كُشف، أمس الثلاثاء، عن الشريط المرسوم الجديد «ريغور، بطل خارق بالجزائر»، وهو نتاج المسابقة التي أطلقتها السفارة البولندية بالجزائر خلال الطبعة 12 للمهرجان الدولي للشريط المرسوم. تمّ ذلك خلال ندوة صحفية برياض الفتح بالعاصمة، نشطها أمس فيتولد سبيريدوفيتش سفير بولندا بالجزائر، ودليلة نجم محافظة المهرجان، وعضوان من لجنة التحكيم. وأكد السفير البولندي، في هذه السانحة، على أهمية تسليط الضوء على التاريخ المشترك بين البلدين. احتضنت قاعة فرانز فانون بديوان رياض الفتح بالعاصمة، صبيحة أمس الثلاثاء، ندوة صحفية نشطها كل من سعادة سفير بولوندا فيتولد سبيريدوفيتش، وعضوا لجنة التحكيم الفنان هارون ومحفوظ عيدر، إضافة إلى الفائزين الثلاثة بالمسابقة التي أطلقتها السفارة السنة الماضية 2019 قبيل «فيبدا»، حول أحسن اقتباس للشريط المرسوم عن شخصية العميل السري البولندي «ريغور»، المستقاة من أحداث حقيقية دارت بالعاصمة الجزائرية خلال الحرب العالمية الثانية. وعن هذه البادرة، قالت دليلة نجم، محافظة المهرجان الثقافي الدولي للشريط المرسوم «فيبدا»، إنها مسابقة جديدة «اعتمدت على السيناريو الذي زودتنا به السفارة البولندية، وفتحت أبواب المشاركة فيه لطلبة مدارس الفنون الجميلة عبر الوطن». واعترفت نجم أن الآجال كانت قصيرة والوقت ضيقا من أجل إنجاز 20 لوحة، وعرفت المسابقة مشاركة 10 متسابقين اختير منهم 3 فائزين. «بعد ذلك انتقلنا إلى إنجاز الألبوم، ولن نتوقف عند هذا الحد»، قالت دليلة نجم، التي أعلنت فيما بعد عن مجموعة من المشاريع المستقبلية. من جهته، توجّه السفير البولندي فيتولد سبيريدوفيتش بعبارات الشكر إلى الشركاء الجزائريين في هذا المشروع، وخصّ بالذكر وزارة الثقافة ومهرجان الشريط المرسوم. وأضاف السفير أن هذا المشروع الذي أطلقته السفارة السنة الماضية يأتي بمناسبة الذكرى الثمانين لاندلاع الحرب العالمية الثانية، واحتلال الألمان لبولندا، ويتمثل في إصدار شريطين مرسومين حول نفس الموضوع وهو «ريغور»، من إنجاز فنانين اثنين، جزائري وبولندي. ومن بين أهم أهداف هذه المبادرة، ذكر السفير إنجاز مشروع مشترك جزائري بولندي يروي التاريخ المشترك، وإبراز دور الشعبين في مواجهة النازية، وكفاحهما الطويل من أجل الحرية، وهذا التوق إلى الحرية هو ممّا دفع بولندا «لتكون من بين الأوائل في الاعتراف بالجزائر المستقلة سنة 1962»، يقول سبيريدوفيتش. كما أن الفكرة من وراء هذا المشروع هي إثارة اهتمام السائح البولندي بالجزائر وما تزخر به من تاريخ وتراث، وذلك على خطى بطل بولندي، يقول السفير، مضيفا بأن آجال المسابقة، التي كانت محدّدة بال»فيبدا»، تمّ تمديدها إلى غاية عيد استقلال بولندا الموافق للحادي عشر من نوفمبر. وقد تكفّلت السفارة بالجائزة الأولى التي بلغت قيمتها 1000 يورو، فيما تكفل معهد وارسو التقني لسلاح الجو بالجائزتين الثانية والثالثة. تمّت كتابة السيناريو اعتمادا على كتاب «الجهاز السري The Secret Service»، وهو كتاب في شكل سيرة ذاتية لميتشسلاف سلوفيكوفسكي المدعو «ريغور»، والذي يتضمن معلومات عن نشاطاته بالجزائر العاصمة لصالح الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، وإضاءات على عملية «تورش». هذه الوقائع الحقيقية هي التي استلهم منها الفيلم الشهير «كازابلانكا». وقد أصدر هذا الألبوم بالتوازي مع إصدار آخر باللغتين البولندية والفرنسية عنوانه «ريغور، دليل مصور للجزائر: على آثار الجنرال ميتشسلاف سلوفيكوفسكي». وعن سؤالنا المتعلق بإمكانية أن نرى مشاريع مماثلة في المستقبل، خصوصا وأن المحطات التاريخية التي تجمع البلدين كثيرة ومتعدّدة، أجاب السفير سبيريدوفيتش بأن المسعى موجود لأجل تثمين الحلقات المشتركة وبصمات الفنانين البولنديين في الجزائر، مستشهدا بمقام الشهيد برياض الفتح، الذي يجهل كثيرون مشاركة فنان بولندي (توفي قبل سنتين) في إنجازه. وكان من بين الحضور الفائزون الثلاثة بالمسابقة، على غرار الفائز بالمرتبة الأولى محرز سي صابر، الذي قال في تصريح له أن هذا الإصدار هو ثمرة إنه اشتغل على هذا العمل 25 يوما وليلة بشكل متواصل، وأذهله ما يمكنه أن ينجز بفضل بالتعب والمثابرة. أما الفائز بالمرتبة الثانية محمد بوجلة، فصرّح أنه يشتغل عادة على المانغا وليس الكوميك، لتكون هذه أول تجربة له في المجال. فيما تحدّث الفائز بالمرتبة الثالثة محمد زكريا رابحي، عن إعلامه في وقت متأخّر ما صعّب عليه البحث عن المعلومات، وعن سعادته بهذا الإنجاز الذي تعلّم منه الكثير. في الأخير، أكّدت دليلة نجم وجود نيّة لإثراء هذا المشروع، حيث سيكون هناك ورشة حوله من أجل تحويله إلى فيلم تحريكي، مع العزم على مواصلة كلّ المشاريع التي تُطلق على مستوى «فيبدا».