وتسهيل حياتهم، ومن الجميل أن نفرح بهذه الأمور الجميلة. والشعب الجزائري يحتفل بأعياده على غرار باقي شعوب العالم، كما أن الأمازيغ يحيون هذه الذكرى في مختلف الأماكن التي يتواجدون بها، على غرار واحة سيوة في مصر، فيما لا يكمن العيب في الماضي وإنما فيما نقدمه للبشرية الآن في الحاضر. النّصر: ألا يمكن أن نعتبر أن العادات التي يتم إحياؤها للاحتفال بيناير ثراءً للإسلام في حد ذاته؟ ألا ترون يا أستاذ أن الإسلام واسع وقابل لاحتواء ثقافات مختلفة داخل نسيجه؟ الأستاذ عزيز حدّاد: لقد قلت في مداخلتي خلال الندوة أن الله جعلنا شُعوبًا وقبائل لنتعارف، فكل اللهجات واللغات الموجودة في العالم هي ثراء للإنسانية وجعلها الله نوافذ للاتصال من خلالها، والاطلاع على الثقافات والعلوم، لذلك كلف الرسولُ (ص) زيدًا بتعلم اللغة السّريانية وهي كانت لغة اليهود، من أجل أن يطلع على مخططاتهم وما يفعلون. وتراث الإسلام كبير، وفي القرآن نجد قصص الكثير من الأمم، ومنها القصص الجيدة والسيئة وهي مذكورة في قرآننا، وبالتالي فهي جزء من تراثنا، فكيف لا ندرس تاريخا أمازيغيًّا يمتد لحوالي ثلاثة آلاف سنة وهو يمثل أصولنا وجذورنا ولا نحتفي به، في وقت نصل فيه بالبحث والدراسة إلى التاريخ القديم جدا لأمم كثيرة. والأمازيغ قد دافعوا عن أرضهم ضد جميع الغزاة، سواء كانوا من الرومان أو الفينيقيين أو القرطاجيين، كما دافعوا عن أرضهم ضد المسلمين أيضا في البداية، لكنهم تقبلوهم واحتضنوهم بعد ذلك عندما أدركوا كُنْهَ ما يدعون الناس إليه. وقد أصبح الأمازيغ بعد ذلك رُسُلًا يبلّغون الإسلام في الأندلس وأوروبا ولم تكن مشكلة مطروحة في ذلك، بل إنّ منهم تجارًا ذهبوا إلى مناطق جنوب الصّحراء الإفريقية ونشروا الإسلام هناك، ومن نتائج ذلك ظهور دولة المرابطين أو المعروفين باسم "الملثمون" وهم أمازيغ قدموا من أعماق الصحراء. الأمازيغ انتصروا للعربية من باب أنها لغة القرآن وليس بدافع القومية العربية النّصر: أقام الأمازيغ في التاريخ الإسلامي العديد من الدول في شمال إفريقيا، على غرار دولة المرابطين التي ذكرتموها والموحدين والحماديين وغيرها، وهناك من المتعصبين للعروبة من يتخذ من اختيار هذه الدول للعربية كلغة رسمية برهانا على تفوق هذه اللغة على الأمازيغية. ما قولكم في من يردد مثل هذا الكلام؟ الأستاذ عزيز حداد: كثير من كتب الفقه التي ألفها الأمازيغ تحمل العديد من المصطلحات الفقهية باللغة الأمازيغية، على غرار كتاب الونشريسي الموسوم ب"المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب"، فهُم قد استعملوها لأنها لغة المجتمع، كما أنهم كانوا يسعون إلى إيصال المعلومة بأي لغة. فإذا كان العلماء القدماء قد اهتموا بهذا الجانب فكيف لا نهتم به نحن اليوم؟ ولذلك فإن الاحتفال بهذه الأعياد الأمازيغية يجب أن يزيدنا وحدة ويمنع عنا الفُرقة والتّشتّت. أما بخصوص سؤالكم، فأقول إن المسلمين الأوائل لم يحاربوا اللغة الأمازيغية ولو حاربوها لما بقيت إلى اليوم، كما أؤكد أن الأمازيغ هم من نشروا اللغة العربية وجل العلماء في شمال إفريقيا كانوا من الأمازيغ، فهم احتضنوا الإسلام باللغة العربية ولغات أخرى. وقد اهتموا بذلك ولم تكن أية عنصرية في ذلك، وحتى لو بحثنا في جذور هذه الأقوام لوجدنا أن جلّ السكان الذين كانوا في المنطقة هنا كانوا أمازيغ وليسوا عرب، لكن الأمازيغ دافعوا عن العربية من باب أنها لغة الإسلام، وليس من باب القومية العربية. والإسلام جاء بشعار "لا فرق بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى". ويمكنني القول أيضا أن اللغة العربية في الجزائر صافية مقارنة باللغة العربية في المشرق، رغم ما يظنه كثيرون من أننا مفرنسون ولا نعرف العربية، رغم أنها نقية في الجزائر رغم ما يوجد فيها من ألفاظ لاتينية ووندالية وفينيقية وتركية وفرنسية وأمازيغية، لكن ذلك ليس مما يشوبها وإنما هو من مصادر ثرائها ويجب أن نفتخر بالأمازيغية على أساس أنها مكون أساسي في مجتمعنا وديننا، مثل الأردية والتركية والفارسية في العالم الإسلامي. وفي زمن الموحدين قد ترجمت كتب إلى اللغة الأمازيغية ودُوِّنت بالتيفيناغ، لكن لا ضير في ذلك، فالمهم هو الغاية. عربية شمال إفريقيا أكثر صفاءً من عربية المشرقيين النّصر: ما هي الطرق التي سعى من خلالها الاستعمار إلى خلق الفرقة على أساس الأمازيغية والعربية؟ الأستاذ عزيز حدّاد: الاستعمار الفرنسي حاول الاستثمار في هذا الجانب من أجل تفريق الأمة الجزائرية، لكنه لم ينجح في ذلك والثورة الجزائرية عملت على القضاء على الفروق لصالح قيمة وحدة الشعب. وكثير من الشعوب الواحدة تتحدث لغات مختلفة دون أن يخلق ذلك مشكلة. ويجب أن تبتعد هذه الأمور عن جميع المزايدات، كما أقول أن تعزيز قيمة المواطنة كأصل هي الحصن المنيع أمام الفرقة، فنحن اليوم في سيرتا وهي عاصمة أمازيغية كبيرة في التاريخ ونتحدث العربية. وكما قال الإمام عبد الحميد ابن باديس فإن الإسلام قد مزج بين أبناء يَعْرُب وأبناء مازيغ على مدى عشرة قرون ولا يمكن لأحد أن يفرّق بينهم. وقد حاول المتطرفون أيضا من هنا وهناك التفريق بين الجزائريين على أساس الأمازيغية والعربية ولكنهم لم ينجحوا في ذلك، كما أن الاستعمار الفرنسي بحث جيدا في تاريخ القبائل الجزائرية قبل أن يدخل البلاد، وحاول التفريق بينها من خلال نشر أطروحات تقول أن لكل قبيلة منها أصلا مختلفا، على غرار قوله أن قبائل الشمال المتحدثين بالأمازيغية تعود أصولها إلى حوض البحر الأبيض المتوسط أي أن أصولهم "هندو-أوروبية"، وحاول تدعيم حجته بلون البشرة والعينين والشعر، كما نشر فكرة أن "العرب وخاصة الهلاليين قد نشروا الخراب في الجزائر عند قدومهم إليها ولم يتركوا للأمازيغ لا لغتهم ولا ثقافتهم"، رغم أن التاريخ ينفي ذلك، فلو دمرّوا ذلك فعلا لما بقي من آثارهم شيء اليوم. فرنسا الاستعمارية روجت لأطروحات تاريخية كاذبة لتفريق الجزائريين كما سعى المستعمر الفرنسي إلى التفريق بين هذين المكونين بالحجة الجغرافية من حيث قرب شمال إفريقيا بالضفة الجنوبية من القارة الأوروبية، فحاول أن ينشر المسيحية في بعض المناطق، وخصوصا في منطقة القبائل، لكن الزوايا تصدّت لهذا الأمر وواجهت "التفريق بين الأمازيغ وغيرهم من الجزائريين" بقوة، لأن المجتمع تزاوج ولا يمكن التفريق بينهم، حتى أنهم عندما هبوا لمقاومة الاستعمار الفرنسي قد هبوا دفعة واحدة و"لالة فاطمة نسومر" ابنة زاوية، وغيرها من رموز المقاومة الشعبية، فقد كان المنطلق واحدا وهو "مواجهة الغزاة الفرنسيين". وأضيف أن حديث الجزائريين بأي من لغات العالم بأسره لن يجردهم من روحهم الجزائرية البحتة، واليوم فيهم من يتقنون الفرنسية والألمانية والإسبانية لكن ذلك لا يمس بشخصيتهم الوطنية. س.ح أساتذة يؤكدون في ندوة بجامعة الأمير عبد القادر أمازيغ سيوة بمصر دليل على أن التأريخ ليناير يعود لشيشناق أكّد أوّل أمس الخميس، أساتذة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أن وجود أمازيغ واحة سيوة بمصر دليل على أن تاريخ رأس السنة الأمازيغية يعود إلى انتصار شيشناق على الفراعنة نافين بذلك أن يكون الأمر مجرد خرافة. وقدمت الدكتورة عائشة كعباش من الجامعة محاضرة حول عادات الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في منطقة القبائل، حيث أوضحت أن الكثير من المؤرخين يكذبون فرضية أن تعود هذه الذكرى فعلا إلى انتصار الملك البربري شيشناق على الفراعنة في عام 950 قبل الميلاد، لكنها اعتبرت أن وجود أمازيغ واحة سيوة بمصر وإحياءهم لعيد يناير هم أيضا دليل على صحتها. وألقت الأستاذة كعباش محاضرتها مدعّمة كلامها بالصّور عن مظاهر الاحتفال، من قبيل صناعة الخبز بالأعشاب الطبية وإعداد طبق تقليدي بسبعة أنواع مختلفة من الخضار وتجنب الأكلات الحامضة والحارة والإكثار من الحلوة، للتفاؤل بالسنة الجديدة وغيرها من المظاهر الاحتفالية. وألقت الأستاذة سميّة بن جبّار مُداخلة حول مظاهر الاحتفال بهذا العيد لدى أمازيغ الشّاوية، حيث أوضحت أن بعض الطقوس المقامة في هذا العيد ترجع جُذُورها إلى طقوس كانت تقام لإله المطر قبل الإسلام، في حين أكدت أن من يحيون يناير يبتغون تفاؤل الخير في العام الجديد. وتتشابه الكثير من العادات التي تمارس في يناير لدى الشاوية مع عادات الأمازيغ القبائل، في حين تمارس أمور أخرى على مدى عشرة أيام من العام الجديد، وكل يوم يحمل اسما، مثل "يوم فرعون" أو "آسنفرعون" بالأمازيغية الشاوية، وهو دليل آخر يدعم فرضية أن يعود الاحتفال بهذا العيد إلى عصر شيشناق الذي حكم مصر، لكن الأستاذة أوضحت أن نسبة العائلات التي تحتفل بيناير قد تراجعت في الأعوام الأخيرة. وتحدّث مدير الجامعة عن أهمية إحياء عيد "يناير"، مشيرا إلى أن جامعة الأمير عبد القادر افتتحت قسما لتعليم اللغة الأمازيغية كما اقترحت أسماء ثلاثة أساتذة ليكونوا في مجمع اللغة الأمازيغية، فيما ركز منشط الندوة أستاذ التاريخ عزيز حدّاد على أن طقوس الاحتفال بقيت مجرد عادات ولم تعد تحمل دلالات وثنية، مشددا على أهميتها. سامي .ح عالم اللسانيات و الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي في تصريح حصري للنصر القرارات التي اتخذتها الجزائر بخصوص اللغة الأمازيغية مناسبة رحّب عالم اللسانيات و الفيلسوف الأمريكي الشهير، نعوم تشومسكي، بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة الجزائرية فيما يخص ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، و تعميم تدريسها في المؤسسات التعليمية للبلاد، مبديا في تصريح حصري للنصر، أمله في أن تتبع باقي دول شمال أفريقيا هذه الخطوات التي وصفها ب «المناسبة جدا». النصر استطاعت التواصل مع المفكر الأشهر في العالم الحديث، و ذلك عبر بريده الالكتروني التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي لا يزال أستاذا فخريا به على مستوى قسم اللسانيات و الفلسفة، حيث رد العالم على سؤال طرحناه عليه بخصوص رأيه في القرارات التي اتخذتها الجزائر بجعل 12 جانفي المصادف لبداية السنة الأمازيغية، عطلة رسمية، و كذلك بدء الحكومة في تعميم تدريس هذه اللغة المعترف بها رسميا في بلادنا كلغة وطنية، بالقول "يبدو لي أن هذه القرارات مناسبة جدا، و آمل أن تنجح الخطط الموضوعة بشأنها». و يرى «أب علم اللسانيات الحديث"، كما يطلَق عليه، أن على باقي دول منطقة شمال أفريقيا التي يعيش بها الأمازيغ، أن تحذو حذو الجزائر فيما يخص الإجراءات التي اتخذتها من أجل حماية اللغة الأمازيغية، المصنفة ضمن أقدم اللغات في العالم، من الاندثار، إذ أردف قائلا في إجابته التي تتزامن مع احتفالات رأس السنة الأمازيغية 2969، «هذا الأمر من شأنه أن يكون فكرة جيدة للغاية، على ما أعتقد". و تعتبر هذه التصريحات، رغم اقتضابها، من الخرجات الإعلامية النادرة جدا لتشومسكي، التي يتحدث فيها عن اللغة الأمازيغية، فهذا العالم المصنف كأبرز مثقفي المعمورة خلال القرنين العشرين و الحادي و العشرين، يُعد من الداعمين للتنوع اللغوي و حماية اللهجات من الزوال، حيث يقول إن "اللغة هي مكتبة و ثروة أية ثقافة»، كما يرى أن اللغة عبارة عن وسيلة و طريقة لفهم و تفسير العالم و فقدانها يعني فقدان الأفراد لهوياتهم، على اعتبار أنها تدعم ثراء التقاليد و التاريخ و التاريخ الشفهي، و قد سبق للفيلسوف المعروف بآرائه السياسية الجريئة، انتقاد «التراجع الجذري" لعدد اللهجات في أوروبا خلال السنوات الأخيرة، و أرجع هذا الأمر إلى العوامل السياسية. ياسمين بوالجدري الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي للنصر ترسيم يناير تأسيس لحالة حضارية وليست إيديولوجية قال الكاتب والباحث البروفيسور محمد طيبي،أن يناير هو جزء من التراث الوطني وبه تقوى المرجعية الحضارية الجزائرية، مضيفا إنه إذا كانت الجزائر أسست لهذا اليوم يناير، فإنها أسست لحالة حضارية وليس لحالة إيديولوجية ،مبرزا أن قرار ترسيم رأس السنة الأمازيغية (يناير)، يوم عطلة رسمية ، يقوي مقومات الهوية الوطنية ويضع الأسس للمشروع الحضاري الوطني المتكامل، داعيا إلى ضرورة تطوير البحوث في اللغة الأمازيغية وكتابتها إما بحروفها الأصيلة تيفيناغ أو بالعربية. حاوره: مراد- ح النصر: تحتفل الجزائر اليوم السبت 12 جانفي الجاري برأس السنة الأمازيغية ، ماذا تقولون بخصوص الاحتفالات بيناير ؟ محمد طيبي : يناير كاحتفالية سنوية، فاتحة لسنة جديدة، فهي تحيل كمضامين وكطقوس وكلحظة تعامل الإنسان مع الطبيعة، تحيل في تصوري الخاص وفي قراءتي إلى ما يسمى في علم الأنثروبولوجيا القديمة، بالحضارة الهند الأوروبية التي تعتمد في جوهرها على فكرة الخصوبة، سواء خصوبة الأرض أو خصوبة المرأة أو خصوبة الزمن، والحضارة الهند أوروبية امتدت من الغرب الحالي إلى الهند وبالتأكيد أنها غطت في الزمن الغابر قبل الديانات كلها تقريبا، الغرب المتوسطي ومن هذا الباب ففي تصوري الخاص فإن يناير هو جزء من مفهوم حضارة و نضع يناير في عمق الحضارة الشمال إفريقية،وهكذا طقوس، مثلا « الشرشم « و»الكرموس» والجوز وزيت الزيتون وغيرها كل هذه المكونات يتناولها الناس، الساكنة القديمة للتعبير عن خيرات خصوبة الأرض من جانب، وأيضا بالتشبث بالدورة الطبيعية، ففي تصوري لا علاقة بيناير بالملك شيشناق، و إذا كانت الجزائر أسست لهذا اليوم يناير، فإنها أسست لحالة حضارية وليس لحالة أيديولوجية مثلما يعتقد بعض المنظرين الآن، فالساكنة الأمازيغية تأثرت بهذه المرجعية الحضارية وهي تتقاسم فكرة الخصوبة والخيرات والدورة السنوية مع كثير من شعوب العالم إنما كل شعب أوكل ساكنة عبرت بطريقتها وبوسائلها ففكرة رأس السنة هي فكرة تتقاسمها كل الشعوب، إنما هذه المرجعية الحضارية لا تؤسس للهوية، هناك هوية تأثرت بهذه الفلسفة الحضارية القديمة جدا . النصر: قرارترسيم رأس السنة الأمازيغية (يناير)، يوم عطلة رسمية يعزز مقومات الهوية الوطنية ويساهم في تعزيز الاستقرار والوحدة الوطنية وتقوية اللحمة بين الجزائريين ، ماذا تقولون في هذا الإطار؟ محمد طيبي : بالتأكيد فإن قرار ترسيم رأس السنة الأمازيغية (يناير)، يوم عطلة رسمية في البلاد، يقوي مقومات الهوية الوطنية و يبعدها عن التوظيف السياسي ويعزز الاستقرار والوحدة الوطنية ويقوي اللحمة بين الجزائريين ويضع الأسس للمشروع الحضاري الوطني المتكامل؛ لأن يناير هو جزء من التراث الوطني وبه تقوى المرجعية الحضارية الجزائرية القديمة جدا قبل الرومان وقبل الإسلام، فرأس السنة الأمازيغية يجب أن يكون له معنى وتصوري أن تأسيس هذا اليوم رسميا معناه أولا نزع الغطاء على المستثمرين فيه، وثانيا أنه يعطي هذه المراسيم الاحتفالية ويرجعها إلى السلطة العمومية التي يجتمع فيها الجزائريون. وثالثا أن هذا الاحتفال شامل ويمس كل الفضاء من الجنوب إلى الشمال، كل الجزائريين يحتفلون به، عندما تعود هذه المراسيم إلى السلطة العمومية معناه إلى الدولة الوطنية ينزع الستار عن الاستثمار فيها أيديولوجيا، لأن هناك من لا يجد أي شغل إلا تشويه معاني التاريخ، ومن هذا فإنه في تصوري، حسنا عملت السلطات العمومية لأنها رسمته وهو يحيل إلى هوية الوطن ولا يحيل إلى هوية جزء من الوطن وهذا هو المهم ومن ذلك فإن الذين يريدون أن يجزئوا الجزائر بالتمايز في الاحتفال، بأنه لهم وليس لغيرهم، هؤلاء في اعتقادي ليسوا من جواهر الأمازيغية نفسها، لأن الأمازيغية في تكوينتها التاريخية القديمة، نشأت في تعاملات مع المرجعية العربية وليس في تناقض معها على الإطلاق، واعتقادي اليوم يجب أن ننقذ الأمازيغية ممن يستثمرها لتوسيع رقعة اللاتينية في الجزائر، فالتراث الوطني يجب أن تسيره الدولة الجزائرية، ولا يحق لأي أحد بحكم الدستور، أن يستحوذ عليه ليصنع بها خطابا أو هوية، والأمازيغية قيم نتقاسمها ونتبادلها وهي جزء منا كلنا وهي كل من كلنا ومن أراد أن يقسم البلد فهو لا يخدم الأمازيغية على الإطلاق. من الضروري تطوير البحوث في اللغة الأمازيغية وكتابتها بتيفيناغ أو بالعربية النصر: ما ذا تقولون بخصوص تحسين وتعميم تدريس اللغة الأمازيغية بالمؤسّسات التربوية بمختلف الولايات والجهود المبذولة في ترقية الثقافة الأمازيغية؟ محمد طيبي: الثقافة الأمازيغية ليست اللغة فقط، بل إن الثقافة الأمازيغية هي المرويات والمحكيات من الأساطير والحكايات والفنون والتماثيل من المنحوتات ، واللغة الأمازيغية متعددة الأطياف حسب المناطق و حتى نكون في توافق مع مفهوم الدولة يجب أن تطور البحوث في اللغة الأمازيغية، لأن حالتها لا تسمح لها أن تكون في مستوى المؤسس، فهي منطوقات مشافهة، فيجب أن نطور البحوث أولا وأن تكون الحرية لمن يريد أن يدرسها وليس إكراها وثالثا على الجزائريين كلهم إذا أمكنهم أن يتعلموا اللغة الأمازيغية المنطوقة، ورابعا أن تكتب إما بحروفها الأصيلة تيفيناغ أو تكتب باللغة العربية ، فأنا ضد أن تكتب باللغة اللاتينية؛ لأن هذا تهجين مضر وستدفع اللغة الأمازيغية ثمنه، لأن الجزائريين سيرفضونها وممكن حتى الأمازيغ الأحرار سيرفضون ذلك وبالتالي نحن في بداية الطريق والأمور التي بهذا التعقيد يجب أن يشتغل عليها المتخصصون وليس الدجالين في السياسة وغيرها . النصر : تم تعيين رئيس و أعضاء المجمع الجزائري للغة الأمازيغية وهو ما يعتبر مكسبا جديدا لترقية هذه اللغة ، ويعبر أيضا عن الإرادة الفعلية لتطويرها ، ما ذا تقولون في هذا الشأن؟ محمد طيبي: الدولة تؤطر وتضع قواعد النظام والقوانين وتسطر التوجه وتضع الخيارات، كل هذا الآن متوفر عندنا وليس متوفرا إطلاقا في الفضاءات الأمازيغية الأخرى كليبيا أوالمغرب على وجه التحديد، إنما يبقى أن هذه المشاريع لا تحتاج إلى القوانين والتمويل فقط، إنما تحتاج أولا إلى العلماء وإلى المتخصصين الذين يضعون تراثنا الأمازيغي في الحاضنة الوطنية ويطورون هذه الحاضنة بالأمازيغية ولا يختلقون لها حاضنة خارج الحاضنة الوطنية. وفي الأخير نهنئ الجزائريين كلهم بدون استثناء بالسنة الأمازيغية الحضارية ونتمنى أن يكون هذا الجانب من حياتنا العامة لحظة احتفال ووعي بما يجمعنا وأن نتفادى ما يزرع ليفرقنا بما هو منا ولنا، فهناك المخابر وبعض الفئات تريد أن تفرق الجزائريين بما هو لهم، فالأمازيغية هي من ثقافتنا وتراثنا ، فهم يريدون أن يمزقوا الجزائر بما هو منها ولها وبالتالي التراث مسألة جدية بها يصنع المستقبل وبها تقوى وحدة الأجيال الحاضرة والآتية و التراث أيضا جزء من الجغرافيا السياسية، لأن كل دولة لها تراثها وهويتها على ترابها والاختراقات التي تتم الآن هي دائما تأتي من بوابات التراث والمذاهب واللغات وغير ذلك . م- ح مواقع التواصل أبرزت العادات و التقاليد المشتركة الجزائريون يعيدون اكتشاف الثقافة الأمازيغية بفضل يناير تجاوزت ثقافة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الحدود الجغرافية هذه السنة، و لم تعد مقتصرة على القبائل الكبرى و الصغرى و منطقة الأوراس و بعض مناطق وادي ميزاب، و هو ما يبرز جليا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي التي عكست اتساع رقعة الاحتفال و ساهمت في إبراز بعض العادات و التقاليد الأمازيغية التي نسيها البعض، و كان آخرون يمارسونها دون علم بخلفياتها، كعادة "القشقشة" التي ترتبط عموما بعاشوراء ، رغم أن أصلها أمازيغي. «التراز» أو «القشقشة» ليست تقليدا خاصا بعاشوراء ككل سنة يتكرر الجدل التاريخي حول أصل الاحتفال بيناير، إذا كان إحياء لذكرى انتصار ششناق على فرعون، أو تيمنا بسنة فلاحية جديدة، و يبرز بقوة على صفحات فايسوك،و بالمقابل فضل الكثيرون التركيز على العادات والتقاليد في محاولة لإرساء ثقافة الفرح و استغلال الفرصة للاحتفال، ما سمح لهم بإعادة اكتشاف البعد الأمازيغي في الهوية الجزائرية. إن السواد الأعظم من رواد هذا الموقع، اختاروا أن يبدأوا يومهم بكتابة عبارة «أسقاس، أمغاس»، كمنشور صباحي لتحية أصدقائهم، بالمقابل تداولت صفحات عديدة شهيرة مثل « أولد سكول» و الجزائر أمس و اليوم» و» مثقفو الجزائر إليكم الكلمة»، العديد من المنشورات التي تحدث المتفاعلين معها عن عاداتهم و تقاليدهم المتعلقة بهذه المناسبة، ولعل أبرز عادة صنعت الحدث هي « التراز» أو ما يعرف ب «القشقشة»، و تتمثل في ملأ سلة بالمكسرات و قطع الحلوى بالمناسبة ، على أن يقوم أكبر فرد في العائلة في نهاية السهرة، برمي حفنة منها على رأس أصغر فرد فيها، وذلك تيمنا باستمرارية النسل و دوام الخير. بعض الفايسبوكيين أكدوا بأنهم اعتادوا على تحضير مأدبة تقليدية كل سنة، لكن دون التركيز على خلفية الاحتفال، لكن الحديث عن يناير و عن ترسيم الاحتفال به هذه السنة، سلط الضوء على العادات الأمازيغية ووسع رقعة الاحتفالات و نوعيتها، فصفحات الطبخ ركزت بشكل كبير على الوصفات التي تماشى مع المناسبة، على غرار « الكسكسي بالخضر و الدجاج، بالإضافة إلى الثريد بالمرق الأحمر و الخضر و الدجاج والبيض، و ما يعرف ب»الرفيس «بالدجاج، فضلا عن طمينة الغرس و الفطائر أو ما يعرف ب « السفنج « و رغيف الدقيق بالخضر و البصل و البراج أو «المبرجة». و عبر انستغرام و فايسبوك، تشاركت القسنطينيات وصفة كانت ترتبط بالمولد النبوي الشريف، فاكتشفن بأنها وصفة أمازيغية تخص الاحتفال بيناير وهي الخبز بالبيض أو «الحنونات» ، و تعتمد على تحضير خبز تتوسطه بيضة، و يحضر خصيصا للأطفال الصغار. الأسماء الأمازيغية تعود بقوة نشرت سيدات صورهن باللباس التقليدي وصور أبنائهن ، و فضلت أخريات نشر صور للحلي التقليدية و فيديوهات لمظاهر الاحتفال السنوية في منطقة القبائل، أرفقت بمنشورات تهنئة خاصة بالسنة الجديدة، كما دارت النقاشات حول رواد مواقع التواصل حول البعد الأمازيغي في هوية و أصول الكثيرين. و قد أطلقت صفحات كثيرة تحديات تدور في مجملها حول، الثقافة الأمازيغية عند الجزائريين و مدى معرفتهم للكلمات الأمازيغية، فكانت أسماء الشهور حاضرة مثل « ين أويور» وهو أول شهر في التقويم الأمازيغي، و أسماء الأطعمة ، و بالأخص « آغروم» أو الكسرة و التي يبدو أنها الكلمة الأكثر انتشارا. و تمت الإشارة إلى أن الأسماء الأمازيغية للمواليد الذكور و الإناث أصبحت موضة رائجة مؤخرا ، على غرار ماسي، إيثري، سيليا و ديهيا»، كما أبرزت تعليقات الكثير من رواد منصات التفاعل. هدى طابي سكان الجهة الغربية لجيجل أكثر تمسكا بإحياء يناير الاحتفالات الجماعية تطغى على العائلية تحيي عدة بلديات بالجهة الغربية من ولاية جيجل، رأس السنة الأمازيغية، وفق عادات و تقاليد الأجداد ، و من بينها بلدية زيامة منصورية التي تسود بها الاحتفالات الجماعية و لم شمل العائلات حول ولائم خاصة بالمناسبة. النصر رصدت عودة الاحتفال بيناير بقوة، إلى المناطق الغربية من جيجل. ابنة زيامة منصورية ، السيدة خليدة، المهتمة بالثقافة و التراث الأمازيغي، قالت لنا بأن عديد التقاليد التي تبرز الهوية الأمازيغية لسكان المنطقة، مثل لوزيعة، كادت تندثر بسبب المشكل الأمني الذي عانت منه طويلا، و جعلت العديد من العائلات تهاجر، لكنها سجلت عودة قوية مؤخرا بفضل جهود الجيل الجديد من أبناء المنطقة على غرار شباب بوبلاطن مثلا، الذين أخذوا زمام المبادرة لإحياء تقاليد الاحتفاء بيناير وعديد عادات الأجداد. «لوزيعة» و «الزردة» في أجواء بهيجة أبرزت المتحدثة بأن العديد من العائلات الجيجلية تحتفي بيناير بتحضير وجبة عشاء تقليدية يتقاسمها أفراد العائلة، في حين يتم تنظيم لوزيعة، ثم وليمة «زردة» كبيرة بمنطقة لجنان، يجتمع حولها جميع السكان. و تقبل النسوة على أداء مختلف الأغاني التراثية المرتبطة بالمناسبة في الهواء الطلق ، مشيرة إلى أن هذه التقاليد عادت خلال السنوات الثلاثة الأخيرة. أما سكان منطقة بولخماس، كما قالت السيدة خليدة ، فيتوجه أغلبهم إلى منطقتهم الأصلية بتاقليعت ببجاية، ليحتفلوا معا بنفس الطريقة المذكورة. و تحرص ربات البيوت ببلدية العوانة و أقصى زيامة المنصورية، على سلق الفول والقمح والحمص، في الماء والملح، لتحضير طبق خاص بيناير، يعرف باسم الشرشم أو «أوفتاين» بالأمازيغية، إلى جانب تحضير «الروينة»، لتناولها مع القهوة ،كما أكدت السيدة زكية من العوانة. و أضافت المتحدثة بأن النساء يحرصن على تخضيب أكفهن بالحناء عشية حلول يناير ، مشيرة إلى أن بعض التقاليد المرتبطة بالمناسبة التي كانت تمارسها عائلتها الكبيرة عندما كانت تقيم بالمشتة، تلاشت، في حين تتمسك عديد الأسر بعادة تحضير عشاء خاص بالدجاج، و قالت بنبرة يغمرها الحنين إلى الزمن الجميل» كنا في السابق نحضر اللحم المجفف لخليع أو» القديد» لطهي تيكربابين، أو الكعابش، كما نعد كسكسي البلوط». تغيير «إينيين» و اقتناء أوان جديدة لاستقال يناير قالت السيدة خليدة بأن النساء كن يغيرن الحجارة المحيطة بالموقد «الكانون» وتسمى محليا «إينيين»، كما يقتنين، قدر الإمكان ، أوان جديدة ، ليستقبلن العام الجديد ، و أضافت المتحدثة « كانت جدتي رحمها الله ، تقول لنا بأن ربات البيوت كن يحضرن كميات كبيرة من الطعام بالمناسبة و يتركن القليل منه لليوم الموالي، لكي يجد العام الجديد عندما يصل الخير موجودا» على حد تعبيرها . و أردفت بأن النساء إذا وجدن بأن شيئا ما سقط في وعاء، يعتقدن بأن ذلك يبشر بعام مثمر بغلال وفيرة، مؤكدة بأن الكسكسي يبقى سيد أطباق الاحتفال، و تليه «تاليلايت»أي «لغرايف»أو «القرصة»، و تفضل بعض النسوة تحضير «الفطير» أو «التريدة»، و العصبانة و «تيكربابين». و في العام الفارط شهدت منطقتا بوبلاطنو بولخماس في أقصى الجهة الغربية من ولاية جيجل، تنظيم لوزيعة و نصب خيم بالمناسبة، و فتح بعض التجار محلاتهم للشباب لتحضير وليمة يناير، و كذا توزيع لحوم «لوزيعة» على المعوزين من أبناء المنطقة، و حرصت ربات البيوت على إعداد ما لذ و طاب من الأطباق للمشاركة في الوليمة ، و علمت النصر، بأن احتفالات مماثلة ستقام بالمناسبة اليوم. العشرية السوداء حجبت طويلا الاحتفالات بخصوص أسباب الامتناع طيلة سنوات عن إحياء يناير بولاية جيجل، وفق تقاليد الأجداد، قال لنا جل من تحدثنا إليهم ، بأن العشرية السوداء التي قامت بإبعاد و تشتيت العشرات من العائلات، هي العامل الأول، بالإضافة إلى التمسك بمظاهر التمدن، على حساب تقاليد أصيلة وتراث عريق. جدير بالذكر أن ولاية جيجل تشهد إقامة العديد من النشاطات الرسمية بالمناسبة، مثل إقامة معارض و مسابقات من تنظيم قطاع الثقافة، إلى جانب تظاهرات أخرى من تنظيم قطاع الشباب و الرياضة عبر دور الشباب بالولاية. ك .طويل فيما تنطلق تظاهرة دولية اليوم بقرية ثيزة بومرداس على وقع الاحتفالات تعيش ولاية بومرداس خلال الأيام الأخيرة، على وقع احتفالات بمختلف بلدياتها، فيما ينتظر تنظيم أكبر احتفال اليوم بقرية ثيزة ببلدية عمال، و يتضمن تظاهرة رياضية و ثقافية تشارك فيها دول أجنبية، إحياء لرأس السنة الأمازيغية 2969. و تأتي الاحتفالات هذا العام بنكهة خاصة، بعد ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية، حيث تحتضن مختلف بلديات بومرداس احتفالات متنوعة، تتخللها عروض الموروث الثقافي كالألبسة، الأطعمة و كل ما يتعلق بتقاليد المنطقة التي تضفي البعد التاريخي و الثقافي لاحتفالات يناير. يناير الذي لم تختر بلدية معينة لاحتضان الاحتفالات الرسمية الخاصة بالولاية هذا العام على غير العادة، انتشرت في كل شبر منها أجواء الفرح و التضامن، حيث نظمت بقرية بومراو ببلدية الناصرية مثلا، لوزيعة لتقاسم اللحوم بين السكان، و طهي الأطباق التقليدية و توزيعها على السكان و الضيوف. في حين تحرص العائلات الأخرى على تحضير الكسكسي بالدجاج أو الرشتة، "الخفاف"أو "السفنج"،و المقروظ، ويشترط جمع كافة أفراد العائلة حول المائدة و إقامة مختلف الطقوس التي طالما كانت أساسية بالنسبة لسكان المنطقة في احتفالات يناير، مثلما تقول الحاجة مسعودة من الناصرية، فيما يفضل الكثيرون العودة إلى قراهم أو "البلاد"، ليكون الاحتفال جماعيا و أوسع. و ينتظر أن تحتضن قرية ثيزة ببلدية عمال، التي فازت العام الفارط بجائزة أجمل قرية بالولاية، أكبر احتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، عبر تنظيم تظاهرة دولية ذات طابع ثقافي و رياضي، يشارك فيها عدد من الأجانب القادمين من الدول المجاورة كتونس، المغرب و ليبيا، حيث سيتم تنظيم ورشات رياضية و استعراضات في الفنون القتالية، مع جولة سياحية في المنطقة المعروفة بطابعها الجبلي. و من المنتظر أن ترافق التظاهرة قافلة اللباس التقليدي الأمازيغي، معرض الموروث الشعبي التقليدي و الصناعات التقليدية و الحرفية، إلى جانب عرض عينات من المنتجات الريفية و الأطباق التقليدية، مع تنظيم لقاءات ينشطها باحثون و أكاديميون تتطرق إلى تاريخ يناير. إ.زياري الفواكه المجففة و «الشرشم» و الكسكسي في مقدمتها منطقة الأوراس تتمسك بعادات رأس السنة الأمازيغية تحتفل منطقة الأوراس، على غرار مختلف مناطق الوطن، برأس السنة الأمازيغية، بإحياء عادات و تقاليد الأجداد التي لا تزال راسخة ، و تحمل في طياتها عديد الدلالات، و هو ما وقفنا عليه بعدد من بلديات دائرة منعة بولاية باتنة، التي تزخر بموروثها الثقافي و تحرص على إحياء المناسبة سنويا ، بإشراك مختلف الفئات العمرية. زرنا مدينة منعة الواقعة في قلب الأوراس ، المعروفة بمحافظتها على عاداتها و تقاليدها ، حيث وجدنا سكانها منهمكين في التحضيرات لإحياء هذه المناسبة، باقتناء المستلزمات الضرورية لإعداد الأطباق التقليدية المرتبطة بيناير، حيث تعرض محلات بيع المواد الغذائية، الذرة و الفول و السمن التقليدي و غيرها من المواد الخاصة بتحضير «الشرشم» و غيره ، فيما تزينت مقرات المؤسسات الإدارية و المكتبات بلافتات كتب عليها «احتفالات يناير» . تحتضن الاحتفالات كل من مكتبة المطالعة العمومية ببوزينة ، التي نظمت معرضا يبرز عديد الأكلات التقليدية ، و كذا المواد المستعملة في تحضيرها، نذكر منها « ثاكليللت» و « «ثدونت» و « أدهان إحرن « و « شلاوح» و « لخليع» و غيرها ، و مجموعة من الأواني الفخارية. كما تم عرض الزرابي و الألبسة التقليدية المصنوعة بأنامل حرائر الأوراس، ، إلى جانب الأدوات القديمة التي تستعمل في غزل الصوف و الخياطة. و تحتضن دشرة منعة التي تمتاز ببيوتها المبنية بالطين و الحجر، و هندستها القديمة، احتفالية تسهر على تنظيمها ناشطة بإحدى الجمعيات المحلية، حيث تشرف على تزيين الفتيات بالألبسة التقليدية ك»اللحاف» أو «الملحفة» و كل ما يرافقه من إكسسوارات، إلى جانب تزيين زوايا الدشرة، بالأواني الفخارية و الأدوات المستعملة في الطبخ و الزراعة و غيرهما. النصر تحدثت إلى عدد من سكان المنطقة حول عادات يناير ، من بينهم الأستاذ في اللغات الأجنبية و التقني السامي في الإلكترونيك أحمد زايدي فقال لنا بأن منطقة الأوراس لا تزال تحافظ على عاداتها القديمة و التحضيرات للمناسبة تبدأ قبل شهور، حيث يتم ادخار الفواكه الموسمية كالعنب و الإجاص ، و كل ما تزخر به المنطقة في « خزنة» و هي عبارة عن غرفة غير مستغلة عادة ما تكون في بستان العائلة ، و ذلك بتعليق الفواكه في حبل، ما عدا البطيخ الذي يوضع وسط القمح أو الشعير، لكي لا يفقد قيمته الغذائية، و تترك هناك إلى غاية قدوم ينار أو يناير، لتناولها ليلة الاحتفال، كما يتم التحضير للوزيعة، و ذلك بنحر بقرة و توزيع لحومها على كل سكان المنطقة، و هي عادة قال بأنها في طريقها للزوال. محدثنا قال بأن الاحتفال يبدأ عشية ينار ، حيث تحضر ربات البيوت طبق الشخشوخة، و تزين المائدة بسبع مواد غذائية تتنوع بين الفواكه التي وضعنها في « الخزنة» من عنب و تفاح و رمان و تين و غيرها، و كذا التمر و الجوز و الفول السوداني و الحلوى ، لتلتف العائلة حول المأدبة، في أجواء تسودها المحبة و التآخي، و هو ما أكدته لنا السيدة وريدة بن عكسة، ابنة المنطقة . ببعد ذلك تحضر ربات البيوت الشرشم ، و يتكون من الذرة المعروفة بمنطقة الشاوية ب»المستورة» و الفول و الخليع بعد سلقها، و يقدم في وجبة الغداء و في اليوم الموالي تجتمع حوله العائلة و الجيران، كما ينثر جزء منه على الأرض في جهاتها الأربع، تيمنا بعام خصب غلاله وفيرة. كما توضع كمية من الشرشم في قطعة قماش و يتم تعليقها في شجرة عنب «دالية «، لتعطي ثمارا شهية و ناضجة صالحة للسنة المقبلة ، و تقوم النسوة بتغيير الأحجار الثلاثة التي تستعمل في الموقد عند الطهي كأساسات لوضع القدر أو الطاجين، حيث يتم تجديد حجرين اثنين سنويا، فيما يتم الاحتفاظ بحجر قديم واحد، لربط صلة دائما بين الماضي و الحاضر ، كما يتم تنظيف البيت و تهيئته. بعد صلاة الظهر يواصل الرجال الإحتفالية بتنظيم تظاهرة «الشارة»، أي الرماية ، و هي عبارة عن استعراضات ، احتفالا بعيد انتصار شيشناق على فرعون. أسماء بوقرن تبرز الموروث الثقافي الأمازيغي المحلي لولاية خنشلة انطلاق فعاليات المسرح الأمازيغي و معارض للفنون و الصناعات التقليدية انطلقت مساء أمس بدار الثقافة علي سوايعي بمدينة خنشلة، عدة نشاطات ثقافية متنوعة، تتراوح بين معارض برمجت في إطار الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية «يناير «. في حين انطلقت أول أمس من بلدية المحمل الاحتفالات الرسمية بالمناسبة، بتنظيم استعراضات فولكلورية محلية، و أخرى شاركت فيها عدة ولايات من الجنوب ومن الشمال، لإبراز الثقافة الأمازيغية ، فضلا عن تنظيم عرس وفق التقاليد و الطقوس الأمازيغية ، أحيته فرق الرحابة و فرق محلية، فاستقطب جمهورا غفيرا. و بدار الثقافة علي سوايعي أعطى مساء أمس والي الولاية، إشارة انطلاق فعاليات الطبعة الثانية للمسرح الأمازيغي الذي شاركت فيه 04ولايات، إلى جانب المسرح الوطني الأمازيغي. و تم بالمناسبة افتتاح معرض الفنون التشكيلية الذي تشرف عليه جمعية لمسات الفنون و شهد مشاركة واسعة للتشكيليين الجزائريين، إلى جانب 06 فنانين قدموا من الشقيقة تونس.و تبرز معارض الصناعات التقليدية التي تزين بهو دار الثقافة ، ما تزخر به المنطقة من تراث ثقافي ثري و متنوع. جدير بالذكر أن النشاطات الثقافية المبرمجة بعدة بلديات تتواصل إلى غاية 16جانفي الجاري.